عشرون عاماً على الاغتيال… وسمير قصير لا يزال حيّاً في الذاكرة والموقف!

في الثاني من حزيران، لا نستعيد فقط ذكرى اغتيال الصحافي سمير قصير، بل نوقظ صوتاً لم يخفت، وكلمةً ما زالت تخترق جدران الصمت والوصاية. عشرون عاماً مرّت على الجريمة، لكن حضور سمير لم يُغتل. هو الذي كتب بمداد الجرأة، وواجه الاستبداد بالقلم لا بالبندقية، وآمن أنّ الحرية ليست ترفاً بل شرط وجود.
من بيروت التي عشقها ودوّن تاريخها، إلى دمشق التي أحبّ ياسمينها ورفض قمعها، ومن فلسطين التي سكنته، ظلّ صوته نشيداً لكل من حمل الأمل في وجه الظلام.
سمير قصير ليس فقط شهيد الكلمة، بل شهيد الحلم العربي الكبير، الحلم بوطن حرّ ومجتمع ديمقراطي وإنسان لا يخاف.
وفي هذه الذكرى، أعلنت مؤسسة سمير قصير أنها تقدّم تحيّة خاصّة ومؤثّرة ضمن الدورة السابعة عشرة من “مهرجان ربيع بيروت”، من خلال التجهيز الفنّي في الهواء الطلق، بعنوان “بيان الحلم” للفنّان روي ديب، من 1 إلى 8 حزيران 2025، في ساحة سمير قصير.
وتحمل هذه الدورة طابعاً وجدانياً خاصاً، ولا سيّما أنها تُكرّم أيضاً شخصيتَين مؤثّرتَين في عالم الثقافة والإعلام، لم يُطفئ رحيلهما وهج حضورهما الأبدي: الروائي الكبير إلياس خوري والإعلامية الرائدة جيزيل خوري.
وفي قلب هذا التجهيز الفنّي ينبض “بيان الحلم” الذي كتبه سمير قصير عام 2004 في أحلك لحظات القمع الشديد، وقد أُعيد تصوّره وإحياؤه اليوم ليبقى دعوة مفتوحة للحلم النابض وإعادة رسم الآفاق السياسية الجديدة.
بعد عشرين عاماً، لا يزال هذا النصّ مصدر إلهام ومرجعية لكل من يجرؤ على أن يحلم بمستقبل أكثر إشراقاً في لبنان وسوريا وفلسطين وكل المشرق العربي.
مواقف سياسية في ذكرى سمير قصير: الكلمة التي لا تموت!
كتب النائب ميشال معوض عبر حسابه على منصة “X”:
“20 عاماً على استشهاد الصديق ورفيق النضال سمير قصير.
باغتياله أفقدوا ثورة الأرز أحد أبرز من عمل بجرأة على جمع مكوناتها ليزهر ربيع بيروت، كاسراً الحواجز التاريخية التي كانت تمنع تلاقيها.
20 عاماً من الاغتيالات والحروب والدم والدمار… ويبقى السؤال: سلاح على مين؟”.
بدوره، كتب رئيس الحكومة نواف سلام على منصة “أكس”: “في مثل هذا اليوم قبل عشرين سنة نجحوا في اغتيال جسد سمير قصير لكن كلمته بقيت. واليوم أستعيد صوت سمير قصير وفكره وقلمه. هو الذي حمل همّ الحرية والديمقراطية في وجه الاستبداد والوصاية، وكتب بجرأة من يعرف أن الحقيقة لا تُهادِن”.
وأضاف، “وفي ذكراك أقول لك أنّ كلماتك في “تاريخ بيروت” وأهلها تحرس مدينتنا… وأنّ ياسمين دمشق قد فاح… أما فلسطين التي عشقت، فدمها يهدر من غزة إلى جنين لكن الأمل يكبر كل يوم مع مئات الآلاف الذين يملأون عواصم العالم رافعين علمها”.
من جانبه، كتب النائب أشرف ريفي على منصة “أكس”: “إنَّ ربيعَ العرب حينَما يُزهِرُ في بيروت، إنَّما يُعلِنُ أوان الوردِ في دمشق. عبارة خالدة للشهيد سمير قصير الذي نحيي الذكرى العشرين لاغتياله. لبنان وسوريا يخرجان من السجن الكبير، وهذا من ثمار نضالك أيها الشهيد الكبير أنت ورفاقك الشهداء. فلترتح نفسك بسلام، وحساب القتلة لا بد آتٍ”.