جلسة “مفصلية” للحكومة… مجلس الوزراء أمام اختبار تنفيذ قرار نزع السلاح!

لبنان 4 أيلول, 2025

تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء المرتقبة يوم غد الجمعة، حيث يُنتظر أن يقدّم قائد الجيش رودولف هيكل خطة المؤسسة العسكرية لحصر السلاح بيد الدولة. وكانت الحكومة قد طلبت، في جلستها السابقة، من قيادة الجيش إعداد تصور لآلية تسليم السلاح، ما أثار اعتراض وزراء حركة أمل وحزب الله، ودفعهم إلى مغادرة الجلسة دون اتخاذ قرار رسمي بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء. ومنذ ذلك الحين، تكثفت الاتصالات والمشاورات على عدة مستويات بهدف تذليل العقبات وتفادي الوصول إلى قطيعة سياسية.

ويواصل رئيس الحكومة نواف سلام تقديم مبادرات حسن نية وإبداء مرونة تجاه ثنائي “حزب الله” و”حركة أمل”، إلا أن هذه الإشارات الإيجابية قوبلت بتصعيد واضح من جانب “حزب الله”، الذي ذهب إلى حد اعتبار أنّ الحكومة “تورّطت بقرار خطير وخاطئ”.

فيما كشفت مصادر حكومية، عبر جريدة “الأنباء الالكترونية”، عن نيّة رئيس الحكومة نواف سلام الضغط باتجاه إقرار الخطة التي سيعرضها قائد الجيش من دون اللجوء إلى التصويت.

وأكدت أوساط “الثنائي”، في اتصال مع الأنباء الالكترونية، أنّ وزراء الثنائي ليسوا بصدد مقاطعة جلسات الحكومة، وسيحضرون جلسة الغد للاستماع الى عرض قائد الجيش.

جدول أعمال لمحاولة التهدئة

ومن ضمن المحاولات، وزعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء صباح أمس جدول أعمال ملحقًا يتضمن أربعة بنود إضافية إلى جانب البند الوحيد الذي كان مدرجًا سابقًا ويتعلق بحصر السلاح بيد الدولة. ثلاثة من هذه البنود الجديدة تتعلق مباشرة بالوزيرين المحسوبين على “الثنائي”، ياسين جابر وتمارا الزين، أما البند الرابع فمرتبط بوزارة الطاقة، ومن هذه البنود سيبدأ النقاش خلال جلسة مجلس الوزراء المرتقبة غدًا الجمعة، على اعتبار أنّ المواضيع المدرجة “ملحة ومستعجلة”، كما ورد في الملحق سيناريو الجلسة المرتقبة.

وبحسب مصادر “الأنباء” تتركز الخطة على أربع نقاط اساسية هي:

الأولى: جمع السلاح من جنوب الليطاني.
الثانية: السلاح شمال الليطاني.
الثالثة: تشمل الضاحية الجنوبية لبيروت.
الرابعة: محافظة بعلبك والهرمل وتشمل مخازن الصواريخ البعيدة المدى.

وحسب معلومات “اللواء” فإنّ حزب الله، يصرُّ على العودة عن قرارات الجلستين في 5 و7 آب، وبعدها يفتح ملف البحث بالاستراتيجية الدفاعية.

وأوضحت مصادر سياسية لـ”اللواء” أن إدراج جدول أعمال لجلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة إضافة إلى خطة الجيش حول حصرية السلاح ساهم في تنفيس الإحتقان مع العلم أن احتمال تفجيرها عند الوصول إلى موضوع حصرية السلاح ليس مستبعداً إلا إذا تم الإتفاق على تخريجة حل معينة.

وقالت المصادر أنه يحق لمجلس الوزراء اختيار إما البدء بمناقشة الخطة التي رفعتها قيادة الجيش أو جدول الأعمال.

وأشارت المصادر إلى أنه ليس وارداً لدى أحد حصول تصادم أو مواجهة، وفي الوقت نفسه هناك تعهد رئاسي سيشق طريقه في نهاية المطاف.

وعن سيناريو الجلسة، علمت “نداء الوطن”، أنه أصبح شبه محسوم بحيث سيحضر قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، ليعرض الخطة التقنية العسكرية، يلي ذلك نقاش يُتوقع أن يكون ساخنًا. وفي ختام الجلسة، سيصدر بيان يؤكد أنّ مجلس الوزراء أخذ علمًا بالخطة، وأنه ملتزم بما ورد في جلستي 5 و7 آب، وكذلك البيان الوزاري، الذي يشدد على حصرية السلاح، واسترجاع الأسرى، وتحرير الأرض، إضافة إلى الالتزام بخطاب القسم والورقة الأميركية – اللبنانية.

وحتى الآن، لم يُسجّل أي اتصال مباشر بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما اقتصر التواصل على زيارات موفدين. أما قنوات الاتصال بين بعبدا و”حزب الله”، فما زالت مقطوعة بالكامل.

مرحلة صعبة

الأجواء السابقة لجلسة مجلس الوزراء التي يُنتظر أن يعرض فيها هيكل خطته حول سحب سلاح “حزب الله”، “لا تشي بإيجابيّات، ما يغلّب احتمال الانتقال إلى مرحلة صعبة مفتوحة على كل شيء”، على حدّ تعبير مصادر سياسيّة رفيعة، ومردّ ذلك، كما تقول لـ”الجمهورية”، إلى ما سمّته “إصرار بعض الداخل على المضي في قرار سحب السلاح حتى النهاية، برغم الاعتراض عليه من قبل ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله”. تُضاف إلى ذلك، مراكمة عوامل التصعيد التي تبدو متعمّدة، وتعزّزها حركة ضغوط كبرى تسارعت بوتيرة مكثفة في الأيام القليلة الماضية، من قبل الجهات الخارجية العربية وغير العربية ذاتها، التي ضغطت لاتخاذ قراري سحب السلاح والموافقة على أهداف الورقة الأميركية، ووجّهت مراسلات مباشرة وغير مباشرة إلى بعض المستويات المسؤولة، تحذّر بصورة صريحة من عواقب التراجع، وتدفع بقوّة نحو وضع قرار الحكومة بسحب سلاح “حزب الله” موضع التنفيذ السريع مهما كانت النتائج”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us