وسط تحذيرات من موسم كارثيّ واستنفار فرق الإطفاء… موجة حرّ وحرائق تمتدّ من الشمال إلى الجنوب!

في ظلّ التغيّرات المناخية المتسارعة التي يشهدها لبنان والمنطقة، تتصاعد المخاوف من تفاقم الكوارث البيئية، مع تسجيل ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة ترافقَت مع اندلاع سلسلة من الحرائق في مناطق لبنانية متعدّدة.
فقد اندلع حريق ضخم في منطقة عين بونجم الواقعة بين قضاءَيْ جزين والشوف، ما أدّى إلى التهام مساحات شاسعة من الأشجار الحرجية. ومع اشتداد الرياح، اتّسعت رقعة النيران لتصل إلى أطراف بلدة نيحا في الشوف، حيث تسعى فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني إلى احتواء الحريق ومنع انتشاره.
وفي منطقة جسر الخردلي، على ضفاف نهر الليطاني، اندلع حريق آخر، بعد ظهر السبت، وسرعان ما امتدّ نحو أطراف بلدة دير ميماس بفعل الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة. واستجابت فرق الدفاع المدني من مراكز القليعة، جديدة مرجعيون، الخيام، والنبطية، بالإضافة إلى فرق الهيئة الصحية الإسلامية، وعملت لأكثر من ثلاث ساعات في محاولةٍ للسيطرة على الحريق ومنع توسّعه.
بالتوازي، تمكّنت فرق الإطفاء من إخماد حريق كبير اندلع أمس في خراج بلدة بشعلة في جرود البترون، وامتدّ حتى مشارف بلدة دوما. وقد استمرّت عمليات الإطفاء لساعاتٍ طويلةٍ بمساندة طوّافات الجيش اللبناني.
أمّا في شمال البلاد، فقد شهدت الأيام الماضية انخفاضًا ملحوظًا في عدد الحرائق التي كانت قد اشتعلت في مناطق جبلية عدّة من عكار، لا سيما في القبيات، عكار العتيقة، والقموعة. وتمكّنت فرق الدفاع المدني، بمؤازرة من الجيش ومتطوّعين من منظمات مدنية وبالتعاون مع البلديات، من السيطرة على النيران والاستمرار في مراقبة المناطق المتضررة ليلًا.
ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه موجة الحر بالانحسار، ممّا خفّف الضغط بشكلٍ نسبيّ عن فرق الإطفاء العاملة على الأرض.
وفي الجنوب، أُفيد عن حريقٍ جديدٍ في بلدة كفركلا الحدودية، وسط دعوات شعبية إلى فتح تحقيقات رسمية لكشف ملابسات التوقيت المُتزامن لاندلاع الحرائق في مختلف المناطق اللبنانية.
وفي ضوء هذه التطورات، دُعيَت الجهات المختصة إلى تعزيز الجاهزية وتكثيف التنسيق بين الوزارات والأجهزة المعنية، خاصةً أن المؤشرات تدلّ على دخول البلاد في موسم حرائق مبكّر وخطير.