خطة الجيش لحصر السلاح تفعّل التحرك الدولي: زخم أميركي-سعودي-فرنسي لمواكبة التنفيذ والضغط على إسرائيل

يشهد الملف اللبناني زخماً دبلوماسياً متسارعاً في أعقاب تبنّي الحكومة خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح، وسط ترحيب دولي ومواكبة إقليمية ودولية حثيثة. فبعد وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، يُرتقب وصول موفدين سعودي وفرنسي للاطلاع على التطورات الأمنية في الجنوب، ومتابعة تنفيذ الخطة التي شكّلت تحوّلاً في المقاربة الرسمية لملف السلاح، خصوصاً في ظل تصاعد الخروقات الإسرائيلية.
وتأتي هذه التحركات في ظل مرحلة جديدة دخلها جنوب الليطاني، مع بدء تنفيذ خطة الانتشار الأمني ومنع إدخال السلاح، على أمل أن تُترجم الضغوط الأميركية خطوات إسرائيلية مقابلة، تتيح للجيش التقدّم في تنفيذ استراتيجيته على امتداد الأراضي اللبنانية.
وفي التفاصيل وبعد وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس أمس، يُنتظر أن يصل الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان للقاء الرؤساء الثلاثة، على أن يصل قريباً الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وذلك للإطلاع على الواقع اللبنانيِّ من كثب، وخصوصاً بعد ترحيب الحكومة بخطة الجيش لحصر السلاح.
وقالت مصادر معنية لـ”الجمهورية”، أنّ ما انتهت اليه جلسة مجلس الوزراء الجمعة أوقف الانحدار الذي كان يمكن أن تذهب البلاد اليه، لو أنّ الحكومة أصرّت على مواقفها المتشدّدة في موضوع نزع السلاح، حيث جاءت خطة الجيش الواقعية لتفرض تعاطياً واقعياً مع هذا الملف الحساس، وتضع الأمور في نصابها لجهة أولوية التزام إسرائيل وقف النار والتوقف عن خروقاتها والانسحاب إلى خلف الحدود تنفيذاً للقرار الدولي 1701.
وأكّدت المصادر، أنّ نتائج الجلسة أعادت الموقف الرسمي والوطني إلى تماسكه في اتجاه العمل على وضع استراتيجية الأمن الوطني التي يُعالج من خلالها موضوع السلاح، وتأكيد أولوية وقف الخروقات الإسرائيلية، خصوصاً أنّ لبنان نفّذ التزاماته في منطقة جنوب الليطاني، وبات المطلوب من لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701، أن تتدخّل لمنع التهديد، في الوقت الذي سيكون على الحكومة تصعيد جهودها الدبلوماسية في هذا الاتجاه، وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المتمركزة فيها.
وقد دخل الوضع جنوب الليطاني مرحلة جديدة، مع وضع خطة الجيش اللبناني موضع التنفيذ، لمنع السلاح بصورة نهائية، بما يضمن سيطرة وحدات الجيش في مختلف النقاط الاستراتيجية، وتعزيز التواجد على المعابر، ومنع دخول السلاح الى المدن والقرى جنوب النهر، في إطار الخطة التي رحب بها مجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي.
وفي السياق، أكد مصدر رسمي لبناني لـ “نداء الوطن” أن لبنان ينتظر إعطاء الضغط الأميركي نتائجه على إسرائيل خصوصًا أنّ الوفد الأميركي الذي زار لبنان السبت وعد بتكثيف الاتصالات مع إسرائيل من أجل القيام بخطوات مشجعة تتمثل ببدء الانسحاب مشددًا في الوقت نفسه على استمرار دعم الجيش وطرح هذا الموضوع في الكونغرس. من جهتها تؤكد السلطة اللبنانية أنّ أي خطوة إسرائيلية بالانسحاب ستسرّع مهمة الجيش بحصر السلاح حيث سينتقل العمل من جنوب الليطاني إلى شماله وبقية المناطق الأخرى
موفد سعودي قريباً
وعلى صعيد الوفود الآتية إلى لبنان بعد إقرار خطة الجيش اللبناني يصل المكلف بالملف اللبناني في الديوان الأميري الأمير يزيد بن فرحان، منتصف الأسبوع الطالع.
كما يصل موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جان إيف لودريان مطلع الأسبوع المقبل 12 أيلول إلى العاصمة اللبنانية لمواكبة تنفيذ خطة الجيش اللبناني التي تبدأ جنوب الليطاني.
مواضيع ذات صلة :
![]() أحمد عياش لـ”هنا لبنان”: الخطة سرية لكن القرار واضح… والتنفيذ مستمر | ![]() خطة الجيش لحصرية السلاح على طاولة الانتظار… والدولة بين التحديات السياسية والتنفيذية! |