أزمة بيئية وصحية خانقة: حريق “مكبّ بشنين” مستمر وصرخات الاستغاثة تتصاعد

لبنان 2 تموز, 2025

في مشهد يتكرّر وتزداد خطورته مع مرور الوقت، تواجه مدينة طرابلس عاصمة الشمال، اليوم، كارثة بيئية وصحية جديدة نتيجة حريق ضخم اندلع في مكبّ النفايات في بلدة بشنين – زغرتا، مخلّفًا وراءه سحبًا كثيفة من الدخان السام وروائح كريهة امتدت إلى مناطق واسعة، وسط غياب واضح للإجراءات الوقائية والخطط الطارئة.

الحريق، الذي يضع السلطات المحلية والجهات المعنية أمام مسؤولياتها، كشف مجددًا هشاشة البنية التحتية لإدارة النفايات، وتفاقم الأزمة البيئية في ظل الإهمال المزمن والتجاذبات السياسية.
وفيما تتعالى صرخات المواطنين وتتواصل مناشدات التدخل، يبقى الحريق مستعرًا، والمشهد مرآة فاضحة لتقصير مزمن في إدارة ملف بيئي حساس يهدد حياة السكان ومستقبل المنطقة بأكملها.

وفي التفاصيل، لا تزال كميات هائلة من الدخان الكثيف تتصاعد حتى الساعة جراء الحريق الهائل في مكب بشنين، وقد سجّلت حالات اختناق في عددٍ من المناطق المجاورة بسبب انتشار الروائح الكريهة والدخان الذي غطى منطقة الشمال بأكملها، متسببًا بأزمة صحية وبيئية خطيرة.

ووفق المعلومات، لم تتمّ السيطرة على النيران حتى الساعة، في وقت يواصل الأهالي مناشدتهم للدفاع المدني ووزارتي البيئة والصحة للتدخل السريع لوضع حدٍ لهذه الكارثة البيئية التي تهدد حياة المواطنين.

وفي هذا السياق، قال النائب ميشال معوض عبر حسابه على منصة “X”: “لطالما نبّهنا، واقترحنا حلولًا… بس منظومة المصالح ما كان بدها تسمع، وكان الرد بالتشنج والشتائم وشدّ العصب. هيدي هيّ نتيجة إدارة اتحاد بلديات زغرتا الزاوية العشوائية لملف النفايات: جبل النفايات عم يحترق، أهلنا عم يختنقوا، الهواء مسرطن، المياه النهرية والجوفية تلوّثت. وهيك عم تستقبل زغرتا الزاوية أهلها ومغتربيها وسواحها، ونحنا صرنا بالـ2025. عم بعمل كل الاتصالات اللازمة مع رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، وكل الوزارات والإدارات المختصة، تنوضع حدّ للحريق بأسرع وقت، ونخفّف من آثار هالكارثة الصحية والبيئية. بس بيبقى السؤال لرؤساء البلديات المنتخبين حديثًا: أما حان وقت التغيير؟”.

وكان رئيس بلديّة ​طرابلس​ عبد الحميد كريمة يرافقه عضو المجلس البلدي بلال حسين، تفقدا موقع الحريق الّذي اندلع في الإطارات والنّفايات في محيط سوق الأحد القديم، وعاينا حجم الأضرار، وتابعا عن كثب عمليّات الإطفاء الّتي تنفّذها فرق ​الدفاع المدني​.

وأشارت ​بلدية طرابلس،​ في بيان، إلى أنّ “كريمة أصدر توجيهاته الفوريّة لتأمين الدّعم اللّوجستي والتّقني اللّازم، بما في ذلك فتح الطّرق وتأمين المياه والطّاقة للمساعدة على إخماد الحريق، وتوفير كل ما يمكن لتسريع السّيطرة عليه ومنع امتداده”.

وفي تصريح له من موقع الحريق، وجّه كريمة تحيّة إكبار لعناصر الدّفاع المدني، مثنيًا على “شجاعتهم وإصرارهم على الرغم من ضعف الإمكانات”، ومركّزًا على أنّ “البلديّة ستعمل على دعمهم بكل الوسائل، وستطالب الجهات المعنيّة برفع مستوى التّجهيزات المخصّصة لهم”.
وشدّد على أنّ “ما يحدث اليوم هو نتيجة تراكم طويل من الإهمال في البنية التحتيّة وتراجع الجهوزيّة”، معلنًا أنّ “بلديّة طرابلس تتحمّل مسؤوليّتها الكاملة في الاستجابة والتدخّل، ولكنّها لن تقبل الاستمرار في هذا الواقع من دون محاسبة، ومن دون خطّة طوارئ وطنيّة عادلة تنصف طرابلس وتضع حدًّا لهذا التسيّب”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us