بين التفاؤل والحذر… بارّاك يضع التحدي في ملعب اللبنانيين!

لبنان 9 تموز, 2025

تشهد الساحة اللبنانية هذه الأيام حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا لافتًا، في ضوء الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي توم بارّاك إلى بيروت، والتي شكّلت محطةً مفصليةً في مسار النقاش حول ملفّ سلاح “حزب الله” وتثبيت الاستقرار الداخلي. وقد حملت تصريحات بارّاك نبرة تفاؤل مشروطةً، ربط فيها التقدّم بإجماع المكوّنات اللبنانية على خريطة طريق واضحة، في وقتٍ تستمر فيه المواقف المحلية والدولية بالتباين حول سبل الحل ومآلات الأمور. وبين انفتاح واشنطن على مقاربة تدريجية ومطالبة حزب الله بالحوار، يبقى المشهد اللبناني معلّقًا على توازنٍ دقيقٍ بين الضغوط الخارجية والإرادات الداخلية، وسط آمال مشوبة بالحذر من أن تكون هذه الفرصة الأخيرة قبل الانزلاق نحو المزيد من التعقيد.

وفي تصريح إعلامي، أشار بارّاك إلى أنه “سيكون هناك تقدم خلال أسبوعين عند عودتي وإذا حظي هذا التقدم بقبول المكوّنات التي تمثلونها فسيكون ذلك معجزة وأنا متأكد من ذلك”، مضيفًا: “لعرض ما نتشاوره على مجلس الوزراء عندما يصبح محددًا بما يكفي ليحظى بالإجماع”.

وبانتظار أن يأتي الرد الأميركي الرسمي، وعلى الرغم من الإيجابية في تصريحات بارّاك بعد اللقاء الذي جمعه بالرئيس جوزاف عون، وفيما بعد، لفتت مصادر مراقبة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية الى أن “هذه الإيجابية قد تعكس ولا تعكس حقيقة الأمور مستقبلًا، الى حين معرفة ما سيصدر عن واشنطن”، مشيرةً إلى أن “واشنطن حتى الآن تبدي ليونة بما يتعلق بالتوقيت الزمني حول سلاح الحزب، إنما تريد خريطة عمل واضحة”.

كما أكّد مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، ارتياحه إلى نتائج زيارة الموفد الأميركي توم بارّاك لبيروت، مبديًا تفاؤله بالمسار الذي تتخذه الأمور حتى الآن، لكنه فضّل أن يبقى هذا التفاؤل مرفقًا بالحذر.

وأشار المرجع إلى أنّ زيارة بارّاك أفضت إلى إيجابيات مهمّة لكنها لا تزال غير مكتملة، وبالتالي “ما تقول فول حتى يصير في المكيول…”.

وحسب مصادر مطلعة لـ”اللواء”، فإن الموفد الأميركي يأمل عند عودته برؤية ورقة متفاهم عليها من شأنها أن تحدث خرقًا في الموضوع الأساسي، الموصوف اميركيًا بأنه “مسألة لبنانية داخلية”.

وأشار مصدر قريب من وزارة الخارجية الأميركية لـ”نداء الوطن” إلى أن بارّاك وصف الوضع اللبناني بـ “دبلوماسية المستثمر المساوم”، ساعيًا في كلامه للتوضيح أن الفرصة سانحة، لكنها قد تكون الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين.

ومن على منبر قصر بعبدا، قالها بارّاك صراحة، نترك الكرة في ملعب اللبنانيين، بقوله “المسار يجب أن يبدأ من الداخل اللبناني وهناك يكمن التحدي ونريد من لبنان أن يتعامل مع حزب الله وليس نحن”.

وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر سياسية خاصة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أن استعادة الحيوية السياسية الداخلية في مقاربة ملف سلاح حزب الله بعد صولات وجولات من الحوار غير المباشر، الذي قادة رئيس الجمهورية جوزاف عون، مع الحزب يجب أن تقترن بالنتائج لما يصب في مصلحة لبنان، بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية”.

ورأت المصادر أن حزب الله لا يملك حتى الآن قرارًا حاسمًا، أو ربما ثمة صعوبة في ذلك، إنما صمام أمان عين التينة من خلال المطالبة بتكريس ضمانات أميركية بوقف استهدافات الجيش الإسرائيلي وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل المناطق التي تتمركز فيها، يتوازى مع نزع سلاح حزب الله.

ومن الطرف الآخر، أكّد مصدر بارز في “حزب الله” لـ”الجمهورية”، أنّ “جولة بارّاك ونتائجها يتمّ تقييمها وفق مجموعة عوامل تبدأ من حيث اللقاءات الرسمية والجانبية وتصريحاته ومواقفه التي أُطلقت في اتجاهنا، إذ تبين لنا أنّ مجيء بارّاك وذهابه لن يغيرا من استمرار الخروقات الإسرائيلية، هذا عسكريًا. أما سياسيًا فمن الواضح انّ بارّاك وضع الكرة في ملعب اللبنانيين بطريقة دبلوماسية، عبر دعوته إلى استخدام منطق الحوار وهذا هو مطلبنا منذ البداية بعيدًا من الصراخ والتهويل والتهديد. والموقف الرسمي الموحّد جعل الأميركي يخطو خطوة إلى الوراء، ونحن نعتبر أنّ غياب الموقف الموحّد بين اللبنانيين يعزّز سياسة استمرار الخروقات على لبنان”.

مصدر في البيت الابيض شدّد لـ “نداء الوطن” على أن عدم وجود جدول زمني واضح يعكس رغبةً لبنانيةً جليةً في بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، ليس بالأمر الإيجابي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us