الراعي: لا سلاح إلا سلاح الدولة… وحملات التحريض لن تُسكت بكركي!

لبنان 20 آب, 2025

لا تزال الخطابات الوطنية والسيادية تثير استياء بعض الأطراف التي تعارض مفهوم السيادة الكاملة للدولة. فتصريح غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي دعا فيه إلى تسليم “حزب الله” سلاحه إلى الدولة اللبنانية تنفيذًا للدستور، قوبل بردود فعل مستفزة من قبل أصحاب المواقف المناهضة لهذه الدعوة، مما يعكس مدى تعقيد المشهد السياسي في لبنان والصراعات المستمرة حول مفهوم السيادة الوطنية.

كما أنه في المقابل، توالت الإدانات والاستنكارات لهذه الحملة، مع تأكيد العديد من الفاعلين على أهمية احترام الخطابات الوطنية والسيادية التي تهدف إلى تعزيز وحدة الدولة وسيادتها، ودعوتهم إلى تجاوز الانقسامات السياسية والعمل على تطبيق الدستور بشكل كامل.

في السياق، أدان “المجلس العام الماروني” برئاسة المهندس ميشال متّى في بيان، “ما تعرّض له البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من إساءات رخيصة صدرت عن أصوات مأجورة اعتادت التعرّض لمقاماتنا الروحية والوطنية”.

ورأى أن “هذه الحملة المسمومة لن تنال من مكانة سيد بكركي الذي يبقى الضمير الحي للبنان، وحامي ثوابته التاريخية والكيانية وكل مساس بشخصه إنما هو اعتداء على جميع الموارنة، بل على كل لبناني حرّ مؤمن بالسيادة والكرامة الوطنية”.

وإذ رفض المجلس أن “تمرّ هذه الإساءات من دون محاسبة”،  دعا “السلطات المتخصصة إلى التحرّك الفوري وملاحقة المسيئين، وإنزال أشدّ العقوبات بهم، لأنّ التهاون في مثل هذه القضايا يشكّل تشجيعا على الانحدار الأخلاقي والوطني”.

وأكد أنّ “البطريرك الراعي، بمواقفه الجريئة وصوته الحر يعبّر عن ضمير الأمة، واستهدافه لن يزيده إلا تمسكاً برسالته وإصراراً على الدفاع عن لبنان الرسالة والدور”.

بدوره، أعرب المركز الكاثوليكي للإعلام عن استغرابه “للحملة الشعواء على غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمجرد حديثه عن وجوب أن يسلّم “حزب الله” سلاحه إلى الدولة اللبنانية، تطبيقًا للدستور.”

وأسف المركز لتحوير مواقف البطريرك ومصادرة تضحيات جميع اللبنانيين من كل الطوائف الذين سئموا احتكار البعض للبطولات والتضحيات وتوزيع الشهادات الوطنية وتخوين الآخرين المختلفين في الرأي والتوجهات السياسية وخصوصاً إذا عبّروا عن رأيهم برفض الحرب”.

كما أيد المركز مواقف البطريرك الراعي الوطنية المجردة من أي مصلحة خاصة والتي ليست بحاجة لشهادة من أحد مهما علا شأنه، مؤكداً أن لا أحد يريد الذهاب إلى اسرائيل، أما من لا يؤمن بالدولة اللبنانية وبالجيش الواحد وبالسلاح الواحد فهذا شأنه، فلبنان إما يكون وطناً نهائياً لجميع أبنائه أو لا يكون، وولاء اللبنانيين إما يكون للبنان أو لا يكون، ويكفي التبجح بالسلاح والادعاء المتواصل عن استعادة لبنان وكرامته وتجاهل ما دفعه اللبنانيون من مختلف الطوائف دفاعاً عن سيادة لبنان وحريته واستقلاله. فليعُد الجميع إلى كنف الدولة ولتتوقف التهديدات وسياسة التخوين والإصرار على قطع الجسور مع بقية اللبنانيين”.

وختم بالتأكيد “أن الصرح البطريركي في بكركي لم يتوان يوماً عن الوقوف إلى جانب المكوّنات اللبنانية في مُصابها ولا سيما الطائفة الشيعية، ولطالما فتح أبوابه لعقد قمم روحية كلما شُنّت حرب على الجنوب، ويكفي التذكير بما صدر عن آخر قمة روحية في 16 تشرين الأول 2024 ودعوتها إلى وقف إطلاق النار وإدانة المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق لبنان، والتأكيد على وحدة اللبنانيين وضرورة احتضان بعضهم لبعضهم الآخر وكيفية استضافة اللبنانيين لإخوتهم النازحين وتقديم واجب العناية والرعاية لهم، وبالتالي من غير الجائز التحامل على القمم الروحية والادعاء أنها تنتصر للصهيونية وللنيل من سلاح طائفة”.

من جهتها، استنكرت الجبهة المسيحية “بأشد العبارات الحملة الوقحة التي شنّها إعلامي قناة المنار المدعو سهيل دياب، والتي تطاولت على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأبشع النعوت، في إساءة مباشرة إلى رأس الكنيسة المارونية وإلى كل مسيحي ولبناني حر”.

