الغارات الإسرائيلية على الضاحية.. تخوف من عودة “شبح الحرب” ومساعٍ لإبعاده

بينما كان اللبنانيون منشغلين عشية عيد الأضحى بالتحضيرات للاحتفال بالعيد استهدفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الرابعة منذ خريف العام الماضي أي منذ تاريخ إعلان وقف إطلاق النار، مما أثار مخاوف من عودة الحرب.
وتسببت تلك الغارات بحالة نزوح كثيفة من الضاحية الجنوبية كما “سممت” الأجواء اللبنانية التي لا تفارقها المسيرات الإسرائيلية.
إلى ذلك، أصدرت لجنة إعادة الإعمار في منطقة بيروت إحصاءً أوليًا يرصد الأضرار التي خلّفتها الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية.
وطال القصف الإسرائيلي عدداً من الأحياء السكنية، مخلّفًا دماراً واسعاً في الأبنية والمؤسسات، وأضراراً جسيمة في الممتلكات، حيث دُمّرت 9 أبنية تدميراً كلياً، وتضرّر جراء القصف 71 مبنى، و50 سيارة و177 مؤسسة.
وفي السياق علمت “نداء الوطن” أنّ الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية استدعت مشاورات عاجلة بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، كما دفعت الجانب اللبناني إلى التواصل مع الأميركيين والفرنسيين، بهدف منع تدهور الأوضاع الأمنية بشكل دراماتيكي على أبواب موسم الصيف، في ظلّ معلومات عن تسجيل امتعاض أميركيّ من عدم تحويل الوعود الرسمية اللبنانية إلى أفعال والبدء بخطوات عملية وسريعة على طريق حصر السلاح بيد الشرعية.
وكانت الغارات على الضاحية قد أثارت مواقف كل من الرؤساء الثلاثة، إذ أعرب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن إدانته الشديدة للغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط العاصمة اللبنانية بيروت.
وأكد عون أنَّ “هذه الاستباحة السافرة لاتفاقٍ دولي، كما لبديهيات القوانين والقرارات الأممية والإنسانية، عشية مناسبة دينية مقدسة، إنما هي الدليل الدامغ على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا، رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات الى الولايات المتحدة الاميركية وسياساتها ومبادراتها أولاً عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها، وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً”.
بدوره علّق رئيس مجلس النواب نبيه برّي على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط العاصمة بيروت، لا سيما في الضاحية الجنوبية، وما رافقها من رسائل صوتية أثارت الذعر في عين قانا ومختلف قرى وبلدات الجنوب، مؤكدًا أنّ “ما جرى يشكّل استباحة جديدة للسيادة اللبنانية ولقرارات الشرعية الدولية، وهو اعتداء على قلب الوطن، لا يمكن السكوت عنه”.
وقال الرئيس برّي في بيان: “إنّ الموقف متطابق ومتبنٍ بالكامل لموقف فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بكل مضامينه الوطنية والسيادية، والذي يجب أن يشكّل مظلة جامعة لكل اللبنانيين في مواجهة الغارات الإسرائيلية المستمرة”.
وأضاف: “هذه الغارات لا تستهدف طائفة أو منطقة بعينها، بل تطال لبنان بأكمله، واللبنانيين كافة، وحتى العرب والمسلمين في أقدس مقدساتهم عشية عيد الأضحى المبارك”.
وختم برّي بالقول: “قدرنا في كل أضحى أن نقدّم الأضاحي دفاعًا عن لبنان وسيادته. ولن يحول الاعتداء بيننا وبين أعيادنا”.
من جانبه، دان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في بيان، “التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للبنان، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت”، معتبراً أنها تشكل “استهدافاً ممنهجاً ومتعمدًا للبنان، وأمنه، واستقراره، واقتصاده، خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي”.
وأكد الرئيس سلام أن” هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701، مطالباً المجتمع الدولي” بتحمل مسؤولياته لردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها، وإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية”.
كما أثارت الغارات الإسرائيلية تنديدات على الصعيد الدولي، حيث أدانت فرنسا الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، داعية إسرائيل إلى “الانسحاب بأسرع وقت من كل الأراضي اللبنانية”، وذلك في بيان لوزارة الخارجية.
وقالت الخارجية الفرنسية: “تدعو باريس كل الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار”.
وشددت على أن “فرنسا تؤكد مجدداً أن آلية المراقبة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، قائمة لمساعدة الأطراف على مواجهة التهديدات ومنع أي تصعيد من شأنه أن يضر بأمن واستقرار لبنان وإسرائيل”.
وأكدت الخارجية الفرنسية أن “تفكيك المواقع العسكرية غير المصرح بها على الأراضي اللبنانية من مسؤولية القوات المسلحة اللبنانية بشكل أساسي” مدعومة من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).
كذلك، أدانت الخارجية البلجيكية الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بيروت ووصفتها بأنها “انتهاك جديد لاتفاق وقف إطلاق النار”.