خطاب الرئيس عون يعيد توجيه البوصلة: حصرية السلاح، السيادة، والإصلاح في صدارة الأولويات

لبنان 1 آب, 2025

في لحظة دقيقة من تاريخ البلاد، أعاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من وزارة الدفاع أمس توجيه البوصلة الوطنية، عبر خطابٍ وُصف بأنه الأكثر وضوحًا وحسمًا منذ تولّيه سدّة الرئاسة، جامعًا بين الثوابت السيادية والمواقف الإصلاحية، ولاقيًا ترحيبًا واسعًا على المستويين السياسي والشعبي.

فمن التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، انطلاقًا من حرصه على سيادة لبنان وأمن حدوده، إلى المواقف الصريحة من ملف القضاء وانفجار مرفأ بيروت، مرورًا بالتصدي للهجمات الإسرائيلية، ووضع حدٍّ لما وصفه بـ”الحروب العبثية” التي تُدار على حساب لبنان، كما رسم الرئيس عون ملامح مرحلة جديدة، تطالب بقرار جريء وتاريخي لتكريس سلطة الدولة الواحدة والسلاح الواحد.

فخطاب الرئيس عون في الذكرى الثمانين لتأسيس الجيش اللبناني، كما تقول مصادر سياسية لـ”الشرق الأوسط”، كان بمثابة خطاب “القسم الثاني” لجهة رؤيته حول تطبيق ما قاله في خطابه الأول أمام البرلمان فور انتخابه رئيساً للجمهورية، وشكَّل خريطة الطريق لضبط إيقاع النقاش حول البنود الساخنة المُدرجة على جدول أعمال مجلس الوزراء، وأبرزها حصرية السلاح بيد الدولة، ورسم الخطوط العريضة للموقف اللبناني من الأفكار التي طرحها الوسيط الأميركي توم باراك لمساعدة لبنان لوضع آلية لتطبيق وقف إطلاق النار، وبالتالي سيكون حاضراً بامتياز على طاولة البحث، وصولاً لاتخاذ موقف موحد.

وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي في حديث لـ”هنا لبنان”، أنّ ما قاله الرئيس اليوم هو “الأهم بعد خطاب القسَم”، مضيفًا أنّ الإشارة المباشرة إلى “سلاح حزب الله” تحمل أبعادًا سياسيةً، خصوصًا في ظل الزخم الدولي المتصاعد حول هذا الملف، من خلال مواقف واضحة صدرت عن واشنطن، سواء عبر توم باراك أو السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الخوري.

وأوضح العريضي أن عون قد أطلق من خلال كلمته “خريطة طريق كاملة” لمعالجة ملف السلاح، قاطعًا الطريق عن كل الاجتهادات والاستنتاجات والتأويلات، وعليه ووفق المعلومات فإنّ هذا الموضوع سيُطرح في مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل للبحث والنقاش.

مواقف مرحّبة

في سياق متصل، كتب النائب راجي السعد عبر حسابه على منصة “أكس”: خطاب الرئيس العماد جوزاف عون وضع الإصبع على الجرح وأكّد المؤكد بأن لا خلاص وحماية للبنان إلا عبر الدولة وحدها والجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية التي تتكفل بحماية لبنان.

وأضاف: “كفانا حروباً ورهانات ومغامرات وعسى أن يلتف الجميع حول الدولة ومؤسساتها وحول عهد الرئيس جوزاف عون تفادياً للمخاطر التي تتهدد وطننا ولعدم إضاعة الفرصة التاريخية المتاحة أمام لبنان للنهوض.”

وختم: “كل التحية للجيش اللبناني وتضحياته في عيده وكل الشكر لرئيس الجمهورية على موقفه الذي أعاد تصويب البوصلة والعين على القرارات المنتظرة من مجلس الوزراء قبل فوات الأوان.”

كما كتب رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل عبر حسابه على “أكس”: “في العيد الثمانين للجيش، سمعنا موقفاً واضحاً لا لبس فيه لرئيس الجمهورية من ضرورة حصر السلاح اليوم قبل الغد. نأمل أن تترجمه الحكومة الثلاثاء بخطوات عمليّة لتطبيق القانون على الجميع واستعادة سيادة الدولة وهيبتها”.

في حين كتب النائب سيمون أبي رميا عبر حسابه على منصة “أكس”: “في الشكل والمضمون، كلمة تاريخية للرئيس جوزاف عون في مرحلة مفصلية من تاريخ وطننا. في الشكل، اختيار مناسبة عيد الجيش وأمام قادته له دلالة رمزية لما يشكّل جيشنا الوطني من قاسم مشترك تجسيداً للوحدة الوطنية. أما في المضمون، فكلمة اليوم هي تجديد لخطاب القسم وتبديد لرهانات من يريد لهذا العهد الفشل وتصويره وكأنه مستسلم لأمر واقع يرفضه اللبنانيون. إنها ساعة الحقيقة كما قال الرئيس وهي فرصة تاريخيّة لن تتكرّر لبسط السيادة وتفعيل الإصلاح والمحاسبة من أجل بناء لبنان الجديد”.

بدوره، قال النائب مروان حمادة: “استمعنا اليوم الخميس من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى خطاب القسم الثاني، وفيه سهّل على الحكومة والبرلمان تحقيق المهمات الكبرى”.

وقال حمادة في تصريح: “عون انتزع الفتائل التي قد تشوب جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء، وأحسن في كشف الرسالة اللبنانية إلى الموفد الأميركي توم باراك، ولم يكن عدائياً مع أحد بل أكد شرعية السلاح الأوحد”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us