الرئيس عون يثبّت معادلة السيادة من المنامة: لا بديل عن الدولة ولا مساومة على القرار 1701

على إيقاع الحراك الدبلوماسي اللبناني لحشد الدعم العربي والدولي، شكّلت زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى مملكة البحرين محطة استراتيجية بالغة الأهمية، إذ عُقدت قمة رسمية مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة بحضور كبار المسؤولين من الجانبين.
وأسفرت عن مواقف بحرينية داعمة لسيادة لبنان ووحدته، وإعلان استئناف التمثيل الدبلوماسي في بيروت، ما اعتُبر دفعة قوية للعلاقات الثنائية.
وكان الرئيس عون قد عقد قمة مع ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، انضم إليه في ما بعد، ولي العهد الأمير سلمان بن حمد وأبناء الملك الشيخ عبدالله، والشيخ ناصر، والشيخ خالد، ووزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني. كما انضم عن الجانب اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي والمستشار الخاص للرئيس عون العميد أندريه رحال.
وخلال الاجتماع ألقى الملك كلمة ترحيبية، جاء فيها: تتزامن زيارتكم الكريمة مع الذكرى الثالثة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين، واستئناف التمثيل الدبلوماسي لمملكة البحرين في لبنان. وبهذه المناسبة، نعلن بكل اعتزاز عن قرارنا بإقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، متطلعين إلى أن تكون هذه المباحثات محطة جديدة لتعاون ثنائي مثمر في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف: وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية تفعيل اللجنة البحرينية – اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة، واستكشاف المزيد من الفرص الواعدة التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين وتعود عليهما بالخير والنفع وهو أمر نحرص عليه دائماً على العلاقات الثنائية.
وتابع: إنّ مملكة البحرين تحرص دائماً على الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة، ولا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، إذ نؤكد على دعمنا الكامل للمساعي اللبنانية الهادفة إلى تعزيز السيادة والوحدة الوطنية. كما نجدد تأييدنا التام لجهود فخامتكم والحكومة اللبنانية، بما يضمن مصلحة الشعب اللبناني، ويعيد للبنان مكانته الريادية في محيطه العربي والدولي.
وثمّن الرئيس عون مواقف الملك البحريني الداعمة للبنان، مشيداً بتطوّر العلاقات اللبنانية – الخليجية، ودور مجلس التعاون الخليجي في دعم سيادة لبنان واستقراره، ومتمنياً النجاح للبحرين في استضافة القمة الخليجية المقبلة، كما هنّأها بفوزها بعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة 2026–2027.
وتوقف الطرفان عند مخرجات قمة البحرين التي عُقدت في أيار 2024، وأكدا دعمهما للدعوة إلى عقد مؤتمر دولي يعالج القضية الفلسطينية، ويقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعضوية كاملة لها في الأمم المتحدة، وفق مبادرة السلام العربية التي أُقرت في قمة بيروت 2002.
كما شددا على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وتحرير الأسرى والمحتجزين، وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، ودعما الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار التي أُقرت في قمة القاهرة في 4 آذار 2025.
وفي ملف إيران، جدد الجانبان دعمهما للمساعي الدولية لاستئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، برعاية سلطنة عُمان، وضمان سلمية البرنامج، وتعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسعي إلى جعل الشرق الأوسط خالياً من أسلحة الدمار الشامل.
كما شددا على أهمية حماية الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة، ومواجهة التهديدات التي تطال السفن التجارية والمنشآت النفطية والملاحة الدولية.
وفي ختام الزيارة، أعرب الرئيس عون عن شكره لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فيما تمنّى الملك للبنان الأمن والاستقرار والازدهار، وللرئيس عون التوفيق في مهامه.
وصدر عن اجتماع القمة البحرينية-اللبنانية بيان مشترك طالب بـ”تكثيف الاتصالات والزيارات المتبادلة، وتفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم، مع التأكيد على مواصلة التنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة زعزعة الأمن والاستقرار”.
وبحسب البيان، تؤكد “البحرين ثبات موقفها في دعم سيادة لبنان واستقراره ووحدته، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، وتشيد بجهود الرئيس عون والحكومة في المضي قدماً بالإصلاحين السياسي والاقتصادي”.
وجاء في البيان: “مملكة البحرين تساند لبنان في استعادة دوره الحيوي غير القابل للتبديل أو الاستبدال، وتدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل وتنفيذ القرار 1701، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها”.
وشدد البيان على “أهمية دعوة قمة البحرين 2024 إلى عقد مؤتمر دولي لمعالجة القضية الفلسطينية، وتعزيز الجهود الرامية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة”.
ودعم البيان المساعي الرامية إلى استئناف مفاوضات الملف النووي بين الولايات المتحدة وإيران، والعمل على جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
نواف سلام إلى فرنسا
في سياق آخر، يغادر الرئيس نواف سلام إلى باريس، في زيارة مفصلية لجهة الدعم الفرنسي للبنان ومساعدته على النهوض، فضلاً عن الإصلاحات والإعداد للمؤتمر الذي تعد له باريس لإعادة الإعمار وتقديم المساعدات للبنان إضافة إلى العناية الكبرى التي توليها للملف المالي، ومسألة التجديد لقوات اليونيفل، إذ تبذل باريس جهداً كبيراً في مجال إعادة التجديد لها في جلسة مجلس الأمن الشهر المقبل وارساء الاستقرار في الجنوب.
مواضيع ذات صلة :
![]() ملك البحرين يلتقي الرئيس عون: نُعلن إقامة بعثة دبلوماسية دائمة في بيروت | ![]() الرئيس عون يمدّ “جسور المستقبل” بين لبنان والخليج… ويؤكد من البحرين: “قرارنا بإنقاذ الدولة نهائي” | ![]() الرئيس عون إلى البحرين |