عراقجي يتراجع ويؤكد عدم التدخل بشؤون لبنان.. هل بدأت إيران بخلط أوراقها؟

في تراجع عن موقفه السابق، نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للبنان.
وقال عراقجي في تصريحات صحفية إنّ “تعليقنا على الوضع في لبنان والمقاومة لا يعني التدخل في الشؤون الداخلية للبنان”.
وأضاف: “لا ننوي التدخل في شؤون لبنان الداخلية وحزب الله مستقل تماماً، لكن هذا لا يمنعنا من التعبير عن وجهة نظرنا بشأن السلام في المنطقة”.
وشدد على أنّ “السلام في المنطقة غير مستقر بدون السلاح”.
ويأتي هذا الموقف بعد سلسلة تصريحات إيرانية أثارت الجدل، من بينها تصريح لعراقجي قال فيه إنّ إيران تدعم حليفها حزب الله في قراراته، بعد أن رفض الحزب خطة الحكومة اللبنانية لتجريده من سلاحه، موضحأً أنّ حزب الله “أعاد بناء” قدراته بعد النكسات التي تعرض لها في الحرب مع إسرائيل العام الماضي.
كما قال مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، في تصريح سابق له، إنّ بلاده تعارض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله.
وكان لافتاً في سياق هذه الأجواء “المتشنجة”، وصول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان، حيث التقى الرؤساء الثلاثة أوّل أمس.
وبالرغم مما صرّح به من عين التينة، غير أنّ ما سمعه الموفد الإيراني في بعبدا كان واضحاً لجهة رفض التدخل الإيراني والتشديد على أنّ السلاح سيُنزع لا محالة.
وكان الرئيس جوزاف عون قد أكّد خلال لقائه لاريجاني أنّ “لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمَيْن على الاحترام المتبادل”.
وأوضح أنّ “اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مُساعِدة”.
وقال الرئيس عون إنّ “الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين، فلبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، مسيحيين كانوا أم مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافّة المكوّنات اللبنانية”.
وشدّد الرئيس عون على “رفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتت، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرّة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز”، موضحًا أنّ “لبنان الذي لا يتدخل مُطلقًا بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصيّاتها ومنها إيران، لا يرضى بأن يتدخّل أحد في شؤونه الداخلية”.
وأشار الرئيس إلى أنّ “الجميع دفعوا ثمنًا غاليًا للاستقواء بالخارج على اللبناني الآخر في الداخل، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي أنه من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء حمل السلاح والاستقواء بالخارج”، مؤكّدًا على أنّ “الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء”.
وقال الرئيس عون إنّ “أي تحديات تأتي من الجيش الإسرائيلي أو من غيره، هي تحدّيات لجميع اللبنانيين وليس لفريقٍ منهم فقط، وأهمّ سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين”.
مواضيع ذات صلة :
![]() أدعياء السيادة | ![]() إيران تمارس “التقية”.. ولاريجاني يتحوّل بين بعبدا وعين التينة! | ![]() لاريجاني في بيروت غداً… ورسالة لبنانية حازمة! |