ساعات تفصل لبنان عن تقرير مساره… الجيش يعرض خطة نزع السلاح على الحكومة وترقّب لموقف “الثنائي”

يترقب لبنان انعقاد جلسة مجلس الوزراء، بعد ظهر اليوم، في بعبدا، للاطلاع على خطة قيادة الجيش لتنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة، فيما الغموض سيد الوقف إذ إن الجميع يتساءل عن ردّ فعل وموقف “الثنائي الشيعي” الذي تأرجح في الأيام الأخيرة بين التوافق والمواجهة مع الحكومة.
ومع أن التقديرات والسيناريوهات والتسريبات التي ضجّت بها مواقع إعلامية وإخبارية عن الخطة افتقرت إلى الدقة والصدقية، فإنّ ذلك لا يقلل من أهمّية الانشداد العام إلى معرفة مضمون الخطة التي ستُطرح اليوم.
ومن المعطيات التي ترددت أمس أن خطة سحب السلاح التي سيقدمها الجيش اللبناني ستحتاج إلى 15 شهرًا للتنفيذ، وأن الخطّة ستقسّم زمنيًّا وفق المناطق وتبدأ من بيروت.
وأشارت هذه المعلومات إلى أنّ الجيش اللبناني لن يُلزم نفسه بتاريخٍ محدّدٍ لبدء تنفيذ خطة حصر السلاح ويعتبر أن وضع مهل هو قرار سياسي لا علاقة له به، علمًا أن مجلس الوزراء حدّد مهلةً هي نهاية السنة الحالية.
ولفتت إلى أنّ وزراء “حزب الله” و”أمل” يطالبون بأن يكون بند السلاح آخر بند على جدول أعمال الحكومة وهم لن يحضروا إن كانت ستبدأ ببحث خطة السلاح.
ولكن معلومات أخرى أفادت بأنّ وزراء “أمل” – “حزب الله” سيدلون بمداخلة في بداية جلسة مجلس الوزراء يقدّمون فيها اعتراضًا على التصعيد الإسرائيلي جنوبًا ويسألون عن غياب أيّ موقف من الدولة اللبنانية ممّا حصل.
وفي سياق متصل، وبانتظار وصول الموفد الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان، يصل إلى بيروت غدًا السبت قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي برفقة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، لعقد لقاءات مع المسؤولين، لا سيما العسكريين.
ووفق المعلومات فإنّ الزيارة هدفها الاطلاع على خطة الجيش تفصيليًا ومواكبتها، وهو ما يحمل مؤشرًا ضاغطًا على المسؤولين حول ضرورة مواصلة العمل على تطبيق الخطة التنفيذية، والالتزام بالورقة الأميركية وأهدافها التي أقرّتها الحكومة في جلستي 5 و7 آب الماضي.
وفي خطوةٍ رمزيةٍ تعكس أجواء البلاد المواكبة للجلسة رُفعت صباح أمس في شوارع وسط بيروت والجوار لوحات إعلانية قبل 24 ساعة من جلسة الحكومة.
وحملت اللوحات صور رئيسي الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام، مع شعار “كلنا معكم، جيش واحد، سلاح واحد، دولة واحدة، عهد جديد للبنان”.
وعشية الجلسة الحاسمة، بقيت مواقف رئيسَيْ الجمهورية والحكومة على حالها: إصرار على المضيّ في خطة حصر السلاح بيد الشرعية، في مقابل رفض قاطع لـ”حزب الله” لفكرة تسليم سلاحه، وهو لهذه الغاية لجأ مجدّدًا إلى الشارع بهدف الترهيب، حيث جاب أنصاره شوارع الضاحية الجنوبية، مساء أمس، بالدراجات النارية رافعين أعلام “الحزب” ومردّدين هتافات مؤيدة له ولسلاحه.
وفي المواقف من التطوّرات، برز كلام البطريرك الراعي أمام وفد من عكار أمس إذ قال: “كلنا نتطلع إلى وحدة السلاح، إلى سيادة لبنان، وطبعًا عندما نتكلم عن سيادة لبنان لا يمكننا أن نغفل أو نضع جانبًا قضية الوجود الإسرائيلي في الجنوب وما معنى وجود خمس نقاط في الجنوب وهذا بنظري يعطّل المسيرة. الجيش اللبناني الذي تشكّل محافظة عكار خزانه يمكنه ضبط الأمور لكن وجود النقاط الخمس يعكر المسيرة بالنسبة إلى الاحتلال. وبالنسبة إلى “حزب الله” الوضع دقيق جدًا، آمل أن يصلوا إلى تفاهم وألا تكون هناك نقطة خلاف لأنه ما من مجال للخلافات في لبنان وآن الأوان لأن نتفاهم جميعًا على حقيقة واحدة. لسنا فريقين في لبنان، كلنا لبنانيون. لا ينبغي أن يكون هناك غالب ومغلوب”.
في المقابل، أوضح وزير العمل محمد حيدر، أن “وزراء الثنائي الشيعي سينتظرون ما يُعرض خلال الجلسة ليُبنى على الشيء مقتضاه”، مشددًا على أن “الوزراء لن يتخذوا أيّ قرار بطريقة مسبقة بل بناءً على المعطيات الموجودة”، موضحًا أن “الموافقة على حصر السلاح في البيان الوزاري وحماية لبنان بقوات ذاتية وعسكرية كان بشرط وضع استراتيجية دفاعية كاملة”، ومعتبرًا أن “الجيش حاليًا لا يستطيع بقواته الذاتية الدفاع عن لبنان”. وأكد أنه “حتى اللحظة لا يوجد قرار أو نقاش بالانسحاب من الحكومة، لأن المشكلة تتعلّق بموضوع معيّن لا بالحكومة ككل، وذلك مع التأكيد أن كل الخيارات ممكنة ومفتوحة”.
مواضيع ذات صلة :
![]() السلاح أولاً | ![]() الورقة الأميركية أُقِرَّت بعد نقاشاتٍ رفضها وزراء الثنائي | ![]() وزراء الثنائي يلوّحون بالانسحاب… “هنا لبنان” يكشف أجواء الجلسة! |