ورفضت الجبهة البيان الأخير للمفتي أحمد قبلان، الذي حوّل منبره الديني إلى بوق ميليشياوي، محاولًا إضفاء القداسة على سلاح “حزب الله” و”أمل”، ومتجرّئًا على مقام البطريركية المارونية، التي أُعطي لها مجد لبنان، في محاولة لإسكات صوتها السيادي والوطني.

وقالت إن “موقف البطريرك الراعي الأخير، الذي أكد على شرعية الجيش اللبناني وحده كضامن لأمن اللبنانيين، وفضح مزاعم “المقاومة” التي باتت مجرد شعارات فارغة، ورفض التدخل الإيراني في شؤون لبنان، يُعد موقفاً وطنياً صادقاً، وموقفاً يحمي السلم الأهلي، ويعكس إرادة أبناء الطائفة الشيعية وغيرهم من اللبنانيين للعيش بسلام بعيدًا عن مشاريع الحرب والفتنة”.

وشددت على أن “هذه الوقاحة لم تعد مواقف فردية، بل نهج منظم من دويلة السلاح وأبواقها، يهدف إلى إخضاع اللبنانيين وتدجين مؤسسات الدولة والمرجعيات الروحية، خدمةً لمشروع خارجي لا صلة له بلبنان وهويته”.

وأكدت الجبهة المسيحية أنّ “بكركي خط أحمر وصخرة لبنان الوطنية التي لن تهزها لا بيانات ميليشيوية ولا أبواق مأجورة”.

وأضافت أنّ “من أعطي له مجد لبنان هو سيد بكركي، لا حسن نصرالله ولا نبيه بري ولا أبواقهم”.

وتابعت أنّ “أي مسّ بمقام البطريركية أو بموقف البطريرك الراعي هو إعلان حرب على هوية لبنان وكيانه الحر”.

ودعت الجبهة المسيحية كل القوى السيادية والمسيحيين الأحرار إلى التحرك الميداني والمدني دفاعًا عن البطريرك الراعي وبكركي، حمايةً لمقامات الكنيسة والمقدسات الوطنية، والتأكيد على سيادة لبنان وحرية الشعب اللبناني. كما تحمّل الدولة ورئيسها وحكومتها مسؤولية وضع حدّ لخطاب التحريض الذي يهدد السلم الأهلي ويضرب ركائز العيش المشترك.

واستكملت أن “لبنان لن يُحكم بفتاوى السلاح ولا بشتائم الأبواق. لبنان وطن سيادة وحرية، وبكركي ستبقى صخرة الحق التي تتحطم عليها أوهام الدويلة وأبواقها”.

وختمت: “المجد للبطريرك، المجد لبكركي، المجد للبنان الحرّ السيّد المستقل”.

بدوره، كتب النائب زياد الحواط عبر منصة “اكس”:”موقف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي عن وجوب تسليم حزب الله سلاحه إلى الدولة يعبّر عن رأي الغالبية الساحقة من اللبنانيين، وينسجم مع المواقف الوطنية التاريخية لبكركي ، التي لا تتلقّى دروساً في الوطنية ، هي التي أعطيت مجد لبنان . نكران الواقع والتهديد والوعيد لن يغيّر الوقائع” .

وختم:”مشروع إرساء الدولة يسير إلى الأمام ، والسلاح غير الشرعي سيُسلّم حتماً وقريباً” .

الراعي: انسحاب إسرائيل سيسهل نزع سلاح حزب الله

وبالعودة إلى حديث البطريرك بشارة بطرس الراعي، فقد أكد أن انسحاب إسرائيل من لبنان سيسهل نزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أنّ هناك إجماعاً لبنانياً حاسماً على تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، وأن قرار الحكومة اللبنانية واضح بحصر كل سلاح غير قانوني.

وقال في مقابلة مع “العربية/الحدث”، “كلام الأمين العام لحزب الله مزايدة ولا وجود لحرب أهلية”، مشيراً إلى أنّ المطلوب من حزب الله تسليم سلاحه للدولة اللبنانية.

كما تابع “المقاومة ليست خضوعاً لإملاءات إيران”، مبيناً أن حزب الله كان مخترقاً داخلياً وجرد المقاومة من مفهومها الحقيقي، حسب تعبيره.

كذلك، وجه الراعي رسالة إلى الحزب اللبناني قائلاً “رسالتي إلى حزب الله.. أعلن ولاءك النهائي للبنان”.

ووصف الراعي تدخل إيران في الشأن اللبناني بأنه “سافر”، وقال: “أبناء الطائفة الشيعية سئموا الحرب ويريدون العيش بسلام”.

كما تحدث البطريرك الماروني عن تلقيه دعوة من طهران، لكنه أوضح أنّ الأوضاع الحالية لا تسمح بالزيارة.

إلى ذلك، طالب بشارة الراعي، الأمم المتحدة بتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، وقال “لا أحد يريد الحرب”.

وبين في حديثه أن العيش المشترك هو ما يميز لبنان ومنصوص عليه في الدستور.

كما قال “على حزب الله الاقتناع بأن الجيش يحمي اللبنانيين دون تمييز”.

وحول حرب غزة، قال الراعي إن حرب إسناد غزة التي بدأها حزب الله أتت بالخراب على أبناء لبنان.

كما أردف “لا مانع من السلام مع إسرائيل مستقبلاً عندما تكون الظروف مناسبة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us