جلسة نيابية ساخنة في البرلمان: الحكومة تحت وابل الانتقادات والاتهامات بالتقصير

انطلقت اليوم الثلاثاء في مجلس النواب جلسة عامة دعا إليها رئيس المجلس نبيه بري، لمناقشة أداء الحكومة بعد خمسة أشهر على تشكيلها. جلسة حملت طابعًا حادًّا منذ بدايتها، إذ سرعان ما تحوّلت المنصة البرلمانية إلى مساحة لتبادل الانتقادات، وطرح الملفات الخلافية، وعلى رأسها مسألة حصر السلاح بيد الدولة، واستقلالية القضاء، وفعالية العمل الحكومي.

وقد أرجأ الرئيس نبيه بري الجلسة إلى الساعة الخامسة من عصر اليوم، والتي كانت قد بدأت عند الساعة الحادية عشر لمناقشة الحكومة في سياساتها العامة، وذلك عملاً بأحكام المادتين 136 و137 من النظام الداخلي.

وبعد تلاوة أسماء النواب المتغيبين عن الجلسة تمت تلاوة نص المادتين 160 و137 من النظام الداخلي.

وقد افتتحت الجلسة بكلام نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي قال: “إنها المرة الأولى التي نجري فيها نقاشًا من هذا النوع وسنسمع كلامًا وكلامًا مضادًا ومزايدات من الفرقاء كما سنسمع مطالبات بحصر السلاح وبإعادة الإعمار وعلينا أن نبدأ بمحاسبة أنفسنا أيضًا كنواب”.

وأضاف، “نسأل الحكومة كيف التزمت بوثيقة الوفاق الوطني”.

وتابع، “هناك بعض التصرفات في القضاء “حدّث ولا حرج”، وندعو للتعاون بشكل أكبر لإقرار قانون استقلالية القضاء”.

أما النائب ميشال معوض فقد أكد أنّ موقف الحكومة بشأن ملف السلاح جيّد، لكنه شدد على غياب التنفيذ الفعلي لهذا الموقف.

وأوضح في حديثه إلى رئيس المجلس نبيه بري، أهمية أن تصبح جلسات مناقشة الحكومة عادة منتظمة للخروج من عادات وابتكارات “الترويكا” والحوارات غير المجدية، مشيراً إلى أنّ الحوار الأساسي يجب أن يكون في المجلس النيابي.

وأشار معوض إلى أنّ لبنان يواجه فرصة تاريخية لإعادة بناء وطنه، محذراً في الوقت نفسه من خطر تحوّله إلى ما وصفه بـ”كوبا الشرق” في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

من جانبه اعتبر النائب بلال عبدالله، أنه “بالنسبة لي ولما أمثل، السيادة هي في كرامة الإنسان والسيادة هي في حماية أمنه الصحي والتربوي والاجتماعي وليست فقط في مفهوم الدفاع والأمن والسياسة وندعو إلى الإقدام أكثر باتجاه حماية الناس فهناك مرضى في لبنان يموتون في منازلهم وهناك أشخاص لا يستطيعون تأمين الدواء”.

وتابع في كلمة له، خلال جلسة للبرلمان لمساءلة الحكومة، “أتمنّى على الحكومة ألّا تمارس الطبقيّة في التغطية الصحيّة ومصرف الإسكان يقوم باستعراضات من دون نتيجة وراتب المدير العام في مصرف الإسكان يتخطّى الـ20 ألف دولار شهريّاً”.

بدوره قال النائب جورج عدوان، إنني “سأدوّن مخالفة فوفقاً للنظام فمن المفترض أن يلقي رئيس الحكومة البيان الحكومي وبعدها تتمّ المناقشة”.

وتابع في كلمة له، خلال جلسة للبرلمان لمساءلة الحكومة، “أذكّر أنه في جلسة إعطاء الثقة للحكومة قلتُ لدولتكم إنه إذا في الاجتماع الحكومي الأول لم تُوضع رزنامة زمنية لفرض سلطة الدولة وحصر السلاح فعَبثًا نحاول أن نتحدث عن إصلاح وعلاقات دولية ومضت الشهور ولم يتغيّر شيء”.

