إدانات محلية ودولية للهجوم الإسرائيلي على اليونيفيل… استهداف متعمّد وتحدٍّ للشرعية الدولية!

لبنان 4 أيلول, 2025

في تطوّر مقلق يُعدّ من أخطر الخروقات منذ اتفاق وقف الحرب، تعرّضت قوة من بعثة “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان لهجومٍ من قبل طائرات مُسيّرة إسرائيلية، أثناء قيامها بواجبها في إزالة عوائق على مقربة من بلدة مروحين. وقد استدعى هذا الحادث إداناتٍ رسميةً من أعلى المستويات اللبنانية، حيث أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالًا هاتفيًّا بقائد القوات الدولية للاطمئنان إلى سلامة الجنود الدوليين، مُدينًا بشدّة ما حصل. كما أثار الحادث ردود فعل دولية مُندِّدة، في وقتٍ تتزايد فيه التوتّرات في الجنوب ويُطرح التساؤل مجدّدًا حول مدى التزام إسرائيل بالقرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701.

وفي التفاصيل، أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالًا هاتفيًّا بقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” الجنرال ديوداتو أبانيارا، مطمئنًا إلى سلامة العسكريين الدوليين الذين تعرّضوا مع آلياتهم لقصف إسرائيلي من مُسيّراتٍ ألقت قنابل في اتجاههم خلال قيامهم بواجبهم قرب بلدة مروحين في الجنوب في إزالة حواجز طرقية تُعيق الوصول إلى مواقع “اليونيفيل” على الحدود.
وأبلغ الرئيس عون الجنرال أبانيارا بإدانة لبنان لهذا الاعتداء الأخطر منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني الماضي، والذي وقع بعد أقل من أسبوع من تمديد مجلس الأمن الدولي لولاية “اليونيفيل” حتى نهاية العام 2027.
واعتبر أنّ “مثل هذه الاعتداءات تؤكّد مرةً جديدةً أن إسرائيل ماضية في تحدّي إرادة المجتمع الدولي الذي نادى قبل أيام معدودة بوقف الخروقات على لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية في الجنوب وإعادة الأسرى اللبنانيين وتطبيق القرار 1701 تطبيقًا كاملًا”.
وأشار إلى أنّ “أخطر ما في الاعتداء الأخير على الجنود الدوليين أنّ إسرائيل كانت على علمٍ مسبقٍ بعمل اليونيفيل في إزالة العوائق الطرقية في منطقة الخط الأزرق، ما يعني أنّ استهدافها القوة الدولية كان متعمّدًا وعن سابق تصوّر وتصميم، الأمر الذي يوجب تحرّكًا دوليًّا لإلزام إسرائيل بوضع حدٍّ لانتهاكاتها المتكرّرة لقرارات مجلس الأمن والحصانات الدولية المعطاة لعمل حفظة السلام في العالم، لا سيما (لاسيما) وأن الاعتداءات الإسرائيلية على المدن والقرى الجنوبية مستمرّة بشكل دائم وهي توقع يوميًّا شهداء وجرحى وتستهدف سكانًا آمنين ومنازل ومنشآت مدنية”.

إدانات محلية ودولية
أدانت وزارة الخارجية الهجمات الاسرائيلية المتكرّرة على لبنان التي طالت البارحة مدن وبلدات جنوبية عدة وسقط نتيجتها عدد من الضحايا والجرحى بينهم أطفال، واستهدفت كذلك مجدداً قوات حفظ الأمن الدولية العاملة في لبنان في خرق واضح ومباشر للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن 1701 ولإعلان وقف إطلاق النار لشهر تشرين الثاني الماضي، وفي تحدّ علني للإرادة الدولية.

وناشدت “الخارجية” المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها المستمرة واحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه وأبنائه، مؤكدة على حرصها على سلامة قوات اليونيفيل ودورها في حفظ الاستقرار في جنوب لبنان .

من جانبها أدانت الخارجية الفرنسية عبر منصة “أكس”، بـ”حزم إطلاق قنابل صوتية عبر مسيّرات تابعة للقوات المسلحة الإسرائيلية على مفرزة في قوة الأمم المتحدة الموقتة (اليونيفيل)، في لبنان في 2 أيلول المنصرم”.

بدورها، حثّت وزارة الخارجية الإسبانية إسرائيل على “احترام القانون الدولي مؤكدة التزام إسبانيا باستقرار لبنان والقرار 1701″، لافتةً إلى أنّنا “ندين بشدّة الهجوم الإسرائيلي قرب اليونيفيل وندعو لضمان سلامة عناصر القوة”.

وكانت “اليونيفيل” أعلنت الأربعاء أنّ مسيّرات إسرائيلية ألقت أربع قنابل قرب عناصرها في هجومٍ وصفته “من بين الأخطر” ضدّ قواتها منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني.
وقالت القوة إنّ الجيش الإسرائيلي ألقى، صباح الثلاثاء، “أربع قنابل قرب قوات (اليونيفيل) لحفظ السلام الذين كانوا يعملون على إزالة حواجز طرقية تُعيق الوصول إلى موقع تابع للأمم المتحدة” في جنوب لبنان، قرب الحدود مع إسرائيل.
وأضافت أنّ “إحدى القنابل سقطت على بعد 20 مترًا، فيما سقطت ثلاث على بعد مائة متر تقريبًا عن عناصر ومركبات الأمم المتحدة”.
وشدّدت على أنّ “هذه من بين الهجمات الأكثر خطورة على عناصر (اليونيفيل) وأصولها منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني الماضي”، الذي وضع حدًّا لمواجهات استمرّت أكثر من عام بين إسرائيل و”حزب الله”.

وفي وقتٍ سابقٍ، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بأنّ “قوة من الجيش الإسرائيلي عملت في موقع عسكري في جنوب لبنان رصدت أمس مشتبهًا فيه في المنطقة حيث ألقت القوة عدّة قنابل صوتية في منطقة الرصد بهدف التشويش وإزالة التهديد من دون وقوع إصابات”.

وذكر أنه “في المقابل أبلغ بعض عناصر اليونيفيل الذين عملوا في المنطقة أنهم تعرّضوا (ان تعرضهم) لإطلاق نار. بعد التحقيق جرى التواصل على محور الاتصال العسكري لتوضيح تفاصيل الحادث”، لافتًا إلى أنه “لم يتم إطلاق النار بشكل متعمّد نحو قوات اليونيفيل”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us