لبنان على مفترق طرق.. هل تحسم جلسة الثلاثاء ملف سلاح “الحزب”؟

تتجه الأنظار إلى ما سينتج عن الجلسة المزمع عقدها يوم الثلاثاء، وهي الجلسة المخصصة لطرح ملف سلاح حزب الله على الطاولة، ولوضع إطار واضح لتسليمه.
وقبيل الجلسة، كان قد أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون، الالتزام بـ”سحب سلاح جميع القوى المسلّحة، ومن ضمنها حزب الله لتسليمه إلى الجيش”.
وفي كلمة ألقاها في وزارة الدفاع لمناسبة عيد الجيش، جدَّد الرئيس عون التزام لبنان بـ”بسط سلطة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلّحة، وتسليمه إلى الجيشِ اللبناني”، داعياً الأطراف السياسية كافة إلى اقتناص الفرصة التاريخية، التأكيد على حصرية السلاح بيدِ الجيش والقوى الأمنية”.
إلى ذلك، لا زال الجدل قائماً حول مشاركة وزراء الثنائي الشيعي في الجلسة، وسط معلومات صحافية تتحدث عن اتصالات تجري لتأمين المشاركة.
من جهته، رأى عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة أنّ “جلسة الثلاثاء تتوقف عند توازن من المبادرات والاقتراحات المتضاربة”، مشيراً إلى أنّ الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام “سيحاولان الخروج بها بحل وسط لا يرضي أحداً وقد يكون سبباً لتوترات جديدة”.
وقال في حديث إلى “لبنان الحر”: “يجب أن نكون واقعيين، لا نتحدى الطائفة الشيعية ولكن يجب أن نقول الحقيقة لحزب الله بضرورة تسليم السلاح الذي يمكن أن يصادر أو يدمّر أو يعاد إلى إيران”.
وشدد حمادة على أنّ “الحكومة على استعداد لوضع جدول زمني والرئيس أعطى الغطاء لذلك لكن يبقى حزب الله المعني الأساسي فإما يتم حصر السلاح بسبب الانتماء، أو رفض الدولة ومواصلة الدويلة والجيش الثاني”.
ورأى حمادة أنه “على وزراء الحزب المشاركة وعلى الصيغة التي ستخرج بها الجلسة أن تكون مقبولة “جوّا” و”برّا”.
في السياق نفسه، كتب النائب زياد الحواط عبر حسابه على منصّة “أكس”: “ينتظر اللبنانيون من جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل التي طال انتظارها قراراً واضحاً لا يقبل التأويل بتسليم السلاح غير الشرعي وفق برنامج زمني محدّد ينفّذ في مهلة زمنية قصيرة، تطبيقاً للدستور ولإتفاق الطائف. بذلك تنطلق مسيرة قيام الدولة، وبدونه نستمرّ في المأساة والجحيم. مسؤولية وطنية مصيرية تقع على عاتق رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء. لا تضيّعوا الوقت… ولا تضيّعوا لبنان”.
في سياق آخر، أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال العشاء السنوي الذي أقيم في المقر العام للحزب في معراب، إلى أنّ حزب الله، بعد أن أخّر لبنان مئة عام إلى الوراء، يعيد إلى الذاكرة التصريح الإسرائيلي القديم الذي قال فيه مسؤولون إسرائيليون إنّهم يريدون إعادة لبنان ثلاثين أو خمسين سنة إلى الوراء في حال تعرّضوا لأيّ أذى من الأراضي اللبنانية.
وقال جعجع إنّه لو كان باستطاعته التصريح آنذاك لقال للإسرائيليين: لا تتعبوا أنفسكم، فلدينا حزب الله وقد أعادنا مئة سنة إلى الوراء. وأضاف: “حزب الله، بوجوده وطريقة تصرّفه، أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة، إن لم يكن أكثر”.
وتابع جعجع أنّ حزب الله يدّعي أنّ سلاحه هو الذي سيُخرج إسرائيل من الجنوب، في حين أنّ هذا السلاح هو من جلبها، وأضاف أنّ أيّ أمل بخروج إسرائيل من الجنوب يجب أن يتمّ عبر أدوات أخرى، لأنّ سلاح الحزب أثبت فشله الذريع. وأعرب عن أسفه لدمار عشرات القرى في الجنوب، قائلاً إنّها لا تزال مدمّرة منذ عام تقريباً، فيما يتهمون الدولة بالتقصير، بينما في الحقيقة لم تُتح لها الفرصة للعمل، إذ لم تُمنح القرار الاستراتيجي المطلوب.
مواضيع ذات صلة :
![]() سليمان: على الحكومة أن تقرّ خطوة تنفيذيّة في اتجاه حصر السلاح | ![]() هل يكون “آب اللهَّاب” شهر قرار تسليم السلاح؟ | ![]() “الثلاثاء المنتظر”… جلسة حاسمة في القصر الجمهوري وملف حصر السلاح على الطاولة |