عودة التحرك الدبلوماسي إلى بيروت وسط تصعيد إسرائيلي وضغوط دولية متزايدة

لبنان 8 حزيران, 2025

تترقب الأوساط اللبنانية الأسبوع المقبل عودة الزخم الدبلوماسي إلى بيروت، حيث من المقرر أن يزور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان العاصمة الثلاثاء، في مهمة تهدف إلى بحث ملفات محورية تتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، إعادة إعمار المناطق المتضررة، تثبيت وقف إطلاق النار، وتمديد ولاية قوات اليونيفيل في الجنوب.

في هذا السياق أكد المتحدث باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، أن القرار 1701 يمنح القوة الدولية الحق الكامل في التنقل بحرية وتنفيذ دورياتها، سواء كانت بمرافقة الجيش اللبناني أم لا، لافتًا إلى أن حرية حركة قوات حفظ السلام تشكل ركيزةً أساسيةً في تنفيذ مهامهم.

وقد شهدت بلدة صريفا الجنوبية أمس توترًا محدودًا بعد اعتراض الأهالي على مرور دورية لليونيفيل، قبل أن تتدخل قوة من الجيش وتؤمن دخولها.

في المقابل، أوضحت صحيفة “نداء الوطن” أنّ عدم الرضى الأميركي، الذي يعبّر عنه أكثر من مصدر داخلي وخارجي، قد يزداد تصلّبًا بفعل الاعتداءات المتنقّلة على قوات “اليونيفيل”، حيث باتت دورياتها في مرمى الاستهداف المتكرّر جنوبًا، وهو مصدر قلق بالنسبة للدول المشاركة في عديدها.

واستغربت مصادر سياسية تكرار استخدام ورقة الأهالي لمواجهة قوات اليونيفيل، وعرقلة مهامها على الأرض، وتخوّفت من أن تكون هذه الهجمات المتنقّلة على دوريات “اليونيفيل”، محاولة لإشعال أزمة لبنانية – أممية، لتعطيل مساعي تجديد ولاية القوات الدولية، والتي يحتاجها لبنان لمساعدته على تثبيت الأمن والاستقرار عند الحدود الجنوبية، بالتعاون مع الجيش.

في سياق آخر، كشفت مصادر أميركية لـ “نداء الوطن” عن تململ أميركي من الخطوات البطيئة جدًّا التي يقوم بها لبنان لجهة نزع سلاح “حزب الله”، وإنجاز الإصلاحات.

وأشارت إلى أن واشنطن تريد من المسؤولين اللبنانيين الكثير من الأفعال بدلًا من الأقوال، أي أنها تتطلع لأن تتحرك الحكومة اللبنانية باتجاه تذليل التحديات، وليس فقط الحديث عنها.

في المقابل أوضحت صحيفة “النهار” أنّ الوضع الناشئ عن الغارات على الضاحية سيطغى على جدول أعمال زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي إلى بيروت جان ايف لودريان بعد عطلة الأضحى خصوصًا بعدما تصاعدت معالم التمايز والتباين بين الموقفين الأميركي والفرنسي حيال هذه الغارات التي دعمتها واشنطن ودانتها باريس بشدة.

ولذا أثيرت تساؤلات عما سيكون عليه دور لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بعد هذه التطورات خصوصًا ان الجيش اللبناني ألمح للمرة الأولى إلى امكان وقف تعاونه مع اللجنة.

ووفق معلومات صحافية، فإنّ تل أبيب تسعى لتعطيل أي تسوية شاملة قد تشمل انسحابها من بعض النقاط الحدودية، وتعمل في الوقت نفسه على الحدّ من النفوذ الإيراني في لبنان، وفرض شروط أمنية تمنحها موقعًا متقدمًا في المشهد الإقليمي.

وفي هذا الإطار، ترفض إسرائيل التخلي عن خمس نقاط حدودية لا تزال تسيطر عليها، وتضغط باتجاه فرض معايير أمنية جديدة تكرّس وجودها.

على الجانب الآخر، يواجه “حزب الله” ضغوطًا داخلية وخارجية، وهو بحسب مراقبين أمام خيارين: إمّا الرد العسكري، مع ما يحمله ذلك من خطر اندلاع مواجهة شاملة، أو انتظار نتائج الجهود الدبلوماسية اللبنانية.

مصادر دبلوماسية اعتبرت أن الدولة اللبنانية تعيش وضعًا معقّدًا، بين التهديدات الإسرائيلية والانقسام الداخلي العميق بشأن موقع ودور “حزب الله”، ما يزيد من صعوبة اتخاذ موقف موحد أو إطلاق مبادرة فعالة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us