لبنان ينتظر الردّ الإسرائيلي والموقف السوري من “ورقة باراك”… واستكمالٌ لنزع السلاح الفلسطيني

لبنان 23 آب, 2025

 

يترقّب لبنان ردّ إسرائيل على الورقة التي توافقت عليها مع الجانب اللبناني عقب التحرك الذي يقوم به الموفدان الأميركيان توم باراك ومورغان أورتاغوس بين لبنان وإسرائيل، خصوصًا بعد زيارتهما الأخيرة لبيروت.

الموقف السوري من الورقة
ولا ينحصر الترقّب الرسمي اللبناني في الموقف الإسرائيلي من “الورقة اللبنانية” لتثبيت وقف النار وحصر السلاح بيد الدولة وترسيم الحدود، والتي أقرّت أهدافها الحكومة في السابع من آب الماضي، إنّما يتعدّاه بانتظار موقف سوري رسمي من هذه الورقة التي لحظت فصلَيْن من أصل ثلاثة مرتبطة ببيروت ودمشق:
– الأول تضمّن مبادرةً لترسيم وتحديد الحدود البرية والبحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة للدولتين، بعد تشكيل لجنة ثلاثيّة تضم ممثلين عن لبنان وسوريا وخبراء خرائط من الأمم المتحدة، بمساعدة الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية.
– والثاني تضمّن تحركًا مشتركًا لمكافحة الاتجار بالمخدرات من خلال إطلاق آلية لبنانية – سورية مشتركة تُشرف على العمليات الهادفة إلى تفكيك ممرات التهريب.
وقال مصدر حكومي لـ”الشرق الأوسط” إنّ “لبنان الرسمي لم يتبلّغ حتى الساعة بأي موقف سوري رسمي بخصوص الورقة الأميركية”، لافتًا إلى أنّ رئيس الجمهورية جوزاف عون أبلغ المبعوث الأميركي توم باراك خلال لقائهما الأخير بضرورة الحصول على أجوبة من دمشق تمامًا كما من إسرائيل، وقد “أخذ باراك الموضوع على عاتقه”.

وينحصر راهنًا التواصل اللبناني – السوري على القنوات الأمنية والعسكرية. ومن المرتقب، بحسب المصدر، أن يزور وفد رسمي سوري لبنان الأسبوع المقبل للبتّ بالملفات العالقة بين البلدين، وأبرزها إلى جانب ما تضمّنته الورقة بموضوع الترسيم ومكافحة تهريب المخدرات، ملفا النازحين والموقوفين السوريين، علمًا أن دمشق لم تُعيّن حتى الساعة سفيرًا جديدًا لها لدى لبنان.

باراك وأورتاغوس في بيروت مجدّدًا
وأفادت في هذا السياق معلومات أن باراك وأورتاغوس سيعودان إلى بيروت الاثنين المقبل حيث سيلتقيان مساء عددًا من الوزراء والنواب في عشاء في وسط بيروت ثم يعقدان الثلاثاء لقاءات مع الرؤساء الثلاثة، وأشارت هذه المعلومات إلى أن باراك سيحاول انتزاع موافقة إسرائيل على وقف الأعمال العسكرية والاغتيالات لفترة أسبوعَيْن والانسحاب من نقطة لبنانية من بين النقاط الخمس لتسير الخطة بعدها خطوة بخطوة.

وتضاربت المعلومات في هذا الشأن إذ إن تقارير إعلامية أفادت بأن الردّ الإسرائيلي على ورقة الموفد الأميركي توم باراك يُسقط الورقة لأن الردّ جاء بالموافقة على بعض بنودها ورفض بعضها الآخر بشكل يُسقطها في خلاصة المفاوضات.

