غارات إسرائيلية عنيفة تهزّ البقاع… ورسائل الضغط الإسرائيلية تتصاعد!

لبنان 16 تموز, 2025

لا تزال رسائل الضغط التي تمارسها إسرائيل مستمرّةً بوتيرتها المرتفعة، في سياق تصعيدٍ واضحٍ يعكس إصرارًا على منع “حزب الله” من إعادة بناء قوته. وتأتي هذه الرسائل في أشكالٍ متعدّدةٍ، أبرزها العمليات العسكرية المباشرة، التي شهدت تصعيدًا خطيرًا في الأيام الأخيرة. وآخر ما سُجِّل في هذا الإطار كانت الغارات الجوية العنيفة التي نفّذها الجيش الإسرائيلي على مناطق في البقاع.

وجرّاء الغارات الإسرائيلية التي طاولت مناطق في البقاع، علم موقع “هنا لبنان” أنّ العديد من المواطنين لا سيما المغتربين الذين يزورون عائلاتهم في لبنان أصيبوا بنوباتٍ من الهلع والرعب لا سيما أنّ لديهم أطفال وهم غير معتادين على سماع هذه الأصوات، ممّا اضطرهم إلى حزم حقائبهم والابتعاد إلى المدن الكبرى كزحلة وبيروت تحسبًا لحصول غاراتٍ متكررةٍ قد تطاول المنازل نظرًا لقرب الضربات من أماكن تواجدهم في طاريا وطليا وشمسطار وغيرها.

التفاصيل الميدانية

وفي التفاصيل، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، قبل ظهر الثلاثاء، غاراتٍ استهدفت السلسلتين الشرقية والغربية في البقاع. وشنّ الطيران الإسرائيلي غارتين غرب بعلبك، الأولى استهدفت خراج بلدة شمسطار، والثانية وادي أم علي، ثم استهدف بغارات أخرى مرتفعات السلسلة الشرقية جنوب شرقي بعلبك.

كما وقعت غارات قرب ثانوية شمسطار الرسمية؛ ما أدّى إلى تساقط الزجاج أثناء خضوع الطلاب للامتحانات الرسمية. كما أفيد بتضرر “مقام النبي إسماعيل” في جرد بريتال جرّاء الغارة وإصابة جريحين.

في هذا السياق، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، في بيان، أن “الغارات الإسرائيلية على محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل أدت إلى سقوط  12 ضحية وإصابة 12 بجروح، وذلك وفق التالي:

– الغارة على وادي فعرا قضاء بعلبك أدت إلى سقوط 12 ضحية، سبعة من الجنسية السورية وخمسة لبنانيين إضافةً إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.

– الغارات الصباحية على محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل أدت إلى إصابة تسعة مواطنين بجروح”.

“الحزب” يعلّق

في هذا الإطار، قال حزب الله إن الهجمات الإسرائيلية، الثلاثاء، في منطقة البقاع، ‌تُشكّل تصعيدًا كبيرًا في الهجوم المتواصل على لبنان.

ودعا “الحزب” الدولة ‏اللبنانية، في بيان، إلى أن “تكسر حالة الصمت غير المُجدي، وأن تتحرّك بشكل ‌‏جاد ‏وفوري وحازم لوضع الجهات الدولية كافة، وفي مقدمها الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل أمام مسؤولياتها، خصوصًا ‏الولايات المتحدة ‌‏الأميركية”.

الجيش الإسرائيلي: سنمنع محاولات إعادة بناء “الحزب”

وتعليقًا على غارات البقاع، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “أكس”: “جيش الدفاع بدأ شنّ غارات تستهدف أهدافًا تابعةً لقوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة البقاع”، موضحًا أن الطائرات هاجمت عدة أهداف بتوجيه من هيئة الاستخبارات والقيادة الشمالية.

وأوضح أن “الضربات استهدفت معسكرات رُصد فيها عناصر ومستودعات لتخزين وسائل قتالية استخدمها حزب الله”، مشيرًا إلى أن هذه المعسكرات استخدمت للتدريب وتنفيذ مخططات إرهابية ضد إسرائيل، وأن العناصر خضعوا فيها لتدريبات على إطلاق النار واستخدام أسلحة متنوعة.

وختم أدرعي: “تخزين الأسلحة داخل هذه المواقع يُعد خرقًا للتفاهمات مع لبنان وتهديدًا لإسرائيل. وسيواصل الجيش العمل لمنع إعادة إعمار حزب الله وإزالة أي تهديد محتمل”.

رسائل ضغط إسرائيلية

وفي هذا الإطار، رأى العميد المتقاعد حسن جوني أنّ “الضربات على البقاع تندرج في إطار استراتيجية متواصلة للضغط على لبنان وحزب الله”، لافتًا إلى أن “هناك توقيتًا يختاره الجيش الإسرائيلي لتوجيه رسائل معينة، وتأتي الغارات راهنًا في مرحلةٍ يتم فيها تبادل الأوراق مع واشنطن؛ ما يجعلنا في حالة تفاوض غير مباشر بين الموفد الأميركي والدولة اللبنانية، وقد أرادت إسرائيل أن تذكّر بتوازن القوى الحالي، وبأنها ستواصل ضغطها العسكري إلى أن يتمّ تسليم سلاح حزب الله”.

وأضاف لصحيفة “الشرق الأوسط”: “ليس خافيًا أن الحزب يسعى لترميم قدراته، وقد أعلن عن ذلك بوضوح على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم؛ ما يجعلنا في حالة مواجهة بين إرادة الحزب ترميم قدراته، وإصرار إسرائيل على استهدافه وصولًا إلى تسليم السلاح؛ ما يجعل الدولة اللبنانية في موقفٍ صعبٍ وحرجٍ، وبالتحديد إزاء كيفية صياغة الموقف والقرار بما يتعلق بالتجاوب مع الورقة الأميركية وتجنّب الصدام في الداخل اللبناني، وتحقيق خطوة احتكار السلاح”.

بدوره، لفت العميد المتقاعد جورج نادر، في حديث لـ”الشرق الأوسط” أيضًا، إلى أنّ “الرسالة الإسرائيلية من استهداف البقاع مفادها بأن عدم التجاوب مع الورقة الأميركية والإقدام على نزع سلاح حزب الله ستكون له تداعيات عسكرية تتولّاها إسرائيل، مستبعدًا حصول اجتياح بري كما توقع البعض”، متسائلًا: “لماذا يعرِّض الجيش الإسرائيلي عناصره لخسائر بشرية ما دام يستطيع بسلاح الطيران والمسيَّرات أن يضرب الهدف الذي يريد ساعة يختار وأينما وُجد”.

وشدّد على أنه “في حال لم تحسم الدولة اللبنانية أمرها، واستمرت في سياسة تأجيل المشكلة، سنكون بصدد المزيد من التصعيد الإسرائيلي من خلال تكثيف الضربات”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us