أضاف، “بيت القصيد يتعلق بقيام الدولة وتأمل اللبنانيون بأنه مع مجيء هذه الحكومة ستستعيد الدولة قرارها وهيبتها وسيطرتها على كامل التراب اللبناني فلا القرار استعيد ولا السلطة فرضت ولا الهيبة وجدت”.

وشدد عدوان، على أنه “هناك من يُهدّد من يُطالب بأن تستعيد الدولة سلطتها والدولة تتفرج لا تنطق بكلمة ولا تأخذ موقفًا والوقت يمرّ واليوم نطالب دولتكم بأول جلسة للحكومة أن تضعوا خطة زمنية لاستعادة الدولة سيطرتها، ولسحب السلاح غير الشرعي”.

وانتقد النائب جبران باسيل أداء الحكومة، مؤكدًا أنها تجاهلت غالبية الأسئلة التي وُجّهت إليها، ولم تُجب سوى على سؤال واحد قال إنه “يا ريت ما جاوبتنا عليه”.

وفي مداخلة خلال جلسة للبرلمان لمساءلة الحكومة، توجّه باسيل إلى رئيس المجلس نبيه برّي قائلاً: “نحن الكتلة الوحيدة المعارضة، فيك تحدد الوقت، بس ما فيك تمنع النواب من الحكي، ونحنا بدنا نحكي”.

وأضاف: “نحن مع الحوار في مسألة تسليم السلاح ونحن مع تسليم السلاح وليس نزعه.”

بدوره، سأل النائب إبراهيم كنعان، إلى أين وصلنا في ملف النازحين السوريين بما يتعلق في التفاوض والكلام الجدي مع الدولة السورية والمجتمع الدولي.

وقال في كلمة له، خلال جلسة للبرلمان لمساءلة الحكومة، اليوم الثلاثاء، “نحن في ظرف مصيري فأين أصبح تطبيق القرار 1701 والانسحاب الاسرائيلي؟ وما جديد السلاح وحصريته بيد الدولة؟ وهل من جواب أميركي على الورقة اللبنانية وما هو مضمونه الذي من حقّنا كمجلس نيابي الاطلاع عليه؟”.

وكان قد أكد النائب نديم الجميّل في حديث عبر الـ mtv قبيل انعقاد جلسة مجلس النواب المخصصة لمساءلة الحكومة، وجوب اتخاذ القرار الحازم من قبل مؤسسات الدولة وحصر السلاح بيدها.

وأضاف:” لم نعرف الأجوبة التي أعطيت لتوم باراك في زيارته الاخيرة وهذه الطريقة غير جيدة لعمل المؤسسات ولا يمكنها الاستمرار بهذا الشكل”.

وردًا على سؤال، قال:” أتيت لأستمع للزملاء ووزيرنا موجود في الحكومة ولا حاجة للمزايدة عليه في الجلسة”.
وفي حديث عبر الجديد، قال:” لا يمكن لأحد أن يكون داخل الحكومة وخارجها في الوقت نفسه ولا بد من اتخاذ قرار حاسم بشأن مسار بناء الدولة”.

كما أوضح النائب عبد الرحمن البزري، أنه “من أهداف الحكومة الالتزام بالدفاع عن لبنان ووحدة الشعب ونحن نعيش اليوم انقساماً في ظل القصف اسرائيلي وفي ظل الوجود الإسرائيلي في لبنان على مرأى من المجتمع الدولي”.

وقال، في كلمة له، خلال جلسة للبرلمان لمساءلة الحكومة، اليوم الثلاثاء: “ما ورد في البيان الوزاري لا يتماشى إطلاقًا مع ما يجري تطبيقه”.

مواضيع ذات صلة :

رفع جلسة مناقشة سياسة الحكومة ليوم الأربعاء

أبي خليل: نحن على وشك إعادة إنتاج الحقبة نفسها

باسيل: نحن مع تسليم السلاح وليس نزعه