قرار “حصرية السلاح” ينعكس دفعًا عربيًا ودوليًا لدعم لبنان… وإصرارٌ داخليٌ على استعادة سيادة الدولة

لبنان 16 آب, 2025

 

تترقّب الأوساط الداخلية والخارجية انقضاء المهلة المعطاة إلى الجيش اللبناني لتقديم خطته بشأن حصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة اللبنانية.
وتسعى الدول العربية المعنية بالملف اللبناني، بكل الوسائل الدبلوماسية المتاحة لإخراج لبنان من أزمة السلاح التي أصبحت من أولويات المعنيين إضافة إلى بقية الأزمات اللبنانية.

وفي هذا الإطار، تستمر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها أطراف عربية ودولية على الرغم من العقبات المستجدّة على أكثر من صعيد. وتؤكد المعلومات الدبلوماسية لـ”الأنباء” أن موقف رئيسَيْ الجمهورية والحكومة بشأن حصر السلاح بيد الدولة أعطى دفعًا عربيًا ودوليًا للمزيد من احتضان طموحات الدولة اللبنانية، الساعية بحزم لإخراج لبنان مما هو فيه من ازدواجية أمنية وسياسية، أوصلت البلاد إلى حالةٍ من الشلل والمزيد من التخلي الإقليمي بسبب السلاح.

كل المؤشرات تؤكد أن الإرادة اللبنانية والعربية شبه موحدة على أن يعيش لبنان أرضًا وشعبًا ومؤسساتٍ كبقية الدول المستقلة المتعاونة مع الشقيق والصديق. ويرى مراقبون ان ما يحدث الآن، “هو ملامح استنهاض وعودة لبنان إلى ما قبل 1975”.

كما أفادت “الأنباء” الكويتية، نقلًا عن مرجع رسمي كبير، أن رئيسَيْ الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام، وبصورة أكثر خصوصية رئيس الجمهورية، مصرّان على تطبيق قرارات الحكومة، تمهيدًا للوصول إلى أحد أهم العناصر في مقوّمات أي دولة، وهي حصرية السلاح بيد السلطات الأمنية الرسمية، وامتلاك قرار السلم والحرب من دون شريك.

وتؤكد الدوائر الرسمية اللبنانية الحرص على كل المكوّنات وعدم التمييز فيما بينها.
وتتعاطى السلطات الرسمية اللبنانية، وخصوصًا موقعي الرئاستين الأولى والثالثة، بمسؤوليةٍ مع التهديدات الإسرائيلية المغطّاة من المجتمع الدولي. كذلك تقدر الرئاستان الأولى والثالثة حجم الضغوط الهائلة على البلاد، وتدفعان في اتجاه العبور إلى مساحاتٍ آمنةٍ تقوم على تكريس مشروع الدولة وقيام مؤسساتها، وعدم ترك الأمور في يد “دويلة” أقوى من الدولة، أو ما اشتهر به لبنان منذ أواسط ستينيات القرن الماضي “دولة داخل دولة”.

ويتكرّر هنا الكلام عن مبادرةٍ منتظرةٍ من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لإعادة وصل ما انقطع واعتماد سياسة “الأبواب المفتوحة”، والعمل على ترتيب تفاهمات داخلية لا تتناقض والتزامات لبنان الخارجية.

وسيكون الموفد الأميركي توماس باراك، ترافقه مورغان أورتاغوس، أول الواصلين هذا الأسبوع وتحديدًا بعد غد الاثنين، في إطار التحرك الذي تشهده العاصمة بيروت، بعدما أجرى محادثات هامة ومفصلية في العاصمة الفرنسية. واستبَقت إسرائيل الحدث ووضعت شروطها على الطاولة، بالقول إن انسحابها من المواقع الخمسة في الجنوب، لن يتمّ قبل إنهاء موضوع سلاح “حزب الله”. وجاءت هذه المواقف في إطار سلسلة خطوات استفزازية، إن لجهة تجوّل قادة عسكريين في المناطق اللبنانية الحدودية المدمّرة بينهم رئيس الأركان، أو لجهة كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيات وأطماع في لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us