في أول تعليق إيراني على نزع سلاح “الحزب”.. عراقجي يفجّر استياء اللبنانيين ومطالبات بقطع العلاقات مع إيران!

كلما اقترب لبنان من تنفيذ استحقاق يعزز استقلاليته وسيادته، لا تفوّت إيران الفرصة لتعكير هذا الجو الذي لا يناسبها، إذ إنها اعتادت على التدخل في شؤون لا تعنيها وجر حلفائها إلى الحرب والدمار والعزلة الدولية.
وفي اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية خرج وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي مساء أمس بتصريح وقح ومتطاول استفز معظم اللبنانيين.
إذ تكهّن عراقجي، أنّ خطة نزع سلاح حزب الله والتي أقرتها الحكومة اللبنانية ستفشل، وقال إنّ هذا “السلاح أثبت فعاليته في ساحة المعركة”.
وأضاف عراقجي إنّ “بيان حزب الله “الشديد اللهجة” ردًا على قرار الحكومة اللبنانية يُظهر أنّ الحزب سيصمد”.
كما أشار إلى أنّ “حزب الله قد أعاد تنظيم صفوفه و”قواته” عادت إلى الميدان”، مشدّداً على أن “حزب الله لديه الإمكانات للدفاع عن نفسه”.
وأضاف عراقجي: “الخطوات المقبلة سينتهجها حزب الله “بيده” ونحن نسانده”.
لتنهال بعد تصريحاته المواقف اللبنانية المنددة بهذا التطفل الإيراني على الشؤون اللبنانية، وكان النائب وضاح الصادق أول المعلقين إذ نشر على صفحته على منصة “اكس” التصريح الذي جاء على لسان عراقجي وغرد قائلاً: “ما خصّك”.
بدوره قال النائب ملحم رياشي إنّ “تصريحات إيران بشأن سلاح حزب الله تعد تدخلاً في السيادة اللبنانية.” مضيفاً أنّ “:إيران تريد استغلال لبنان كورقة تفاوضية مع واشنطن”.
وأكد أنّ: “جلسة الحكومة اليوم ستكون إقراراً إضافياً بحصرية السلاح بيد الدولة”.
من جانبه كتب رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميّل على منصة “إكس”: “وزير خارجية إيران آخر من يحق له إعطاء دروس لحكومة لبنان. يهتمّ ببلده ويتركنا نرمّم يلي خرّبه ببلدنا.
وصايتكم انتهت إلى غير رجعة.
هذه التصاريح لا يجب أن تمرّ بعد اليوم.
أتمنى على الصديق وزير الخارجية استدعاء السفير الإيراني غداً كأول خطوة باتجاه طرده.”
كما رأى رئيس حزب “حركة التغيير” المحامي إيلي محفوض في بيان أنه “استكمالًا لمقررات مجلس الوزراء وتدعيماً للمسار السيادي الذي تنتهجه الحكومة وحفاظًا منها على كرامتها الوطنية بات الزاماً قطع العلاقات الديبلوماسية فورًا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
إلى ذلك، طالب رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي إبراهيم مراد، في بيان، “الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف وطني جريء بطرد السفير الإيراني من لبنان فورًا، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني”.
واعتبر مراد أنّ تصريح عراقجي يشكّل تدخّلًا فاضحًا في الشأن اللبناني الداخلي، وإهانة مباشرة لمؤسسات الدولة ولإرادة اللبنانيين الذين يرزحون منذ سنوات تحت وطأة السلاح غير الشرعي والهيمنة الإيرانية المتواصلة عبر وكلائها في الداخل.
وأكد مراد أن الدولة اللبنانية باتت مطالَبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بإثبات أنها دولة ذات سيادة لا تُدار من الخارج، ولا تُملى عليها قراراتها من قُم أو طهران.
وأضاف: “من غير المقبول أن يستمرّ السفير الإيراني في بيروت بممارسة دور الحاكم بأمره، متجاوزًا كل الأعراف الدبلوماسية، في وقت يواصل فيه النظام الإيراني دعم الفوضى والانقسام وتهديد الاستقرار في لبنان والمنطقة”.
وختم مراد بالتأكيد أن “اللبنانيين لن يقبلوا بعد اليوم أن يكون وطنهم منصّة للمشاريع التوسعية أو ورقة تفاوض في يد نظام ديكتاتوري دموي تسبّب في مآسي شعوب المنطقة تحت شعارات كاذبة. لبنان ليس مزرعةً إيرانية، ولا ولايةً تابعة لنظام ولاية الفقيه”.
وفي هذا الإطار، صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان الآتي:
إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية الايراني السيد عباس عراقجي، والتي تناول فيها مسائل لبنانية داخلية لا تعني الجمهورية الإسلامية بأي شكل من الأشكال، هي مرفوضةٌ ومدانة وتشكّل مساساً بسيادة لبنان ووحدته واستقراره، وتعدّ تدخلاً في شؤونه الداخلية وقراراته السيادية.
إن العلاقات بين الدول لا تُبنى الا على أساس الاحترام المتبادل والندّية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام الكامل بقرارات المؤسسات الدستورية الشرعية، ومن غير المقبول على الإطلاق أن توظّف هذه العلاقات لتشجيع أو دعم أطراف داخلية خارج إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها وعلى حسابها.
مواضيع ذات صلة :
![]() السعد: تصريح عراقجي يشكل اعتداءً صريحاً على الحكومة والمؤسسات الدستورية اللبنانية | ![]() لا أفق مسدودًا للحوار مع “الحزب” حول نزع السلاح! | ![]() الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على شبكة الشحن الإيرانية |