“حرب باردة” في الجنوب… ولبنان يرصد بدقّة وقف النار الإقليمي!

لبنان 25 حزيران, 2025

مع طيّ صفحة الحرب بين إسرائيل وإيران، تتجه الأنظار مجدّدًا إلى لبنان وسط تصاعد الضغوط الدولية لإعادة فتح ملف سلاح “حزب الله” وتنفيذ اتفاق وقف النار. وبينما تُطرَح تسوية شاملة تشمل ترسيم الحدود وانسحابًا إسرائيليًا، تسود المخاوف من أن تؤدّي التعقيدات الميدانية والسياسية إلى اندلاع حربٍ جديدةٍ، تكون ساحتها هذه المرة الجنوب اللبناني.

وفي هذا السياق، طيُّ صفحة الهمّ النووي الإيراني الذي كان يشغل بالَ الولايات المتحدة وإسرائيل، حصل إذًا، وبسرعةٍ قياسيةٍ، بخطةٍ منسّقةٍ بين الحليفتَيْن ستكشف الأيام والسنوات المقبلة، تفاصيلَها. لكن مع تحقيق هذا التطوُّر النوعي، فإنّ الأولوية الإسرائيلية – الأميركية ستتّجه من جديد نحو ما يراه الطرفان، التهديدَ الأكبر الثاني، لأمن تل أبيب والشرق الأوسط، واسمُه “حزب الله”.

واعتبرت مصادر دبلوماسيّة غربيّة مطلعة لـ “نداء الوطن”، أن واشنطن وتل أبيب قضتا على خطر “الحزب” بعد الخسائر التي ألحقها الجيش الإسرائيلي بترسانته وكوادره خلال “حرب الإسناد”، وبعد اتفاق وقف النار الذي أعقبها، ونصّ على تفكيك الدولة اللبنانية لبنية “الحزب” العسكرية. لكن مع مرور أكثر من نصف عام على دخول الاتفاق، الذي وقّعت عليه بيروت، حيزَ التنفيذ، تبيّن أنه لم يُنفَذ إلّا في جنوب الليطاني وبصورةٍ جزئيةٍ، حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي يقصف، بشكلٍ شبه يوميّ، أهدافًا في الداخل اللبناني يقول إنّها لـ “الحزب”، وإنّ وجودها خرق لاتفاق وقف النار الذي يطلب حصرَ السلاح بيد الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية، جنوب الليطاني وشماله.

وتقول مصادر لـ”النهار” معنيةً بالاتصالات الدبلوماسية الجارية لتبيّن الوقائع التي تحوط بالاتفاق، إنّ لبنان يبدو من البلدان الأساسية المعنية بترقّب تداعيات وتأثيرات وقف النار بين إسرائيل وإيران، لسببٍ أساسيّ هو معرفة ما إذا كان الاتفاق حصل على خلفية صفقةٍ شملت الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى جانب الملف النووي، وتاليًا نفوذ إيران في المنطقة بما يمسّ مباشرةً واقع “حزب الله” في لبنان.

وأشارت المصادر إلى أنّ العامل الموازي في أهمّيته لتأثير أي صفقة محتملة مع إيران في أذرعها في المنطقة يتعلّق بالتمويل، في ظلّ ترقّب ما يتوقع أن تقدم عليه الإدارة الأميركية بعد وقف النار من تخفيفٍ للعقوبات والحصار المالي على إيران، وهو أمر جوهري سيجري رصده في المرحلة المقبلة لمعرفة تداعيات وقف الحرب الإسرائيلية – الإيرانية على “حزب الله” وسواه من التنظيمات المرتبطة بإيران.
وفي ظلّ ذلك، تضيف المصادر، ستشهد مرحلة ما بعد ترسيخ وقف النار ترقّبًا في لبنان للاتجاهات التي ستسلكها الدولة في ملف نزع سلاح “حزب الله” وما إذا كانت ستتخذ وتيرةً مغايرةً لما كانت عليه في الأشهر الماضية، علمًا أن إعلان وقف النار ووقف الحرب الإيرانية – الإسرائيلية سيسرّع مبدئيًا إعادة طرح ملف السلاح في لبنان على كلّ المستويات.

كما تشير مصادر لـ”اللواء” الى أنّ الحركة السياسية والدبلوماسية في بيروت خلال الحرب “الإيرانية – الإسرائيلية”، والمعلومات التي رشحت عنها، توحي بأنّ شيئًا ما يُحضّر للبنان، وبأنّ الحرب إنْ وقعت ستكون وسيلة ضغطٍ لفرض “التسوية او شروط الحل”، كاشفةً النقاب عن أن ما يُتداول في الكواليس الدبلوماسية، يشير إلى تسويةٍ تُبنى على ثلاث ركائز:

أولًا: انسحاب إسرائيلي من نقاط الخلاف الحدودية كافّة، وتفاهم بحري وبري شامل.
ثانيًا: ترسيم نهائي للحدود البرية مع فلسطين المحتلة وسوريا تحت إشرافٍ دوليّ، بما يشمل انتشارًا للجيش اللبناني وتعديلاتٍ حتميةً على دور اليونيفيل.
ثالثًا: وضع ملف السلاح على الطاولة بشكل جدّي كشرطٍ مسبقٍ للتفاوض.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us