لبنان يجهّز ردّه الرسمي على الورقة الأميركية: تسليم سلاح “الحزب” مطلب لا تفاوض عليه!

لبنان 2 تموز, 2025

في لحظة سياسية دقيقة، بدأ لبنان إعداد ردّه الرسمي على الورقة الأميركية التي طُرحت كخريطة طريق شاملة لمعالجة ملفات معقدة تتصدرها مسألة سلاح “حزب الله”، والعلاقة مع سوريا، والإصلاحات المالية. اللجنة الثلاثية المشتركة، التي تمثّل الرؤساء الثلاثة، تعمل على صياغة مسودة الرد، وسط توافق مبدئي في الموقف الرئاسي، مقابل تباينات داخلية حول الضمانات المطلوبة ووتيرة التنفيذ، في ظل ضغوط متزايدة ومهل زمنية صارمة تفرضها الوثيقة الأميركية.

وفي السياق، بدأ مسار الردّ الرسمي اللبناني على الورقة الأميركية في الموعد الذي تمّ الاتفاق عليه في الأول من تموز، وذلك ضمن مسودة انكبت عليها اللجنة المشتركة بين بعبدا وعين التينة والسراي، وتضمّ ممثلين عن الرؤساء الثلاثة.

وأكّد مصدر سياسي رفيع مطلع على جانب وافر من الاتصالات لـ”الجمهورية”، أنّ وثيقة باراك المؤلفة من 6 صفحات، ترتكز على تسليم سلاح “حزب الله”، كما مختلف الفصائل الأخرى، والعلاقة مع سوريا ورئيسها أحمد الشرع، بما فيها ترسيم الحدود بين البلدين، وتنفيذ الإصلاحات المالية كمقدمة إلزامية للبدء بعملية إعادة الإعمار مقابل التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل ووقف الخروقات بما فيها الاغتيالات. وقد تمّ استخدام مصطلح فتح مسار جديد بواسطة الأمم المتحدة لحل موضوع الأسرى.

وبحسب المصدر، تحدث باراك عن مهلة زمنية للتنفيذ تمتد على مدى 4 أشهر لتنفيذ حصرية السلاح بيد الدولة في كل لبنان وليس حصراً جنوب نهر الليطاني، وتشمل العملية كل سلاح خارج الشرعية ومهلة لا تتعدى أواخر السنة الحالية لتنفيذ كل بنود الاتفاق.

إلى ذلك، أكّدت مصادر رسمية واسعة الإطلاع لـ”الجمهورية”، أنّ الأجواء الرئاسية ممتازة، وأنّ هناك تقارباً كبيراً بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونواف سلام، حول مقاربة الورقة الأميركية والردّ الرسمي المفترض عليها.

وأشارت المصادر إلى أنّ الردّ لم يكتمل بعد، لكنه يركّز على ضرورة أن ينفّذ الكيان الإسرائيلي ما يتوجب عليه بمقتضى المرحلة الأولى كما فعل لبنان، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتصل بمصير سلاح “حزب الله”.

كما علمت “نداء الوطن” أنّ اللجنة لا تزال تناقش الرد على الورقة الاميركية حيث أنّ ملف الضمانات للانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار والعلاقات اللبنانية_ السورية استحوذت على النقاشات وسط هواجس “حزب الله” من عدم الالتزام الإسرائيلي، ما قد يستدعي اجتماعات إضافية للجنة اليوم لتوحيد وجهات النظر.

وفي المعلومات أيضاً أنّ الرئيس بري يتعاطى مع الاستحقاق بالعقلية التي كانت سائدة قبل المتغيرات وهي عقلية المماطلة والتذاكي واللعب على الوقت، من دون تقدير الخطر المحدِق بلبنان، في حال لم يتم التجاوب مع المطالب التي يحملها باراك.

وحسب مصدر لبناني رسمي لـ”اللواء” فإنّ لبنان يطلب في رده ضمانات بوقف الخروقات الاسرائيلية وانسحاب الجيش الاسرائيلي من النقاط الخمس التي ما يزال متواجداً فيها، وإطلاق سراح الأسرى، وترسيم الحدود إضافة إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية.

وقالت مصادر سياسية اللجنة الخماسية تمثل الرؤساء ولا تزال تقوم بعملها، وهي معنية بتحديد الردود على الورقة الأميركية مهما تضمنت من مقترحات أو مهل، وهي عقدت اجتماعاً بعد ظهر أمس استمر إلى المساء. لكن مصادر متابعة قالت إنّ اللجنة أنجزت الكثير من النقاط، لكنها لا تزال تدرس “بعض النقاط الصعبة” مثل كيفية وآلية وتوقيت سحب سلاح حزب الله، خاصة إذا لم تتوافر ضمانات كافية للحزب وللبنان بوقف الانتهاكات الاسرائيلية، مع الإشارة إلى أنّ الحزب لم يعلن بعد موافقته على تسليم السلاح.

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us