ملف التمديد لـ”اليونيفيل” على نار حامية… تأجيل جلسة مجلس الأمن إفساحًا للمزيد من المشاورات

لبنان 25 آب, 2025

يواجه لبنان هذا الأسبوع، سلسلة استحقاقات مهمة ومتشعبة على أكثر من صعيد سياسي وأمني أهمها ملف التمديد لقوات حفظ السلام “اليونيفيل”.

وأثار هذا الاستحقاق مزيدًا من الترقب والحذر، إذ إن الإرجاء من اليوم إلى 29 آب، واكبته معلومات عن استمرار التجاذبات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول التمديد.
ومع أن البقاء حتى اللحظة الأخيرة قبل نهاية شهر آب للتمديد غالبًا لليونيفيل هو أمر معتاد في تاريخ التصويت على التجديد، فإن التأجيل الذي حصل هذه المرة أثار القلق لكونه عكَس التعقيدات الكبيرة التي تعترض تسويةً على التمديد خصوصًا في ظل النزعة الأميركية، إمّا لإنهاء مهمة اليونيفيل وإمّا لتقليص حجمها والشروع في إنهاء مهماتها.

ولكن المعلومات التي توافرت في الساعات الأخيرة تحدثت عن إدخال الجانب الفرنسي تعديلات عدة على مشروع التمديد، تأخذ في الاعتبار الموقف الأميركي المتحفظ، الأمر الذي سيكون موضع تشاور بين الفرنسيين والأميركيين للتوصل إلى تسوية تُتيح التمديد لسنة مع إجراءاتٍ تتلاءم وتقوية مهمة اليونيفيل.

وحسب مصادر دبلوماسية، تتحدث معلومات عن تأجيل التصويت ربطًا بزيارة باراك وأورتاغوس إلى المنطقة وبيروت، وتفيد بأن “الخلافات لم تعد محصورةً بصياغة قرار التمديد لـ”اليونيفيل” بل باتت مرتبطةً بالمسار السياسي الموازي وبما سيحمله باراك من رسائل وضمانات إلى الحكومة اللبنانية”.

ويُفترض في حال تأجيل التصويت اليوم أن تتواصل الاتصالات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن لا سيما الاتصالات الأميركية – الفرنسية بين وزيري خارجية البلدين ماركو روبيو وجان نويل بارو في محاولات هي الأخيرة خلال الأيام المقبلة، مع متابعة لبنانية حثيثة من المقار الرئاسية ووزارة الخارجية في بيروت ومن نيويورك عبر مندوب لبنان احمد عرفة.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال استقباله عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود أهمية التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب وتنفيذ القرار 1701 كاملًا، بما فيه انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال موجودة فيها، وإعادة الأسرى، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود المعترف بها دوليًا.

إلى ذلك، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في مكتبه في اليرزة بعد ظهر أمس، وفد الكونغرس الأميركي الذي ضم النائبين لحود وكوهين بحضور السفيرة جونسون مع وفد مرافق. خلال اللقاء، جرى بحث الأوضاع العامة في لبنان وآخر التطورات، وتمّ التشديد على الدور الأساسي لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل، في ظل الأوضاع والصعوبات الاستثنائية التي يمر بها لبنان.

ونقلت عن دبلوماسيين في نيويورك أنهم يتوقعون اتصالًا وشيكًا بين وزيرَي الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والأميركي ماركو روبيو، سعيًا إلى تذليل عقبة وُصفت بأنها الأخيرة أمام تصويت مجلس الأمن على التمديد 12 شهرًا إضافية للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان. وللتوصل إلى صيغة وسطية حيال اللغة التي ينبغي استخدامها في شأن إنهاء عمل اليونيفيل وسحبها من جنوب لبنان، بعد التمديد المتوقع لها خلال هذا الأسبوع، علمًا أن واشنطن أعطت مؤشرات واضحة إلى قبولها التجديد لمدة سنة كاملة.

وعلمت صحيفة “نداء الوطن” أن الصيغة الأخيرة التي قدمتها فرنسا من أجل التمديد لـ “اليونيفيل” لا تتضمن عبارة “تمديد لسنة أخيرة”، بل تركّز على التمديد ومواكبة الجيش لبسط سلطته في الجنوب، وتشير إلى أنّ الأمين العام للأمم المتحدة سيرسل في آذار المقبل بعثةً أمميةً لتقييم الوضع على الأرض ومدى فعّالية “اليونيفيل” وسرعة الدولة اللبنانية في بسط سلطتها.

وأشارت مصادر دبلوماسية أخرى إلى أنّ “التريث هو الخيار المفضّل حاليًا وقد يُرحَّل التصويت على التمديد لـ”اليونيفيل” حتى اليوم الأخير من الدورة في 29 آب لإفساح المجال أمام المزيد من الضغوط السياسية والمداولات بين الدول وليس للتصويت”.
ووفق مصدر رفيع في الخارجية الأميركية، “حتى الساعة لا يوجد أي تاريخ رسمي بشأن موعد التصويت على التمديد لليونيفيل”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us