زلزال كامتشاتكا: موجات تسونامي “محدودة” ولبنان بعيد عن الخطر
تسبب زلزال هائل قبالة روسيا بموجات تسونامي في روسيا واليابان وبتحذيرات في دول مطلة على المحيط الهادئ. وضرب زلزال بقوة 8,8 درجات هو من بين أقوى الزلازل التي شهدها العالم ومركزه قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، مما استدعى إجلاء سكانها.
وقالت وزارة حالات الطوارئ الروسية إن موجات تسونامي متتالية ضربت توسناميسيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي وغمرت المياه الشوارع. وذكرت وسيلة إعلام محلية أنّ موجة عاتية ارتفاعها ما بين ثلاثة وأربعة أمتار سجلت في إليزوفسكي في منطقة كامتشاتكا.
وقال رئيس بلدية المنطقة إنه تم إجلاء كل السكان إلى منطقة آمنة.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي لقطات لموجة تسونامي تضرب بلدة ساحلية في أقصى شرق البلاد، جارفة مباني وركاما في البحر. وفي حين ذكرت وسائل إعلام محلية أن عدة أشخاص أصيبوا في أقصى الشرق الروسي، لم تفد أي دولة بسقوط قتلى.
وبعد أكثر من 11 ساعة، أعلنت السلطات في شبه الجزيرة رفع التحذير من تسونامي.
وأصدرت دول مطلة على المحيط الهادئ في شمال القارة الأميركية وجنوبها تحذيرات للابتعاد عن الشواطئ، ومنها الولايات المتحدة والمكسيك والاكوادور، فيما أظهر بث مباشر للتلفزيون الياباني أشخاصاً يغادرون بالسيارة أو سيراً للانتقال إلى مرتفعات ولا سيما في جزيرة هوكايدو الشمالية. وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إنّ موجة تسونامي ارتفاعها 1,30 متراً ضربت مرفأ في إقليم مياغي في شمال البلاد. ودعا أحد المذيعين السكان إلى إخلاء المناطق الساحلية بقوله “غادروا الآن للنجاة بأرواحكم”.
وأصدرت الصين كذلك تحذيراً من تسونامي لعدة مناطق ساحلية لكنها عادت ورفعته. أما الفلبين فقد حثت سكان ساحلها الشرقي إلى الانتقال إلى مناطق داخلية. وفي هاواي، خفف مستوى الإنذار من تسونامي إلى توخي الحذر.
وفي لبنان، أوضح الخبيرُ الجيولوجي طوني نمر أنّ الزلزالَ ناتجٌ عن انزلاقِ صفيحةِ المحيطِ الهادئِ تحتَ الصفيحةِ الأميركيةِ الشماليةِ، ما أدّى إلى انكسارِ قعرِ المحيطِ وتحريكِ مياهه، وتسبّبَ بموجاتِ تسونامي تنتشر عبرَ المحيطِ الهادئ.
وفي حديثٍ لـ”هنا لبنان”، أشار نمر إلى أنّ “كلامَه حول عدم وجود خطرٍ مباشرٍ على لبنانَ كان واضحًا”، إذ شدّد، في منشورٍ على حسابه عبر منصة “إكس”، على أن “المسافاتِ الفاصلةَ بين المحيطِ الهادئ والبحرِ المتوسطِ كافيةٌ لعدم تأثّر السواحل اللبنانية”، وبالتالي لا داعي للخوفِ من تداعياتِ هذا الحدث على البلاد.
مع ذلك، أشار نمر إلى أنّ لبنانَ شهد في تاريخه هزّاتٍ أرضيةً قويةً، وأن العواملَ الجيولوجية المُسبّبة لها لا تزالُ قائمةً، ما يعني أن البلاد ليست محميّةً من الزلازل في أيّ وقت.
ما هي الأسباب التي جعلت تسونامي هذا الزلزال أقل دماراً من السابق؟
رغم قوته، لم يؤدِّ الزلزال الأخير إلى موجات تسونامي مدمّرة كالتي شهدها العالم عام 2004 في المحيط الهندي أو 2011 في اليابان.
فالتحرّك المفاجئ لقاع البحر يمكن أن يؤدي إلى إزاحة كميات هائلة من المياه، مما يُطلق موجات تسونامي تتحرّك بسرعة قد تتجاوز 800 كلم/س – أي بسرعة طائرة ركاب.
لكن في أعماق المحيط، تبقى هذه الموجات منخفضة الارتفاع (نادراً ما تتجاوز متراً واحداً) ومتباعدة. ومع اقترابها من اليابسة، تبدأ بالتباطؤ لتصل إلى نحو 30 كلم/س، وتزداد كثافتها وارتفاعها، ما قد ينتج عنه “جدار مائي” عند الشاطئ.
مع ذلك، لا يؤدي كل زلزال كبير بالضرورة إلى تسونامي مدمّر. فبحسب ما نقلته “BBC News”، أدّى زلزال الأربعاء إلى أمواج تسونامي بارتفاع 4 أمتار في أجزاء من شرق روسيا، وفقاً للسلطات هناك، لكنها لا تُقارن بالأمواج التي تجاوزت عشرات الأمتار في تسونامي 2004 و2011.
وتشرح البروفيسورة ليزا ماكنيل، أستاذة التكتونيات في جامعة ساوثهامبتون، في تصريحها لـ”BBC News”، أن “ارتفاع موجات تسونامي يتأثر أيضاً بشكل قاع البحر القريب من الساحل، وطبيعة الأرض التي تصل إليها الموجات، إلى جانب كثافة السكان، وكلها عوامل تحدد حجم الأثر الفعلي”.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وقع مركز الزلزال على عمق 20.7 كلم تحت سطح الأرض، وهو عمق قريب نسبياً قد يزيد من احتمالية إزاحة قاع البحر وبالتالي أمواج أعلى. لكن الدكتور هيكس أوضح في حديثه لـBBC News أن بعض نماذج التسونامي ربما استخدمت تقديرات محافظة، وأضاف: “لو تم تعديل العمق إلى نحو 20 كلم أعمق، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل شدة الموجات بشكل ملحوظ”.
مواضيع ذات صلة :
 زلزال قوي جديد يضرب جزر الكوريل الروسية! | زلزال قوي جديد يضرب جزر الكوريل الروسية! |  زلزال بقوة 8.8 درجات يضرب كامتشاتكا الروسية: تسونامي وتحذيرات عبر القارات |
