نعيم قاسم يرفض السيادة: خطاب تحدٍ للدولة وإصرار على سلاح خارج الشرعية

في وقت تنشط فيه الاتصالات والمشاورات لتأمين عقد جلسة ناجحة ومنتجة لمجلس الوزراء الثلاثاء وإنجاز جدول زمني لحصر السلاح بيد الشرعية، استجابة لرغبات الداخل ونصائح الخارج كي لا يبقى لبنان مهمشاً، يخرج علينا أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بخطاب أقل ما يقال عنه أنه “خارج السياق”، وبعيد كل البعد عن الواقعية السياسية.
قاسم الذي أكد خلال الذكرى السنوية الأولى للقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، “أننا لن نقبل أن يلحق لبنان بإسرائيل طالما فينا نفس حي، ولن نسمح لإسرائيل بهزيمتنا، فسلاحنا لمقاومة إسرائيل لا للداخل اللبناني، لن نقبل بتسليم السلاح لإسرائيل، ومسألة السلاح هي شأن لبناني داخلي”.
واعتبر قاسم أن البلاد تواجه خطراً وجودياً يهدد جميع طوائفه. مذكراً أن المبعوث السابق آموس هوكشتاين أعطى ضمانات بعدم خرق اتفاق وقف إطلاق النار. ثم جاء خلفه المندوب توم باراك بالتهديد والتهويل في محاولة لخلق فتنة داخلية.
وكشف قاسم أن حزب الله ساعد الدولة في تنفيذ وقف إطلاق النار في حين لم تلتزم إسرائيل بتطبيقه. مشدداً على أنّ الاتفاق يتعلق بجنوب الليطاني، وسلاح المقاومة مسألة لبنانية خالصة. وأوضح أن المقاومة لا تصادر دور الجيش أو الشعب. بل تعتبرهم شركاء في مشروع الدفاع الوطني. رافضاً الدعوات المحلية والدولية لنزع سلاح الحزب متهماً من يطالب بتسليم السلاح يطلب عملياً تسليمه لإسرائيل.
وقال لن نوافق على أي اتفاق أو صلح، ولن نعترف بإسرائيل. معتبراً الأولوية هي للإعمار وليس لنزع السلاح.
سبق ذلك، تشديد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي على أن” نزع سلاح المقاومة بالقوة لا يمكن تحقيقه أو حتى رؤيته في الأحلام”، داعياً إلى التخفيف من لهجة وحدة التعاطي مع هذا الأمر”.
في السياق، قالت أوساط حكومية لـ”المركزية” إنّ جلسة الثلاثاء تأتي من ضمن سياق ما أعلنه رئيس الحكومة في الزيارة الثانية للموفد الأميركي توماس باراك بقوله “حينما ينضج تبادل الأفكار سنعقد جلسة”. وأضافت: الاتصالات مستمرة مع الأطراف كلها لتوفير عقد جلسة ناجحة ومنتجة تتعلق بمعالجة موضوع السلاح. فيما توقعت مصادر مطلعة أن تتراوح سيناريوهات الجلسة بين غياب وزراء حزب الله وحضور وزراء أمل، أو حضورهم جميعاً وتسجيل تحفظهم، أو حضور الوزير فادي مكي فقط. وإن حضروا، يُعرض الموضوع على التصويت، فيصوت جميع الوزراء بمن فيهم وزراء حركة أمل مع خطة حصر السلاح بالشرعية، باستثناء وزراء حزب الله.
من جهته، لم يعلّق النائب السابق فارس سعيد على كلام نعيم قاسم، لأنه – وفق كلامه – يقوم بما هو مطلوب منه كأمين عام لحزب الله، في محاولة استنهاض لبيئته الشيعية. وتطمين نفسه وتطمين الآخرين بأنه لن يسلم سلاحه.
سعيد وفي حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية دعا إلى قيام حركة حقيقية باتجاه خلاص لبنان. تبدأ بترتيب العلاقة مع سوريا الجديدة. لأن أهمية الرئيس السوري أحمد الشرع الاستراتيجية هي بأنه قطع طريق طهران بيروت. فإذا كان هناك اهتمام عربي وأميركي وحتى إسرائيلي بأحمد الشرع هو لأنه من خلال قطع طريق طهران بيروت أصبحت هناك مناسبة متاحة لنزع السلاح إذ يجد حزب الله نفسه في مواجهة عسكرية جنوباً وشرقاً وشمالاً.. فالمعادلة برأيه مفهومة بأنّ هناك أوضاعاً في سوريا تصب باتجاه الوصول إلى تفاهم مع إسرائيل.
وتوقع سعيد في حال تم ذلك فإنّ لبنان سيتحول إلى ضاحية سياسية لسوريا. وإذا نجح لبنان بترتيب تفاهم عسكري امني6 مع إسرائيل بمعزل عن سوريا، فإن علاقة لبنان ستكون مع الشرع جيدة مشيراً إلى أنّ أفضل طريقة بموضوع مقاربة ملف السلاح أن تحصل دون صدام عسكري حول مسار تحديد هوية مزارع شبعا وترسيم الحدود كلها. وإعادة النظر بمعاهدات الأخوة والتفاهم بين لبنان وسوريا والذهاب إلى مقاربة مشتركة بعلاقة مشتركة.
في سياق آخر أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن “الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الـ5 في جنوبي لبنان”. وأشار إلى أن “القرى التي دمرها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان لن يعاد بناؤها”. واعتبر أن “هناك احتمالاً كبيراً بأن سلاح حزب الله دمر فعلياً وخامنئي تخلى عنه”.
مواضيع ذات صلة :
![]() قاسم: لن نقبل بتسليم سلاحنا من أجل إسرائيل | ![]() الحزب بعد نزع السلاح… “فرقة كشافة” | ![]() بين “باراك” و”قاسم”: لا دولةَ ولا قرارَ |