زحمة خانقة وحوادث متكررة: طرقات لبنان في قبضة الفوضى وغياب الحلول الجذرية

بين حوادث السير اليومية والزحمة الخانقة التي باتت مشهدًا دائمًا في مختلف المناطق اللبنانية، تبدو طرقات لبنان وكأنها في حالة صراع دائم مع الفوضى والإهمال. فلا بنية تحتية مناسبة، ولا تنظيم مروري فعّال، ولا حتى التزام بقوانين السير. وفي ظل غياب حلول جذرية، تبقى الطرقات اللبنانية مرآة للأزمات الأوسع: من فشل التخطيط إلى ضعف الرقابة، مرورًا بانهيار الخدمات العامة وتراجع ثقافة المسؤولية لدى بعض السائقين.
في السياق، يعتبرُ رئيس الأكاديميّة اللبنانيّة الدوليّة للسلامة المروريّة كامل ابراهيم في حديث لـ”mtv” أنّ “المشهد غيرُ مستغرب في ظلّ غياب أيّ خطط للطرقات والسلامة المرورية في السنوات الـ35 الأخيرة فضلاً عن الأزمات المتلاحقة التي أبعدت الملف عن سُلّم الأولويّات، أضف إليها العدد الهائل للمركبات على الطرقات”، مشيراً الى أنّ “الحلّ البديهي لمشكلة الزحمة هو التخفيف من عدد المركبات، ولكن للأسف لا خيارات للتنقّل في لبنان، ومن الصعب تغيير ثقافة المواطن في ظلّ غياب البدائل”.
وأضاف ابراهيم أنّ “آخر حكومتين شُكّلتا بعد الثورة لم تعطيا أيّ اهتمام لملف الطّرقات ما شرّع الفوضى، ولكنّ وزير الداخلية أحمد الحجّار يعمل بشكلٍ حثيث على الموضوع، وتجري اجتماعات مكثّفة في الوزارة لمعالجة موضوع زحمة السير والسلامة المرورية في المدى القريب”، مشدّداً على أنّ “الأمر ليس “كبسة زرّ” ولا حلول سحريّة، فالعوائق كثيرة ومرتبطة بأكثر من وزارة ومؤسّسة وقانون، فمثلاً قيمة ضبط مخالفة السير المنخفصة لا تشكّل رادعاً للمواطن، وتعديلها يقع على عاتق مجلس النواب”.
وإذ يعدُ ابراهيم “ببوادر إيجابيّة وتغييرات على الطرقات سنلمسها تباعاً خلال الفترة المقبلة”، يؤكّد أنّ “المطلوب اليوم تحديد الأولويات في هذا الملف وأبرزها خلق آلية عمل مستدامة، ووجود إرادة سياسية جامعة للمعالجة وتغيير الواقع، بالإضافة الى أهميّة وجود آلية ردع وتنسيق”، مذكّراً بأنّ “موضوع السلامة المرورية كان جزءاً من البيان الوزاري للحكومة، وبالتالي نُعوّل على الاهتمام الرسمي به وعلى دور البلديات الأساسي وخصوصاً لجهة تفعيل جهود عناصر الشرطة”.
حوادث سير متكررة
من جهة أخرى، تشهد طرقات لبنان حوادث سير متكررة تكاد تتحول إلى جزء من المشهد اليومي، في ظل غياب الردع والرقابة وضعف البنية التحتية.
وفي التفاصيل، أفادت إحصاءات غرفة التحكم بوقوع قتيلين و13 جريحًا في 11 حادث سير خلال 24 ساعة.
وأمس تسبب حادث تصادم بين فان ودراجة نارية على طريق عام القبيات-عكار، بوفاة شخص وإصابة آخر بجروح.
هذا وعمل عناصر الصليب الأحمر اللبناني على إسعاف المصابين في موقع الحادث، ونقلهما إلى مستشفى سيدة السلام في القبيات لتلقي العلاج، إلا أنّ أحدهم ما لبث أن فارق الحياة.
كما سقط جريح في حادث سير على جسر الريجي في الغازية، بين بيك أب وسيارة. وقد نقل الجريح إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
مواضيع ذات صلة :
![]() جرحى في حوادث مرورية وانزلاقات بسبب زيوت على طريق الدبية – السعديات | ![]() كم بلغ عدد حوادث السير خلال الساعات الماضية؟ | ![]() 14 جريحاً في 13 حادث سير! |