بعد موقف الرئيس عون… لاريجاني ينتقد الورقة الأميركية من عين التينة ويوّزع النصائح!

لبنان 13 آب, 2025

اختار الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور علي لاريجاني، أن يصرّح من عين التينة، وذلك بعدما كان الموقف في قصر بعبدا حاسمًا لجهة عدم التدخّل ونزع السلاح.

ويبدو أنّ ما لم يستطع قوله الموفد الإيراني في حضرة فخامة الرئيس عون، عاد وأدلى به بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

وكان الرئيس عون قد أبلغ لاريجاني، بأن “لبنان راغب في التعاون مع ايران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمَيْن على الاحترام المتبادل”، لافتًا إلى أن “اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين غير مساعِدة”.

وأكد الرئيس عون أن “الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب ان تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين”، وشدّد على أن “لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، مسيحيين كانوا أو مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسّساتها الدستورية والأمنية عن حماية كل المكوّنات اللبنانية”.

ولفت الرئيس عون المسؤول الإيراني إلى أنّ “من يمثل الشعب اللبناني هي المؤسّسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، وإذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق مصالحها الكبرى، فهذا شيء طبيعي، لكنّنا نحن في لبنان نسعى إلى تحقيق مصالحنا”.

أضاف: “نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرّة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. إنّ لبنان الذي لا يتدخّل مُطلقًا بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصيّاتها ومنها إيران، لا يرضى بأن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية. وإذا كان عبْر التاريخ اللبناني ثمّة من استقوى بالخارج على الآخر في الداخل، فالجميع دفع الثمن غاليًا، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي أنّه من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء أن يحمل أحد السلاح ويستقوي بالخارج ضد اللبناني الآخر”.

وشدّد الرئيس عون على أن “الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء”، واعتبر أن “أي تحدّيات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحدّيات لجميع اللبنانيين وليس لفريقٍ منهم فقط، ولعلّ أهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين. وهذا ما نعمل له ونأمل أن نلقى التعاون اللازم، لا سيما أننا لن نتردّد في قبول أي مساعدة في هذا الصدد”.

وشكر الرئيس عون الدكتور لاريجاني على “مواساته باستشهاد العسكريين الستة في وادي زبقين، وحمّله تحياته الى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وتمنياته له بالتوفيق وللجمهورية الإسلامية الإيرانية السلام والتقدّم”.

وكان الدكتور لاريجاني استهلّ اللقاء بنقل تحيات الرئيس الإيراني إلى الرئيس عون، مُجدّدًا له الدعوة لزيارة طهران والرغبة في مساعدة لبنان “في مجال إعادة الاعمار”.

وشرح الدكتور لاريجاني موقف بلاده من “الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرّضت لها قبل أشهر”، مشيرًا إلى أنّ بلاده “ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على كل الأصعدة”، منوّهًا بـ”الدور الذي يلعبه الرئيس عون في تمتين الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف داخل الطوائف اللبنانية كافّة ومع جميع مكوّنات الشعب اللبناني”.

وجدّد موقف بلاده لجهة “دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسّسات الدستورية اللبنانية”، لافتًا إلى أنّ بلاده “لا تتدخّل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدليت به لدى وصولي إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”. واقترح “استحداث صندوقٍ لإعادة إعمار المناطق التي تضرّرت نتيجة العدوان الإسرائيلي”، مبديًا استعداد بلاده للمشاركة فيه.

وأكد أن “إيران لا ترغب بحصول أي ذرة خلل في الصداقة أو في العلاقات مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهي راغبة في مساعدة لبنان إذا ما رغبت الحكومة اللبنانية بذلك”، وتمنّى لها النجاح في مسؤولياتها.

وبعد اللقاء مع الرئيس عون، توجّه لاريجاني إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

وقال لاريجاني من عين التينة: “يعتبر لبنان بلدًا صديقًا لنا، ولدينا أفضل العلاقات معه في هذه المرحلة”، مؤكدًا أنّ “وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والازدهار أمر في غاية الأهمية”.

وقال: “سياسة إيران مبنية على أن تكون الدول المستقلة في المنطقة متمكّنة ومقتدرة”، مشدّدًا على أنّ “هذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول لاستسلام دول المنطقة”، ومؤكّدًا أيضًا على “التعاون الودّي والصداقة بين البلدين”.

وشدّد لاريجاني على أنّه “لا ينبغي على الدول توجيه أوامرها من الخارج إلى لبنان، والذي يتدخّل في شؤون لبنان الداخلية هو الذي يزوّدكم بجدولٍ زمنيّ، وأقصد به الورقة الأميركية إلى لبنان”.

أضاف: “لم نأتِ بخطةٍ إلى لبنان كما فعل الأميركيون، ولا نتدخّل في شؤونكم الداخلية باتخاذكم القرار”.

وتابع لاريجاني في تصريحه من عين التينة: “مؤمنون بأنّه من خلال الحوار الودي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة”، مؤكدًا أنّنا “لا ننظر إلى أصدقائنا كأدوات، ومؤمنون بأنّ المقاومة تتمتّع بتفكير عميق وشعور استراتيجي”.

كما شدّد على أنّ “الشعب اللبناني شعب أبيّ ويستطيع اتّخاذ القرار بنفسه”، موجّهًا رسالةً إلى دول المنطقة بالقول: “من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقراراتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات، فيحقّ لأي بلدة وأي دولة تقرير مصيرها وتُخطّط لمستقبلها”.

وحول قضية نزع سلاح المقاومة في لبنان، قال لاريجاني: “المقاومة رأس مال للبنان وللعالم الإسلامي، وعدوّكم هي إسرائيل التي اعتدت عليكم”، مضيفًا: “أعتقد أنّ حزب الله والحكومة اللبنانية يتمتّعان بفهمٍ عميقٍ ودقيقٍ للظروف الحالية”.

كما توجّه بالنصيحة إلى اللبنانيين: “ننصحكم بالحفاظ على المقاومة، وبأن تُقدّروا أصدقاءكم تقديرًا قويًّا”.

وردًّا على إمكانية تدخّل إيران عسكريًّا إلى جانب لبنان في حال أيّ تصعيد إسرائيلي، أجاب لاريجاني: “إذا طلبت الحكومة اللبنانية، فنحن جاهزون طبعًا”.

وتطرّق لاريجاني إلى علاقته بالرئيس برّي، قائلاً: “الأخ نبيه برّي من أصدقائنا القدامى وكُنّا نتواصل حين تولّيتُ منصب رئاسة البرلمان الإيراني، واليوم هو رجل الساحة اللبنانية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us