حذر لبناني متصاعد وسط التصعيد الإسرائيلي – الإيراني.. و”تحييد لبنان أولوية”!

لبنان 17 حزيران, 2025

في ظل التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، تسود الساحة اللبنانية حالة من الترقب والحذر، وسط مخاوف من انزلاق لبنان إلى قلب المواجهة. ويتصدّر تحييد لبنان عن الحرب جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة، في وقت تؤكد فيه مختلف الأطراف أن لا مصلحة للبنان في الانجرار إلى هذا الصراع الإقليمي المفتوح، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع الداخلية والتحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد.

وكان قد شدد الرئيس جوزاف عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء، أمس، على “وجوب القيام بالمستحيل لإبعاد لبنان عما يحصل من صراعات لا دور لنا فيها أو علاقة بها، منوهاً بموقف الفاعليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، مع موسم صيف واعد”.

بدوره، أكد الرئيس نواف سلام على “أهمية عدم توريط لبنان بأي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها”، خلال تطرق مجلس الوزراء إلى الحرب الدائرة في المنطقة.

وأوضحت مصادر وزارية لـ”اللواء” أنّ ما خرج من مجلس الوزراء هو موقف متناسق بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام لجهة إبعاد لبنان عن صراعات لا دخل له فيها، وكان توافق على ضرورة ألّا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان.

كما علمت “الشرق الأوسط” أنّ مروحة الاتصالات، التي تولاها بشكل أساسي رئيس الجمهورية جوزاف عون، لتحييد لبنان وعدم الزجّ به في الحرب، تتلازم مع انصراف القيادات الأمنية الرسمية إلى الاتصال بالفصائل والمجموعات الفلسطينية على اختلافها، وإبلاغها رسالة سياسية واضحة تحت عنوان تحذيرها من اللعب بالنار، لما يترتب عليه من موقف لبناني رسمي يتجاوز الإنذار باتخاذ تدابير رادعة، استبقها بزنار من الإجراءات المشددة حول المخيمات، خصوصاً عين الحلوة.

وأضافت المصادر أنّ الاتصالات تشمل حركتَيْ “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، إضافة إلى الجناح العسكري لـ”الجماعة الإسلامية”.

وأكدت أنه “لا مجال للتهاون مع من يحاول استغلال الحرب بين إيران وإسرائيل لتسجيل المواقف الارتجالية”.

في هذا السياق، يراهن لبنان، كما تقول مصادر “الشرق الأوسط”، على “المباحثات التي سيجريها السفير الأميركي لدى تركيا، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، في زيارته المرتقبة إلى بيروت في الساعات المقبلة، واجتماعه بالرؤساء الثلاثة، وذلك للاستعانة به للجم إسرائيل وكبح جماحها في تهديدها بتوسيع اعتداءاتها بتوجيه ضربات هي الأقسى للبنان، متذرعةً بإطلاق الصواريخ عليها، مع أن لبنان لا يترك وسيلة إلا ويستخدمها للسيطرة على الوضع؛ لقطع الطريق على استخدام أراضيه لضرب استقراره”.

ولفتت المصادر إلى أنّ الاهتمام الرسمي اللبناني بعدم توريط البلد في هذه الحرب، “يترافق مع تحصين الساحة الداخلية؛ باتخاذه الإجراءات الاحتياطية الاستباقية للحؤول دون حصول اختراقات من شأنها أن تعيد لبنان ساحةً لتبادل الرسائل، التي يراد منها تصفية الحسابات، وإقحامه مجدداً في صراع المحاور”. وقالت إنّ «الحرب تدخل حالياً مرحلة من الاستنزاف مفتوحة على أكثر من احتمال ما لم تتحرك الوسائط الدولية لوقفها”.

وكشفت المصادر عن أنّ تحييد لبنان عن الحرب سيحضر بامتياز على جدول أعمال لقاءات السفير باراك في زيارته الموعودة إلى بيروت.

إجراءات أمنية

وأمام هذه المعطيات، أفادت معلومات “الديار” أنه بعد الاجتماع الأمني الموسع في بعبدا قبل أيام، اتخذ القرار بتعزيز انتشار القوى الامنية في أكثر المناطق اللبنانية حساسية، ومنع أي حادث يمكن أن يشكل خرقاً للاستقرار، في ظل مخاوف من توسع الحرب لتشمل جبهات جديدة في المنطقة، ما قد يزيد من حدة التوتر الداخلي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us