جعجع من بعبدا: التطابق كامل مع الرئيس عون… ولـ”هنا لبنان”: أكثر المتضررين من الحرب هم “الحزب” !

لبنان 24 حزيران, 2025

في زيارة لافتة بقيمتها السياسية، زار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في لقاء تناول تقييم الأوضاع العامة في البلاد، خصوصًا على ضوء التطورات الإقليمية المتسارعة. وأكد جعجع أن لا خلاف جوهريًا مع الرئيس عون، بل تباين في مقاربات العمل، وأنّ التوافق بين الطرفين هو كامل في ما يخص الأهداف الكبرى، وعلى رأسها قيام الدولة الفعلية في لبنان.

وأشار جعجع إلى أنّ فخامة الرئيس يمتلك “النية والتصميم والخطط” لبناء دولة حقيقية في لبنان بعد أربعة عقود من غيابها، مضيفًا: “لقد شهدنا خلال الأشهر الخمسة الماضية تقدمًا ملحوظًا في الكثير من الملفات، خصوصًا عندما تسمح الظروف بذلك، ولكن الوتيرة يجب أن تكون أسرع”.

وأكد جعجع أنّ العلاقة مع الرئيس عون لم تشهد انقطاعًا منذ ما قبل انتخابه، وأنّ التشويش الذي يحاول البعض الترويج له لا يعكس واقع العلاقة، مشددًا على أنّ “وجهات النظر كانت متطابقة بنسبة 100%” خلال الاجتماع.

وفي ردّ على سؤال حول وجود تباين، أوضح جعجع أنّ الاختلاف هو في مقاربة الأمور، وهو أمر طبيعي بين حزب سياسي ورئيس دولة يتحمل مسؤوليات شاملة.

وبشأن مسألة السلاح، شدد جعجع على أنّ مطلب حصر السلاح بيد الدولة ليس مرتبطًا بالحرب الأخيرة فحسب، بل هو مطلب أساسي ودائم، مضيفًا: “لا يمكن أن نستمر كدولة غير واضحة المعالم وسط ما يجري في الشرق الأوسط. حان وقت الحسم: إما دولة فعلية أو استمرار الوضعية الشاذة”. وأكد أن القرار في قضايا السلم والحرب يجب أن يعود حصريًا إلى الحكومة اللبنانية.

واعتبر جعجع أنّ الأحداث الأخيرة أثبتت صحة قراءته منذ البداية، لافتًا إلى أن ما شهده المحور الممتد من اليمن إلى لبنان كان وضعًا غير طبيعي، لا يمكن أن يستمر، متوقعًا أن تفضي التطورات إلى تفاهم أميركي-إيراني جدي يخدم مصلحة لبنان العليا.

وحول تقييمه لأداء الحكومة والرئيس خلال الأشهر الماضية، قال جعجع: “هناك تقدم كبير، والدولة الحالية مختلفة عن السابق. لم ألمس أي مؤشر على الفساد، والنية لبناء دولة حقيقية موجودة”.

وعن إمكانية تحديد جدول زمني لتسليم سلاح حزب الله والمخيمات، أشار جعجع إلى أن اللجنة الخماسية أبلغت الدولة اللبنانية بوجود خطة عمل واضحة، وأن لبنان سيُترك لمصيره إذا لم يتم الالتزام بها. وشدد: “نحن بحاجة إلى أصدقائنا، وبحاجة إلى منطق الدولة فقط، لا غير”.

وعن مستقبل لبنان، أكد جعجع أن الاتجاه صحيح، لكن المطلوب سرعة أكبر وعمق أكبر في التنفيذ، معربًا عن تفاؤله بولادة دولة فعلية بدأت تتجلى بوادرها، مثل تنظيم الانتخابات البلدية بنجاح، وغياب التدخلات الأمنية فيها.

إلى ذلك، قال جعجع لـ”هنا لبنان” إن الرئيس عون يمتلك كل النية والتصميم والخطط لقيام دولة فعلية في لبنان، مشيرًا إلى أنّ البلاد شهدت تقدمًا ملموسًا في هذا الاتجاه منذ بداية العهد الرئاسي الحالي.

وقال جعجع إن الظروف الإقليمية الحساسة، خصوصًا بعد الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، تفرض تحركًا سريعًا ومتناسقًا مع الحراك الدبلوماسي الغربي، معتبرًا أنّ “الوقت قد حان لاتخاذ خطوات حاسمة نحو تثبيت منطق الدولة”.

وشدّد على تمسكه بمبدأ الحوار، لكنه أوضح أنّ الحوار يجب أن يكون “ضمن حدود واضحة”، وأنّ التطورات الأخيرة في المنطقة أكدت أن لا مفر من حل الأزمات البنيوية في لبنان، وعلى رأسها مسألة حصرية السلاح.

وأشار إلى أنّ قيام دولة فعلية هو مصلحة داخلية أولًا وأخيرًا، قبل أن يكون مطلبًا دوليًا، مؤكدًا أنّ لبنان لا يمكنه أن يستمر بدولة متعددة الولاءات ومتناقضة القرارات.

ولفت إلى أنّ المنطق الواقعي لا يترك للبنان خيارًا سوى الدولة الواحدة بجيش واحد وقرار واحد بالسلم والحرب، معتبرًا أنّ الصيغة القديمة التي تجمع بين الدولة والمقاومة ثبت فشلها.

وقال: “أكثر من تضرر من هذه الحرب هم بيئة حزب الله نفسها. لذا حان الوقت للقول: انتهى الأمر. وللذهاب نحو دولة فعلية بجيش واحد وسلطة شرعية واحدة”.

وختم جعجع بالإشارة إلى أنه وجّه موقفًا واضحًا للشيخ نعيم قاسم، قائلاً: “إذا كان لديكم رأي بشأن التطورات، فأنتم ممثَّلون في الحكومة، ويمكن طرح أي اقتراح على طاولة مجلس الوزراء، فهناك يُتخذ القرار، وليس خارجه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us