من مطار بيروت عراقجي يؤكّد: “لا نتدخل في الشؤون اللبنانية”… فماذا تحمل الزيارة؟!

لبنان 3 حزيران, 2025

وسط توتّر إقليمي متصاعد ومفاوضات نووية متعثّرة، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيروت، آتيًا من القاهرة، في زيارة غير منسّقة مسبقًا مع الجانب اللبناني، بحسب مصادر رسمية.

وتثير الزيارة التساؤلات، إذ تتزامن مع لحظةٍ سياسيةٍ حرجةٍ على أكثر من صعيد: تعثّر المحادثات بين واشنطن وطهران، وتصعيد إسرائيلي ضدّ البرنامج النووي الإيراني، وضغوط داخلية في لبنان لحصر السلاح بيد الدولة، بعد إعلان الحكومة المضي في تنفيذ اتفاق نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات.

في هذا المناخ، يترقّب الداخل اللبناني ما قد يحمله الضيف الإيراني من رسائل، في ظلّ غموض رسمي حول أهداف الزيارة وغياب جدول معلن للقاءاته، مقابل إصرار لبناني متجدد على الالتزام بالقرارات الدولية وبالسيادة الكاملة على ملف السلاح داخل الحدود.

وفور وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قال عراقجي: “نحترم الشؤون الداخلية للبنان ولا يمكن أن نتدخل فيها”. وأضاف: “علاقاتنا مع لبنان تاريخية وتقوم على الاحترام المتبادل”.

وتابع وزير الخارجية الإيراني: “نأمل أن تكون هناك صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان ترتكز إلى الاحترام المتبادل”.

وبانتظار ما سيكشفه الضيف الإيراني في لقاءاته عن أهداف زيارته، قال مصدر حكومي لبناني لـ”الشرق الأوسط”، إنه “لا معلومات عن فحوى زيارة عراقجي إلى بيروت، والقيادات اللبنانية لم تطّلع مسبقًا على ما ينوي بحثه”.

وعمّا إذا كان ذلك مرتبطًا بقرار الدولة اللبنانية حصر السلاح بيدها، أفاد المصدر بأن “هذه المسألة تعدّ شأنًا سياديًا لبنانيًا، خصوصًا أن لبنان اتفق مع الرئيس محمود عباس خلال زيارته للبنان على تسليم السلاح الفلسطيني ووضع أمن المخيمات بعهدة الدولة اللبنانية”، مشيرًا إلى أن “موضوع سلاح (حزب الله) أمر يخص الدولة اللبنانية والحزب جزء من الحكومة التي اتخذت هذا القرار وعبّرت عنه بوضوح في بيانها الوزاري”.

وفي حين من المتوقع أن تكون تطورات المفاوضات الإيرانية – الأميركية في صلب المحادثات، لا سيما نتائج نجاحها أو تداعيات فشلها على لبنان، أكد المصدر الحكومي أن المسؤولين اللبنانيين “لن يفاتحوا عراقجي بهذا الموضوع إلّا إذا أراد الأخير بحثه مع الجانب اللبناني”. وأضاف: “لبنان يتمنّى أن تنجح المفاوضات وأن تؤسّس لمرحلةٍ طويلةٍ جدًا من الاستقرار في المنطقة، وفي حال فشلها، نأمل ألّا تكون لها انعكاسات سلبية على لبنان، الذي خرج حديثًا من حرب مدمرة ويسعى لمعالجة أسبابها ونتائجها”.

من جهته، اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد، أن “الهدف الأول للزيارة هو إثبات نفوذ إيران في لبنان، على الرغم من الخسائر التي تكبدتها والضربات التي تلقاها (حزب الله) وسقوط نظام بشار الأسد”.

وفي تصريح لـ”الشرق الأوسط”، عبّر شديد عن اعتقاده أن “القيادات اللبنانية ستبلغ عراقجي رسالة واضحة بأن الأمور تغيرت، وأن لبنان ملتزم بتنفيذ القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، ومسألة حصرية السلاح بيد الدولة”، لافتًا إلى أن “الدولة مصرّة على إنهاء التأثير الإيراني في الداخل، انطلاقًا من علاقتها بـ(حزب الله) وسلاحه، الذي يعارض الحزب تسليمه حتى الآن”، مذكراً بأن لبنان “بات تحت المجهر الدولي، وإيران تدرك هذه المسألة، ولا يمكنها الوقوف أمام إرادة اللبنانيين في تحرير قرارهم من التأثيرات الخارجية”.

في المقابل، أوضحت مصادر مطلعة “للأنباء”، أن زيارة عراقجي “تأتي ضمن مناسبة توقيع كتابه في بيروت، لكنها تنطوي على أهداف سياسية لأهمية الدور المُناط بعراقجي على رأس الدبلوماسية الإيرانية في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات الإميركية – الإيرانية وانعكاساتها على المنطقة ولبنان سواء نجحت أو فشلت”.

وكشفت المصادر أن الوزير الإيراني “هو من طلب الزيارة ولم تكن منسّقة مسبقًا مع الدولة اللبنانية، ويعتزم عقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في جميع الملفات التي تهمّ بلاده، ولبنان معني بها بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، سواء بما يخص قرار الدولة بحصرية السلاح بيدها، بما فيه سلاح (حزب الله)”. ورأت المصادر أن “إيران في موقف حرج ولا سيما بعد الضربات الصاروخية الأوكرانية الأخيرة على روسيا، والتي تحمل في طيّاتها رسائل قاسية ليس لموسكو فقط بل أيضًا لطهران، وبعدما كشفت الصحف الأميركية عن تحضيرات سرية إسرائيلية واستعدادات جدية لتوجيه ضربةٍ قاصمةٍ للملف النووي الإيراني، إضافة الى النصائح التي وصلت لإيران من جهاتٍ دوليةٍ وإقليميةٍ بعدم تفويت فرصة الاتفاق مع واشنطن”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us