وأضافت أنّ ما وافق عليه الجانب الإسرائيلي مبدئيًا هو وقف تدريجي للغارات والاغتيالات إضافة إلى الانسحاب التدريجي من بعض النقاط والانتهاء من ملف الأسرى، لكنّ الإسرائيلي طلب أن يكون الشريط الحدودي من القرى المدمرة غير مأهول بالسكان على أن تكون المنطقة اقتصادية بمعنى إنشاء معامل ومصانع تابعة للدولة اللبنانية، وتكون فاصلةً بين القرى اللبنانية المأهولة والجانب الإسرائيلي، بمعنى آخر أن تكون المنطقة العازلة صناعية وخالية من السكان.
وأشارت إلى أنّ التوغّلات الإسرائيلية على الحدود وفي المناطق المحتلة تصب في إطار تكريس هذه المنطقة العازلة.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال لقائه عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود على رأس وفد، أهمية التجديد لقوات “اليونيفيل” في الجنوب إلى حين تطبيق القرار 1701 كاملاً، بما يشمل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال موجودة فيها وإعادة الأسرى، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود المعترف بها دولياً.
كما شدّد الرئيس عون خلال لقائه الوفد الأميركي، على أنّ لبنان بانتظار ما سيحمله السفير توم باراك والسيدة مورغان أورتاغوس من رد إسرائيلي على ورقة المقترحات، مؤكداً أن لبنان لم يتبلغ رسمياً أي شيء ممّا تم تداوله في الإعلام حول نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب.
من جهته، هنأ عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود الرئيس عون على قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً جهوزية الإدارة الأميركية لدعم لبنان في مسعاه لتحقيق الاستقرار والنهوض الاقتصادي.

رفض حزب الله
في المقابل، بقي السؤال الذي يحيّر الأوساط المتابعة إلى أين يمكن أن يمضي التباين الحادّ بين الحكومة والثنائي الشيعي، خاصةً حزب الله.
ولدى سؤالها عن موقف “حزب الله” في ضوء لقاء رحال – رعد، قالت إنّها ما زالت تراهن على أن يُعيد النظر بموقفه، وإن كان لا شيء يوحي حتّى الساعة باستعداده لتغييره بإصراره على تمسّكه بالاتفاق الأول لوقف النار، وامتناعه عن الدخول في نقاش يتناول الاتفاق الثاني الذي تمّ تعديله.
وأكدت المصادر أنّ الحزب برفضه تسليم سلاحه وحصر موقفه بتنفيذ الاتفاق الأول بذريعة أنه – أي سلاحه – شأن داخلي لا علاقة للوسيط الأميركي به، على أن يُبحث لاحقًا في إطار مناقشة استراتيجية أمن وطني للبنان ركّز عليها عون في خطاب القسَم، سيُبدي في المقابل كل مرونة وانفتاح حيال الأفكار التي ستُطرح للتوصل إلى صيغةٍ مشتركةٍ للاستراتيجية الدفاعية للبنان.

استكمال جمع السلاح الفلسطيني
على صعيد متصل، فإنّ جمع السلاح الفلسطيني من المخيمات، والذي بدأت انطلاقته الأولى من مخيم برج البراجنة، وقوبل بترحيب من باراك، لن يتوقّف، كما قال مصدر وزاري بارز لـ”الشرق الأوسط”، وسيُتابع جمعه من المخيم الثلاثاء المقبل بالتوازي مع اتصالات يتحضر لها رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني السفير السابق رامز دمشقية، للقاء الفصائل الرافضة لجمعه، وعلى رأسها “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
ولفت المصدر إلى أن “حماس” وأخواتها تبقى عاجزةً الآن عن إقناع اللبنانيين بجدوى الاحتفاظ بسلاحها، ولن تجد من يدافع عنها سوى “حزب الله” الذي يتمسّك بالسلاح الفلسطيني باعتباره يُشكّل خط الدفاع الأول له عن سلاحه.
وقال المصدر الوزاري إنّ جمع السلاح سيُستكمل تدريجيًا وعلى مراحل ليشمل المخيّمات الأخرى، وتمنّى على الفصائل المعارضة لجمعه أن تُعيد النظر في حساباتها وتلتحق، اليوم قبل الغد، بركب مؤيّدي جمع السلاح تطبيقًا لقرار الحكومة بحصريته.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us