مواقف أميركية حازمة وردود إسرائيلية سلبية: باراك يواصل مساعيه بلا “نتائج ملموسة”

لبنان 29 تموز, 2025

في خضم التعقيدات السياسية والأمنية التي يعيشها لبنان، برزت مجددًا مواقف الموفد الرئاسي الأميركي توم باراك لتسلّط الضوء على ملف السلاح غير الشرعي كأولوية دولية ضاغطة، وعلى رأسها واشنطن. ففي منشور لافت على منصة “إكس”، اختصر باراك موقف بلاده بجملة حملت الكثير من الدلالات: “مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة”، موجّهًا بذلك رسالة سياسية واضحة بأنّ التصريحات المبدئية وحدها لم تعد كافية.

وشرحت أوساط دبلوماسية لـ “نداء الوطن” خلفيات تغريدة باراك فقالت إنّ الأخير “وجّه رسالة واضحة المعالم لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فقال لهما علينا التمييز بين المبدأ والممارسة. مواقفكما المبدئية جيدة ولا شك عندما تتحدثون عن احتكار الدولة للسلاح وعن قرار الحرب بيد الدولة وعن بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها. هذا كلام مبدئي في مكانه الصحيح. ولكن إذا كان هذا الكلام المبدئي لم يقترن بممارسة فعلية على أرض الواقع يصبح بلا مفعول”.

وسألت الأوساط نفسها: “لماذا قال باراك ما قاله؟” وأجابت: “أتى كلام الموفد الرئاسي لرفع المسؤولية عن نفسه وليقول للحكم اللبناني إنكم تتحملون مسؤولية عدم اتخاذ القرار. ونحن كولايات متحدة أميركية لسنا راضين عما تقومون به. إننا راضون عن مواقفكم ولكننا لسنا راضين على عدم ممارستكم الأفعال. ولم تعد المواقف المبدئية تكفي. باختصار إنّ واشنطن رفعت المسؤولية عما سيحصل في القادم من الأيام. وسيكون المتضرر من عدم إقدام الحكم اللبناني هو الدولة والشعب والمستفيد هو “حزب الله “.

زيارة رابعة لبيروت

في سياق متصل، علمت “الشرق الأوسط” من مصادر رسمية، أنّ لبنان وإن كان ينتظر من الوسيط الأميركي توم باراك الجواب على رد الرؤساء الثلاثة على الأفكار التي طرحها لمساعدة لبنان على وضع آلية لتطبيق وقف النار، فإنه استبق جوابه الرسمي بسلسلة من المواقف تدور حول مطالبته بعقد جلسة لمجلس الوزراء يتبنى فيها حصرية السلاح.

ولم تستبعد المصادر احتمال قيام باراك بزيارة رابعة لبيروت، مع أنها لا تتوقع حصول تبدُّل في الموقف الأميركي الذي عبّر عنه موفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لبنان.

انتقادات نيابية وتحفظات سياسية

في المقابل، قالت مصادر “الشرق الأوسط” أنّ هناك جهات نيابية أبدت تحفظها على بعض مواقف توم باراك، متهمةً إياه بـ”التراجع” عن مواقف سابقة، لا سيما بعد تصنيفه جناحي “حزب الله”، السياسي والعسكري، على لائحة الإرهاب، في حين سبق له أن وصف الحزب في لقاءات مغلقة بأنه “جزء من المشهد السياسي اللبناني”.

وسألت الجهات النيابية باراك عمّا يقصده بوصفه اجتماعه الثاني بالرئيس بري بأنه كان ممتازاً وإيجابياً بخلاف بعض ما صدر عنه، وكأنه يرد على مطالبته له بتوفير ضمانات أميركية تُلزم إسرائيل بوقف النار ليكون في وسعه التواصل مع حليفه «حزب الله» للبحث معه في الأفكار المطروحة لتطبيق اتفاق وقف النار، بدلاً من أن تواصل إسرائيل ضغطها بالنار لإلزام لبنان بشروطها؟

وقالت: هل يُعقل ألا يزور تل أبيب، فيما زار بيروت لثلاث مرات متتالية، وألا يعني هذا أنه لا مبرر لزيارته بعد تراجعه عن بعض مواقفه استجابة لطلب الإدارة الأميركية التي أوكلته بمهمة التفاوض كوسيط قبل أن تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بلا أي تردد؟

ردود إسرائيلية غير مشجعة

من جهة أخرى، علمت “البناء” أنّ الاتصالات لم تنقطع بين المسؤولين اللبنانيين والمبعوث الأميركي توماس باراك منذ مغادرته لبنان، وذلك للرد على استيضاحات الأميركيين في بعض النقاط ولنقل الرد الإسرائيلي على الطرح اللبناني الأخير.

كما علمت أنّ الأجواء الإسرائيلية حيال الرد اللبناني غير مشجعة وهي ترى أنّ موازين القوى تغيّرت لمصلحتها ولن تنسحب من النقاط الخمس من دون ثمن مقابل يضمن أمنها الاستراتيجي أو أنها ستبقى في هذه النقاط كجزء مع حرية حركة جوية وبرية وأمنية لضمان أمنها القومي على الجبهة الشمالية مع لبنان. والثمن الأهم الذي تطلبه إسرائيل إخلاء كامل منطقة جنوب الليطاني من السلاح ونزع الحزب سلاحه الثقيل الذي يشكل خطراً على إسرائيل إلى جانب موافقة لبنانية على حرية حركة أمنية في كامل لبنان وعسكرية في منطقة جنوب الليطاني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us