“إسرائيل مستعدة لحرب جديدة لنزع السلاح”… تفاصيل جديدة تُكشف عن العملية العسكرية الأخيرة ضد الحزب!

لبنان 15 آب, 2025

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” تقريرًا حصريًا بعنوان: “ما وراء الهجوم: كيف هزم قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين حزب الله”، تناول تفاصيل غير معلنة سابقًا عن التحضيرات والعمليات التي قادها اللواء أوري غوردين خلال ولايته في قيادة المنطقة الشمالية.

في 15 أيلول 2024، زارت الصحيفة مقر قيادة المنطقة الشمالية بجيش الدفاع الإسرائيلي، حيث أجرت مقابلات ومحادثات غير رسمية مع عدد من الضباط برتب عميد وعقيد. ما لم يكن بالإمكان الكشف عنه حينها هو أنّ الصحيفة رصدت عن كثب حراكًا غير اعتيادي لآلاف الضباط والجنود، في اجتماعات بدت بوضوح أنها استعدادات لعملية عسكرية كبيرة ضد حزب الله.

ورغم هذه المؤشرات، لم تُسرَّب أي معلومات، وحتى الضباط الذين تحدثوا إلى الصحيفة كانوا يرون أنّ التوصل إلى اتفاق لتجنب التصعيد ما زال أمرًا ممكنًا.

وكانت شخصية القائد العسكري اللواء أوري غوردين عاملًا رئيسيًا في ضبط إيقاع التصعيد، نظرًا لطباعه الهادئة واستعداده لرفع أو خفض وتيرة العمليات في أي لحظة. وبحسب الصحيفة، فقد كان غوردين مستعدًا لإطلاق هجمات نوعية ضد حزب الله في أربع محطات مفصلية: تشرين الأول 2023، أيار 2024، تموز 2024، وأخيرًا أيلول 2024، حيث انطلقت العملية فعليًا.

17 أيلول: البداية الصامتة للهجوم

في الساعة 3:30 عصرًا يوم 17 أيلول 2024، بدأت أجهزة البيجر التي تم تعطيلها مسبقًا بالانفجار داخل مواقع حزب الله. لكن لم يكن هناك احتفال أو إعلان نصر، لأن غوردين رأى في ذلك بداية لمرحلة أكثر حرجًا، تمثّلت في سباق مع الزمن لتدمير ترسانة حزب الله من الصواريخ قبل أن تُستخدم لضرب تل أبيب وحيفا.

“البروفة” التي سبقت المعركة

في أواخر تموز 2024، أطلق حزب الله صواريخ على بلدة مجدل شمس، ما أدى إلى مقتل 12 إسرائيليًا من الطائفة الدرزية وإصابة 42 آخرين. وردّت إسرائيل باغتيال القائد العسكري الأعلى في حزب الله، فؤاد شكر. وأفادت مصادر الصحيفة بأنّ عنصر المفاجأة وتنوّع العمليات التي أربكت التنظيم كانا حاسمَين في نجاح هذه العملية.

كما كشفت الصحيفة أن غوردين كان يدرك أنّ إقصاء شكر سيضع الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في موقف استراتيجي صعب، نظرًا لاعتماده عليه في التخطيط والتكتيك. وقد أدى ذلك إلى بطء في رد فعل نصرالله، وهو ما استغله الجيش الإسرائيلي لاحقًا.

إحباط أكبر هجوم صاروخي في 25 آب

بحسب التقرير، فقد خطط حزب الله لإطلاق ما يصل إلى 1000 صاروخ على إسرائيل في يوم واحد بتاريخ 25 آب 2024، إلا أن جهود غوردين أدت إلى تقليص العدد إلى 210 صواريخ فقط، لم تُسفر عن أضرار تُذكر باستثناء استهداف حظيرة دجاج.

وفي 23 أيلول، قادت القوات الجوية والاستخبارات العسكرية، بإشراف غوردين، هجومًا مكثفًا استهدف 1,525 موقعًا لحزب الله في يوم واحد، ما عزّز ثقة الجيش في قدرته على توجيه ضربات دقيقة ومفاجئة، وذلك بحسب ما نشرت الصحيفة.

الخطط من توقيع غوردين

أكدت الصحيفة أن غوردين لم يكن مجرد منفّذ للقرارات، بل كان العقل المبادر وراء العديد من الخطط، بما في ذلك توقيت الهجوم وطبيعته، وأنه لم يتردد في تقديم مقترحات جريئة داخل المؤسسة الأمنية.

وعلى الرغم من أنّ غزو الجنوب اللبناني أُعلن عنه في 30 أيلول، كشف غوردين في الأول من أكتوبر أن الجيش كان قد نفّذ أكثر من 70 عملية توغل سرية داخل الأراضي اللبنانية قبل الغزو الرسمي، وهو ما ساهم في تحييد مقاومة حزب الله لاحقًا.

حرب استنزاف قبل الاجتياح

استمرت عمليات القصف والتوغلات لأكثر من 11 شهرًا، خلالها أرسل غوردين قوات النخبة لتدمير مواقع وتحصينات حزب الله، ما مهد الطريق أمام اجتياح واجه مقاومة محدودة نسبيًا.

واجه غوردين انتقادات كبيرة من سكان الشمال، الذين اضطروا لمغادرة منازلهم مع اندلاع الحرب، في ظل صمت نسبي من الحكومة التي تركته يتلقى الجزء الأكبر من الانتقادات. ومع ذلك، حافظ غوردين على التزامه بالمستوى السياسي ولم يخرج عن الإطار المؤسسي، ما يجعله مرشحًا لمنصب رفيع مستقبلاً، قد يكون رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أو نائب رئيس الأركان.

ومن المتوقع أن يقضي العام المقبل في دراسات عسكرية أكاديمية، كما فعل رئيس الأركان الحالي إيال زمير في فترة انتقالية مماثلة.

وفي زيارتين أخيرتين إلى لبنان، صرّح غوردين للصحيفة بأن هدفه الدائم هو ضمان الأمن، وليس فقط الحفاظ على الهدوء. وأكد استعداده واستعداد الجيش الإسرائيلي لخوض حرب جديدة مع حزب الله إذا كانت ضرورية لنزع سلاحه وإنهاء التهديد المستمر.

وفي خطاب وداعه، قال غوردين: “احفظوا الأمن، لا الهدوء”، في إشارة إلى أن السلام لا يأتي إلا عبر القوة والردع، وليس عبر التهدئة.

كما أعرب عن اعتذاره لسكان الشمال الذين اضطروا للعيش خارج منازلهم لفترة طويلة بسبب التأخير في التعامل مع تهديدات حزب الله المتزايدة.

ومع تسليم القيادة للواء رافي ميلو، يمكن لغوردين أن يشعر، إضافة إلى إنجازاته في إضعاف قدرات النظام السوري، بأنه ترك الجبهة الشمالية في أكثر حالاتها أمنًا منذ أكثر من عقدين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us