لبنان بين التوتّر الداخلي والحراك الدبلوماسي: ترقّب لنتائج زيارة بارّاك وأورتاغوس!

في خضمّ أزمات سياسية وأمنية متلاحقة، يستعد لبنان لاستقبال زيارة الموفد الأميركي توم باراك يرافقه عدد من المسؤولين، من بينهم مورغان أورتاغوس، في وقتٍ تشهد فيه الساحة الداخلية توتراً متصاعداً إثر قرار الحكومة اللبنانية بتأكيد حصرية السلاح بيد الدولة. وقد جاء ردّ حزب الله، عبر تصريحات أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، رافضاً تسليم السلاح، ما زاد من حدّة الانقسام الداخلي. وفي ظل تصاعد الخطاب السياسي وتحذير قاسم من احتمالات انزلاق البلاد نحو حرب أهلية، يجد لبنان نفسه على مفترق طرق حاسم: إمّا التهدئة وإما الانفجار.
وفي السياق، أفادت معلومات “الأنباء الإلكترونية” بأن المحطة الأولى لباراك وأورتاغوس ستكون قصر بعبدا، حيث يلتقيان برئيس الجمهورية جوزاف عون، ومن ثمَّ الرئيسين نبيه برّي ونواف سلام، إذ ينتظر الرؤساء ما سيحمله الموفدان في جعبتهما خصوصاً وأن لبنان أحرز تقدماً واضحاً وجدياً وهو ما يجب أن يقابل بخطوة مماثلة عبر الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف خروقاته والانسحاب من الأراضي الحدودية.
كما أفادت معلومات صحيفة “الأنباء الكويتية” أنّ الرئاسة اللبنانية ستعرض على الموفد الأميركيّ توماس باراك الذي يصطحب معه مورغان أورتاغوس في زيارته إلى بيروت الاثنين، تحقيق شيء ما من المطالب اللبنانية، خصوصًا بضمان الانسحاب الإسرائيليّ من الأراضي اللبنانية، وضمان أمن الحدود الشمالية مع سوريا. وشدد أحد أعضاء الفريق الرئاسيّ قائلاً: “هذه هواجس لبنان وليس حزب الله وحده، وقد قامت الحكومة اللبنانية بما عليها لجهة تبني الورقة الأميركية واتخذت قراراً غير مسبوق في هذا السياق. والمطلوب الحصول على شيء في المقابل، وفق ما طرحه باراك باعتماد سياسة خطوة مقابل خطوة. وسننتظر ما سيحمله باراك، وما ستسفر عنه الزيارة”. وأقر بوجود احتقان كبير “لا بد من العمل على تخفيفه”.
وفي المقابل، تبقى الأنظار مشدودة للقاء بري – باراك، لعله يفتح الباب أمام تدخله، أي بري، لدى “حزب الله” بتبديد هواجسه، إلا إذا كانت لديه حسابات تتجاوز لبنان إلى إيران لا يستطيع التفلُّت منها.
وفي هذا السياق، كشف مصدر في الثنائي الشيعي لـ”الشرق الأوسط” أنّ إنجاح مهمة بري يقع على عاتق بارّاك، بالتزامه بالضمانات التي وردت في ورقته الأولى للرؤساء الثلاثة، التي خلت منها ورقته الثانية، وهذا ما تناقله زوار بري عنه بقوله إن “الورقة الثانية التي تسلمتُها منه، هي بخلاف ورقته الأولى لشطبه الضمانات الأميركية – الفرنسية التي يُجمع عليها الرؤساء؛ بإلزام إسرائيل بوقف النار، وانسحابها من الجنوب، بالتلازم مع تطبيق حصرية السلاح الذي يتيح للبنان سيطرته على جميع أراضيه”.
وقد أشار مصدر سياسي متابع لـ “نداء الوطن” إلى أنّ نتائج زيارة باراك وأورتاغوس قد تكون إيجابية، خصوصًا بعدما أظهرت الدولة اللبنانية جديتها في خطة حصر السلاح، وتمسّكها في استكمالها حتى النهاية، رغم كل التحديات التي تواجهها والعراقيل التي تعترضها. وسيستمع الطرف اللبناني إلى الأفكار الأميركية الجديدة، خصوصًا في ما يتعلق بالجهود الرامية لوقف الخروقات الإسرائيلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط التي يتمركز فيها.