تصعيد ميداني واسع: غارات واغتيالات والطيران الحربي لا يغادر الأجواء اللبنانية

يتواصل التصعيد الميداني على الساحة اللبنانية بوتيرة لافتة، حيث لم تغادر الطائرات الإسرائيلية المسيّرة، الاستطلاعية والحربية، أجواء بيروت والضاحية الجنوبية، مع امتداد تحليقها إلى الجنوب والبقاع منذ صباح أمس وحتى ساعات الليل.
وفجر أمس، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية استهدفت مرتفعات تومات نيحا المشرفة على منطقتي البقاع الغربي وإقليم التفاح. وقد أصابت الغارة مبنى يستخدم كمركز إرسال، يخدم عدة محطات تلفزيونية وشبكات الاتصالات. وأسفرت الضربة عن تدمير المبنى بالكامل، وتفكيك أعمدة البث والمنشآت التقنية، بعد أن كان قد تعرض قبل يومين لغارة مماثلة أدت إلى تدمير جزئي فيه.
تحليق مكثف للطيران المسيّر
بالتوازي، شهدت أجواء الجنوب تحليقًا مكثفًا للطيران المسيّر الاستخباراتي الإسرائيلي، لا سيما فوق مناطق النبطية، عربصاليم، سجد، اللويزة، جرجوع، مليتا، حومين الفوقا، القطراني، برغز، يحمر الشقيف، أرنون، كفرتبنيت، السكسكية، الصرفند، إضافة إلى بيروت والضاحية الجنوبية.
وفي تصعيد لافت مساء السبت، نفذت مسيّرة إسرائيلية هجومًا جويًا استهدف دراجة نارية عند مدخل بلدة برعشيت، مستخدمة صاروخين موجهين. وقد وقع الهجوم قرب حاجز للجيش اللبناني.
الطيران الحربي فوق الزهراني
ولم تتوقف العمليات الجوية، إذ حلق الطيران الحربي الإسرائيلي ليلاً فوق مناطق الزهراني وصولًا إلى العاقبية والبيسارية، في إشارة إلى استمرار مراقبة دقيقة ومكثفة للميدان اللبناني.
توتر مع “اليونيفيل” في السلطانية
وفي تطور ميداني موازٍ، منع عدد من أهالي بلدة السلطانية في قضاء بنت جبيل، دورية تابعة لقوات “اليونيفيل” من متابعة مسيرها في وادي السلطانية، وذلك احتجاجًا على عدم مرافقة الجيش اللبناني لهذه الدورية، في مشهد يعكس استمرار الحساسية تجاه تحركات القوات الدولية في بعض المناطق.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن اغتيال محمد عدنان منصور، قائد مدفعية “حزب الله”، عبر غارة جوية استهدفته في بلدة الطيبة الجنوبية، ما يعكس توجهاً إسرائيلياً واضحاً نحو استهداف الكوادر الميدانية للحزب في إطار هذه المرحلة التصعيدية.
المشهد الميداني في لبنان يبدو مفتوحًا على مزيد من التوتر، وسط استمرار التحليق الجوي والضربات النوعية التي تستهدف مواقع ومنشآت محددة، فيما تبقى المخاوف قائمة من توسع رقعة المواجهة رغم كل الجهود السياسية لتحييد لبنان عن مسار الحرب الكبرى في المنطقة.