“حفاظًا على وحدة لبنان”… تواصُل الإدانات والدفاع عن مواقف البطريرك الراعي

لبنان 21 آب, 2025

تتواصل الإدانات والاستنكارات دفاعًا عن غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي طالب بتسليم “حزب الله” سلاحه للدولة اللبنانية تنفيذًا للدستور. وجاءت هذه الدعوات وسط حملات هجوم مستمرّة عليه، مع التأكيد على أن مواقفه الوطنية تعكس حرصه الكبير على وحدة لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره.

في هذا السياق، صدر عن “المجلس التنفيذي للرابطة المارونية” برئاسة المهندس مارون الحلو البيان الآتي: “تستنكر الرابطة المارونية ما صدر من كلام غير مقبول في حق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الرمز الروحي والوطني اللبناني الكبير، الذي تنبع مواقفه من الحرص الدائم على لبنان دولة المؤسّسات والقيم التي يتساوى تحت سقف دستورها وقوانينها جميع اللبنانيين.
وتعتبر الرابطة أنّ أي إساءة بحقّ بكركي، هي إساءة بحقّ كل لبنان، بجميع طوائفه ورموزه، وهي مرفوضة بكل المقاييس، وتستوجب الاعتذار عنها وعدم تكرارها، لأنّه وإنّ كان الاختلاف بالرأي حقّ، فإنّ التهويل والتخوين غير محقّ، لا بل يصل إلى مستوى الخطيئة عندما يمسّ بشخص وحضور قامة لبنانية كبيرة، هي البطريرك الماروني.
وترى الرابطة أنّ موقف البطريرك يحظى بتأييد وطني، وهو يمثّل رأي غالبية اللبنانيين ويأتي في سياق المسار التاريخي للبطريركية المارونية التي كانت في أساس تكوين الدولة وديمومتها.
وتدعو الرابطة إلى الارتقاء إلى مستوى التحدّيات والمخاطر المحيطة بلبنان في هذا المنعطف التاريخي. وبدل الانجرار في الموجة التفتيتيّة والعصبيّة البدائيّة غير الجديرتين بالشعب اللبناني، حري باللبنانيين الالتفاف حول دولتهم ودعمها لتمكينها من حماية جميع أبنائها”.

بدورِها، استنكرت رئيسة “المؤسسة المارونية للانتشار” روز شويري وأعضاء مجلس أمنائها، “ما ورد في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية من افتراءات ومغالطات تمسّ مقام غبطة البطريرك وتتنافى مع الحقيقة والواقع”.
وقالت في بيان: “إن غبطة البطريرك بما يمثّله من قيمة روحية ووطنية، كان ولا يزال مثالًا للحكمة والرؤية السديدة، وصوتًا جامعًا في أحلك الظروف. ومواقفه الوطنية الراسخة، التي تنطلق من حرصه على وحدة الوطن وسلامة أبنائه، لا يمكن أن تُشوَّه بمحاولاتٍ يائسةٍ هدفها بثّ الفتنة والتشويش على الحقائق”.
وأكدت أن “موقف البطريرك يحظى بتأييد وطني جامع، وأنّ أي إساءة تُوجّه إلى غبطته، هي إساءة لموقع ديني ووطني لطالما كان منارةً للحوار والتلاقي، وترفض بشكلٍ قاطعٍ الزجّ باسمه في حملات مشبوهة لا تخدم إلا الانقسام. كما أن مواقفه الوطنية والمخلصة، لا تحتاج إلى شهود فالمسار المسيحي والماروني والطائفي الذي يؤمن بالحياد وسيادة الدولة لا يُسجل عليه خيانة، بل فعل سيادي بامتياز”.
وختمت داعيةً إلى “الابتعاد عن التشويه والتضليل، وخصوصًا حين يتعلق الأمر بقيادات روحية ووطنية لها وزنها وثقلها في ضمير الشعب. حفظ الله غبطة البطريرك، وأطال في عمره، سندًا ومرشدًا، ودامت كلمته صوت حقّ ووحدة”.

من جهته، قال الرئيس العماد ميشال سليمان في تصريح: “ليت الذين يتعرّضون اليوم للبطريرك الراعي، مباشرةً أو مداورةً بسبب مواقفه، كانوا قد أيّدوا في الأمس نداءه إلى اعتماد الحياد الإيجابي، لكانوا حافظوا على مقوّمات الصمود اللبناني، ولم يوفّروا لإسرائيل الذريعة للقتل والتدمير واحتلال النقاط الخمس وسواها”.
أضاف: “الاعتراف بالخطأ فضيلة، والرجوع عنه بطولة. إنّ البطريرك ولبنان صنوان لا يفترقان”.

في إطارٍ متصلٍ، استقبل البطريرك في الديمان وزيرة ملبورن الأسترالية السابقة مارلين كيروز اللبنانية الأصل مع والدها وبعض أفراد العائلة.
وقد أعربت كيروز عن “تقديرها وتأييدها لمواقفه الوطنية” ووجّهت له الشكر على كلّ التحرّكات التي يقوم بها من أجل خلاص لبنان، ونقلت له محبة وتقدير اللبنانيين في أستراليا لشخصه وتأييدهم لمواقفه الوطنية الحكيمة. وتمنّت له دوام الصحة، مؤكدةً أن “قدّيسي لبنان وغبطته هم الضمانة والذخيرة التي تحفظ لبنان”.

بعدها استقبل البطريرك الراعي الأب شربل بو عبود مدير المعهد الأنطوني الفني في الدكوانة مع وفد من الإداريين والمدير العام للرهبنة بشارة إيليا والكاتب بسام بو فاضل، وعرض معهم نشاطات المعهد.
وأثنى الآباء على مواقف البطريرك الأخيرة وتمنّوا له الصحة والعمر الطويل، كما قدّم الكاتب بوفاضل للبطريرك مجموعةً من الكتب التي تتضمّن تاريخ الموارنة في لبنان والشرق.

ومن زوار الديمان أيضًا رئيس بلدية الميناء عبد الله كبارة والناشط الاجتماعي سيمون سعادة. وقد أثنى كبارة على مواقف البطريرك الوطنية، وأعرب عن “سعادته باللقاء الذي تمّ خلاله عرض مجمل الأوضاع المحلية لا سيما أوضاع البلديات”، وأمل أن يتمكن من لقائه ثانية قبل نهاية الصيف ومغادرته الديمان.

واستقبل البطريرك الراعي ظهرًا وفد عائلة جان ساسين، بحضور القيم البطريركي الخوري طوني الآغا، التي أعربت عن محبتها وتقديرها للبطريرك، متمنيةً له “دوام الصحة ليتمكّن بصلواته وبركته وحكمته من إيصال لبنان إلى برّ الأمان”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us