باراك غادر لبنان.. لا تشاؤم ولا تفاؤل و”الحزب” مستمر في “العنجهية”

لا تزال تداعيات الزيارة الأخيرة لتوم باراك إلى بيروت والتي انتهت أمس تفرض ثقلها على الواقع اللبناني.
في السياق، تبلّغت “الجمهورية” من مصادر مشاركة في المحادثات المغلقة مع باراك، أنّ مستوى التفاؤل قد ارتفع لجهة “إمكان بلوغ حلّ في القريب العاجل، إنْ لم يطرأ في الطريق ما قد يأخذ الأمور في مجرى آخر”.
ووفق معلومات “الجمهورية” فإنّ “الردّ اللبناني الذي قُدّم إلى باراك، لم يأتِ باقتراحات جديدة أو بتعديلات لمضمون الردّ اللبناني السابق، بل جاء بصياغة مكمّلة، تلحظ التزام لبنان بكل الثوابت والمسلّمات، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب وتحرير الأسرى. وتلحظ أيضاً تصوراً حول آلية حصرية السلاح بيد الدولة، وأيضا لما قد يقوم به لبنان من خطوات وإجراءات لتسهيل بلوغ حلّ تركّز بالدرجة الأولى على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 27 تشرين الثاني من العام الماضي”.
في السياق، قال مرجع كبير لـ”الجمهورية”: “إنّ ما نسمعه داخل الغرف المغلقة، غير ما يُقال خارجها. فكل الأمور تُبحث بالتفصيل، وبشكل معمّق، والبحث يتمّ بصورة هادئة وجدّية جداً، ودائماً نقول إنّ الأمور في خواتيمها، والأمور لم تنته بعد، وسنصل في نهايتها إلى نتيجة حتماً، وتبعاً لذلك لا نستطيع أن نتحدث عن إيجابيات مسبقة أو عن سلبيات، بل إنّ النقاش مستمر، والأمور ليست مقفلة، ونحن على موعد جديد في وقت قريب مع ردّ وعد باراك بإبلاغه إلينا، سواء عبر السفارة الأميركية في بيروت أو عبر زيارة جديدة له إلى لبنان”.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الردّ الذي سُلِّم إلى الموفد الأميركي يلحظ التزاماً بصورة مباشرة أو غير مباشرة بسحب سلاح “حزب الله” شمال الليطاني، قال المرجع: “لا علم لي بوجود شيء من هذا القبيل. والكل يعلم أنّ منطقة جنوب الليطاني صارت خالية تماماً من سلاح “حزب الله”.
إلى ذلك، وخلافاً للجو الذي جرى ترويجه قبل لقاء باراك بالرئيس بري، بأنّ رئيس المجلس سيقدّم للموفد الأميركي “ورقة حلّ”، استغربت مصادر عين التينة هذا الأمر، واكتفت بالقول لـ”الجمهورية”: “الرئيس بري لم يقدّم أي ورقة لا الآن ولا قبل ولا بعد”.
وعمّا إذا كان الرئيس بري متفائلاً قالت المصادر: “باراك وصف اللقاء مع رئيس المجلس بأنّه ممتاز، وقال إنّه متفائل. ومن هنا نأمل أن يكون لهذا التفاؤل ترجمته”.
من جهة أخرى، أفادت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنّ ما قاله الموفد الأميركي توماس باراك في زيارته إلى لبنان سيشكل محور متابعة لا سيما أنه أعاد تكرار الفرصة الواجب الإستفادة منها في لبنان ودور الحكومة في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، مشيرة إلى أنّ ما بعد هذه الزيارة ترقب لخطوات لبنانية بشأن التعهدات ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.
وقالت أنه لا يمكن الحديث عن تفاؤل أو تشاؤم بالنتائج التي خرجت بها الزيارة، إنما انتظار جديد.
في حين تحدثت مصادر مواكبة لزيارة الدبلوماسي الأميركي لـ “الأنباء الإلكترونية” عن مسحة تشاؤمية واكبت تحركات باراك لأن حزب الله أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري رفضه تسليم السلاح في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.
المصادر كشفت أن بري حاول جهده من أجل التوصل إلى حل وسط مع باراك ينص على انسحاب إسرائيلي جزئي من الجنوب يقابله حصر للسلاح جنوب الليطاني قبل نهاية العام. لكن الحزب لم يكتف بالرفض الدبلوماسي والالتزام علناً بتسليم السلاح حتى في إطار زمني طويل الأمد. بل ذهب أبعد من ذلك في رفضه تسليم السلاح.
وكان باراك، قد زار قبل مغادرته بيروت أمس، البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، وقال بعد اللقاء الذي تخللته خلوة مع البطريرك: “زيارتي اليوم تحمل الراحة والأمل، ولا بدّ من التركيز على الحل، فقد حان الوقت ليتخلّى الجميع عن شيء ما والتعاون معاً”.
وسُئل عن الإيجابية التي تحدث عنها بالأمس، فقال: “لقد قلت سابقاً أنّ المشكلة معقّدة جداً، المشكلة التي بدأت منذ نحو السنتين، أطلقنا منذ أربعة أسابيع مبادرة إيجاد حل لها. هي ليست بحدث آني وانما تتطلّب مساراً محدداً وتستغرق وقتاً. وانا أعتقد أنّ الجميع يبذل أقصى ما يمكنه من جهود في هذا السياق، إلّا أنّ الأمر معقّد بالنسبة للقادة اللبنانيين وبالنسبة للجميع”.
وأضاف: “آمل أن يستمر الحوار وأن يتواصل تصويب الأمور وتذليل الصعوبات التي أتفهمها. أميركا والرئيس الأميركي مهتمان جداً بنجاح هذا المسار. الجميع يحب اللبنانيين، فلننطلق من هذا الأمر. ولكن لا يمكننا تحديد يوم معين للقول بأنّ المشكلة قد حُلّت. فالمسؤولية ليست أحادية وإنما تقع على عاتق الجميع، وهناك من يحمل حلاً، ولكنه ليس على طاولة الحوار، لذلك يجب مواصلة الحوار معه”.
وعن إمكانية عودته إلى بيروت، قال: “طبعاً سأعود إلى بيروت. الجميع يرغبون في مساعدة لبنان، ولكن لا يمكن لأحد أن يفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب فعله. القرار في يدها، وإن لم يتوصّل اللبنانيون إلى تثبيت الاستقرار فلن يأتي أحد للمساعدة. هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، ووجهات النظر متعددة في هذا المجال”.
مواضيع ذات صلة :
![]() شروط “الحزب” لتسليم السلاح | ![]() هل تغفر أميركا للحزب الأصفر اعتداءاته عليها؟ | ![]() الحزب بعد نزع السلاح… “فرقة كشافة” |