المطران عودة: لبنان ليس بخير لكنّه ليس ميتاً

احتفلت المدارس التابعة لأبرشية بيروت للروم الأرثوذكس بتخريج دفعة العام الدراسي 2024-2025، في احتفال شارك فيه متعلمو مدارس “الثلاثة الأقمار”، “زهرة الإحسان”، “مار الياس بطّينا الثانوية”، “البشارة الأرثوذكسية”، و”ثانوية السيّدة الأرثوذكسية”، ممّن أتمّوا المرحلة الدراسية بكل جدارة وتميّز.
وخلال الحفل، ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة كلمة توجّه فيها إلى الخريجين قائلًا: “نقف اليوم في لحظة لا تُنسى، تختصر سنينًا من التعب والدراسة والتجارب، لحظة امتنان وانطلاق”، مشددًا على أن المتخرجين ليسوا فقط أبناء هذه المدارس، “بل أبناء هذا الوطن الحبيب، ورسالتكم تتجاوز حدود الصف والبيت لتبلغ المجتمع والإنسان”.
ودعا المطران عودة الخريجين إلى التمسك بالصدق، معتبرًا أن “الفساد يبدأ حين يغيب الصدق”، وقال: “أن تكون صادقًا يعني أن تحترم نفسك وألا تتلون وفق الظروف، وألا تتنازل عن قناعاتك من أجل مصلحة أو مركز”.
وأضاف: “في الجامعة والعمل والحياة، ستواجهون امتحانات أصعب من تلك التي عرفتموها في الصفوف. حافظوا على أخلاقكم، لا تغشّوا أنفسكم، لأنكم قد تخدعون الناس لبعض الوقت، لكن لا يمكنكم خداع ضمائركم إلى الأبد”.
وشدّد على أهمية العيش المشترك، قائلاً: “نحن في بلد متعدد الطوائف والتقاليد، وهذا غنى لا ضعف. لكن الغنى يتحوّل إلى خطر عندما يغيب الاحترام”، داعيًا إلى الحوار واحترام الآخر: “تعلموا أن تختلفوا بمحبة، وأن تحترموا من لا يشبهكم، فبهذا تُبنون وطنًا قائمًا على التلاقي لا على الإلغاء”.
وفي سياق كلمته، حذر عودة من خطر الذكاء الاصطناعي على المهن التقليدية، قائلاً: “أنتم تدخلون عالمًا لا يرحم الكسالى. الكفاءة وحدها لم تعد كافية، لا بد من المثابرة والالتزام. لا تسمحوا للآلة أن تأخذ مكان إنسانيتكم”، مشددًا على أن “النجاح الحقيقي هو الذي يأتي بالشرف والنزاهة، لا بالخداع والكذب”.
وأضاف: “لبنان ليس بخير بسبب ضلال البعض ومصالح البعض الآخر. لكنه ليس ميتًا. فيه نبض هو أنتم. لا تنتظروا الدولة لتبني لكم المستقبل، أنتم المستقبل”.
ودعاهم إلى الانطلاق من ذواتهم وعائلاتهم وبيئاتهم: “كونوا أمناء لهذه الأرض، لتراب أجدادكم، ولأحلام الأجيال السابقة التي ضاعت وأنتم ستحيونها”.
وختم المطران عودة قائلاً: “الحياة لن تكون سهلة. ستواجهون الصعوبات والخيبات، لكنكم لستم وحدكم. كل قيمة زرعتها مدارسكم فيكم هي كنز، وكل صلاة رُفعت من أجلكم هي زاد. تذكّروا: لا قيمة للعلم بلا أخلاق، ولا معنى للنجاح بلا إنسانية، ولا مستقبل لوطن هجره شبابه بقلوبهم قبل أجسادهم”.
ووجّه في ختام كلمته بركة إلى الخريجين قائلاً: “كونوا فخورين بأنكم خرّيجو هذه المدارس الأرثوذكسية التي تحمل تاريخًا مشرّفًا وتتطلّع إلى مستقبل واعد. اجعلوها تفخر بكم. بارككم الرب وسدّد خطاكم نحو الخير”.
مواضيع ذات صلة :
![]() عودة: دعوتنا اليوم أن نفتح عيون بصرنا وبصيرتنا ونقتبل المسيح نورا لحياتنا | ![]() عودة: مدعوون للثبات في الإيمان والرجاء والمحبة | ![]() اجتماعات لبنانية سورية لتسريع عودة النازحين السوريين |