من تسليم السلاح الفلسطيني إلى خطة نزع سلاح “الحزب”… حصرية السلاح تدخل مرحلة التنفيذ وسط تقاطع داخلي ودولي

بدأت ملامح تطبيق قرار “حصر السلاح بيد الدولة” تتبلور ميدانيًا، مع انطلاق الجيش اللبناني في تسلّم دفعة أولى من السلاح في مخيم برج البراجنة، في خطوةٍ وصفت بأنها اختبار جديّ لمسار طويل نحو بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وبينما تباينت الآراء حول حجم ودلالات الخطوة، تقاطعت التطوّرات المحلية مع تحرّكات إقليمية ودولية لافتة، كشف عنها موقع “أكسيوس”، تشير إلى اتصالات أميركية – إسرائيلية لدفع خطة نزع سلاح “حزب الله” مقابل انسحابات إسرائيلية تدريجية من الجنوب اللبناني.
وفي التفاصيل، برز إلى الواجهة أمس البدء بتسلّم الجيش اللبناني السلاح من المخيمات الفلسطينية، بدءًا من مخيم برج البراجنة، على أن تشمل هذه العملية تباعًا بقية المخيمات، ما طرح علامات استفهام حول توقيتها.
وقد أفاد موقع “أكسيوس”، بأنّ باراك “يناقش مع الحكومة الإسرائيلية خطوات موازية لنزع سلاح “حزب الله” لافتًا إلى أنّ “خطة واشنطن تشمل وقفًا موقتًا للغارات وانسحابًا تدريجيًا من 5 مواقع مقابل خطوات عملية من الحكومة اللبنانية”.
وكشف “أكسيوس” نقلًا عن مصدرَيْن مطّلعَيْن، أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلبت من “إسرائيل” تقليص عملياتها العسكرية غير العاجلة في لبنان، وذلك دعمًا لقرار الحكومة اللبنانية بدء عملية نزع سلاح “حزب الله”.
وقال أحد المصادر إنّ تقدمًا أُحرز ولكن لم يتمّ اتخاذ قرارات نهائية. والإسرائيليون لم يرفضوا طلب ترامب، وهم مستعدّون لإعطاء الأمر فرصة.
وأشار الموقع إلى أنّ هذا الطلب الأميركي جاء عقب قرار غير مسبوق لمجلس الوزراء اللبناني، يقضي بالإعداد لنزع سلاح الحزب، وهو قرار تمّ اتخاذه تحت ضغط وإلحاح مباشر من الولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، ذكر “أكسيوس” أنّ المبعوث الأميركي إلى المنطقة اقترح على “إسرائيل” تنفيذ انسحاب تدريجي من خمسة مواقع تتمركز فيها في جنوب لبنان، كجزء من خطوات تعزيز الاستقرار وتسهيل العملية السياسية الجارية.
وأضافت المصادر لـ”أكسيوس”، أنّ الخطة الأميركية تتضمن إنشاء “منطقة اقتصادية باسم ترامب” في أجزاء من جنوب لبنان المحاذية للحدود مع إسرائيل، ووافقت السعودية وقطر مسبقًا على الاستثمار في إعادة إعمار هذه المناطق بعد اكتمال الانسحاب الإسرائيلي.
دعم رسمي وترحيب دولي يقابله تحفظ فصائلي
في غضون ذلك، انقسمت الآراء حول دلالات تسليم كمية من السلاح الفلسطيني في مخيم برج البراجنة إلى الجيش، إذ اعتبرت أوساط “فتحاوية” ولبنانية أنّ ما حصل “يشكّل انطلاقةً فعليةً لمسار تسليم السلاح الفلسطيني في مخيمات لبنان بدءًا من مخيم برج البراجنة، تطبيقًا للاتفاق الذي تمّ بين الرئيسين جوزاف عون ومحمود عباس”. ودعت هذه الأوساط عبر صحيفة “الجمهورية” إلى “عدم التقليل من أهمية بدء تسليم السلاح ولو كانت الدفعة الأولى غير كبيرة”، مشيرةً إلى “أنّ المهمّ في الأمر يتمثّل في الرسالة السياسية التي تحملها الشاحنة الأولى التي تسلّمها الجيش وفحواها أنّ المخيمات بدأت رحلة العودة إلى كنف الشرعية اللبنانية”.
في المقابل، دعت جهات فلسطينية أخرى إلى “عدم تضخيم ما جرى في مخيم برج البراجنة، وتفادي تحميله أبعادًا لا يحتملها. وهذا ما عكسه بيان صادر عن “الفصائل الفلسطينية في لبنان”، أكّد فيه بشكل قاطع أنّ ما يجري داخل مخيم برج البراجنة هو شأن تنظيمي داخلي يخصّ حركة “فتح”، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات، مشدّدًا على “أنّ سلاحنا باقٍ ما بقي الاحتلال جاثمًا على أرض فلسطين، ولن يُستخدم إلّا في إطار مواجهة العدو حتى يتحقّق لشعبنا حقه في العودة والحرّية وإقامة دولته المستقلة على أرضه”.
وتعليقًا على عملية سحب السلاح الفلسطيني، قال رئيس الحكومة نوّاف سلام: “أرحّب بانطلاق عملية تسليم السلاح الفلسطيني التي بدأت اليوم (أمس) في مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث جرى تسليم دفعة أولى من السلاح ووضعها في عهدة الجيش اللبناني، على أن تُستكمل هذه العملية بتسليم دفعات أخرى في الأسابيع المقبلة من مخيم برج البراجنة وبقية المخيمات”.
بدورِه، الموفد الأميركي توم باراك كتب على منصة “إكس”: “تهانينا للحكومة اللبنانية وحركة “فتح” على اتفاقهما بشأن نزع السلاح الطوعي في مخيمات بيروت، إنجاز عظيم نتيجة للعمل الجريء الذي قامت به الحكومة اللبنانية أخيرًا. خطوة تاريخية نحو الوحدة والاستقرار، تُظهر الالتزام الحقيقي بالسلام والتعاون”.
من جانبه، كتب النائب نديم الجميل عبر حسابه “إكس”: “رحم الله شهداءنا الذين قدّموا أرواحهم بوجه شعارات كاذبة باسم “طريق القدس”.
وأضاف: “الطريق لم تمرّ، ولم تتحقّق… واليوم الحقيقة واحدة: السلاح سيُسحب، وبدأ ذلك في مخيم البرج”.
في حين كتب النائب سيمون أبي رميا، عبر منصة “إكس”: “الفلسطينيون يُسلّمون الدفعة الأولى من السلاح في مخيم برج البراجنة إلى الجيش اللبناني… خطوة مفصليّة تعكس إرادةً مشتركةً وتؤسّس لبسط سلطة الدولة وحصر السلاح في يدها”.
مواضيع ذات صلة :
![]() سلام يرحّب ببدء تسليم السلاح الفلسطيني | ![]() المرحلة الأولى من تسليم السلاح الفلسطيني انطلقت.. “آليات محملة بالذخائر خرجت من المخيم” والفصائل تنفي! | ![]() الجيش يتسلّم شاحنة محملة بالسلاح الفلسطيني (فيديو) |