وفد البرلمان العربي في بيروت: دعم للبنان ورفض لأي تدخل خارجي

في إطار تعزيز التعاون البرلماني الإقليمي، توجّه رئيس البرلمان العربي، محمد بن أحمد اليماحي، على رأس وفد إلى لبنان، للمشاركة في أعمال الاجتماع العام للمجلس البرلماني الآسيوي – الأفريقي، المقرّر يومي 8 و9 أيلول 2025، في مقرّ مجلس النواب اللبناني في ساحة النجمة – بيروت.
في هذا السياق، استقبل الرئيس جوزاف عون، بعد ظهر اليوم، في قصر بعبدا، الرئيس محمد أحمد اليماحي (دولة الإمارات العربية المتحدة) مع وفدٍ ضم عضو البرلمان الأردني النائب عطا الله الحنيطي، والنائب ممدوح الصالح (البحرين)، والأمين العام للبرلمان العربي المستشار كامل شعراوي (جمهورية مصر العربية)، والأمين العام المساعد للشؤون البرلمانية والقانونية عماد الصحاف (السعودية)، ومدير إدارة الشؤون البرلمانية الدكتور ياسر كاسب، ورئيس وحدة المراسم الدكتور حسام طلعت (مصر).
في مستهلّ اللقاء، تحدّث الرئيس اليماحي فأكّد “دعم البرلمان العربي التام والكامل لأمن وسلامة الجمهورية اللبنانية ووحدتها الوطنية وسيادتها، والوقوف معها ضدّ أي تهديد قد ينال منها”، وقال: “ندرك تمامًا أنّ فخامتكم قد تولّيتم هذه المسؤولية العظيمة بعد فترة عصيبة شهدها لبنان وعانى خلالها الشعب اللبناني الشقيق، لكنّه صمد في مواجهة تلك التحدّيات. وكلّنا ثقة وأمل في أن تولّي فخامتكم شؤون البلاد سيقودها إلى برّ الأمان، ليعود لبنان كما عهدناه دائمًا”.
أضاف: “تابعنا بكل فخر واعتزاز تصريحات فخامتكم التي أدليتم بها فور انتخابكم رئيسًا للبنان، وأقسمتم فيها على الحفاظ على وحدة الأراضي اللبنانية والدفاع عن استقلال لبنان ووحدته الوطنية، والحقيقة أننا نرى في السياسات الأخيرة التي اتخذتموهما حرصكم الكبير على استعادة هيبة الدولة في لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية التي يكرّسها الدستور، ويحميها الجيش اللبناني، وتحصّنها إرادة اللبنانيين الذين قدموا التضحيات على مرّ السنين لصونها. ونُشيد كذلك بمسيرة الإصلاح التي بدأت بقيادة فخامتكم الحكيمة، والتي أكدتّم أخيرًا أنّها بدأت ولا رجعة فيها، على الرغم ممّا قد يواجهها من صعوبات وتحديات”.
وتابع: “إنّنا في البرلمان العربي نؤمن بشكل تام بأنّ لبنان القوي والموحّد يمثل قوة كبيرة لمنظومة العمل العربي المشترك، وحصنًا في الدفاع عن الأمن القومي العربي. ونؤكّد أيضًا رفضنا التام لأي محاولات خارجية للتدخّل في شؤون لبنان الداخلية تحت أي مبرّر، ونؤكد دائمًا أنّ أمن لبنان هو جزء لا يتجزّأ من الأمن القومي العربي. وسيظلّ البُعد العربي هو السند والظهير الأساسي لحلّ أي أزمات قد يواجهها لبنان”.
وأردف: “كما نؤكد دعمنا ووقوفنا معكم في مواجهة الانتهاكات الإجراميّة المتكرّرة التي يقوم بها كيان الاحتلال الغاشم ضدّ الأراضي اللبنانية، وندعم جهودكم الحثيثة التي تقومون بها من أجل انسحاب الاحتلال من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإعادة إعمار لبنان وعودة الأهالي إلى قراهم”.
وردّ الرئيس عون مرحّبًا بالوفد، مشدّدًا على “أهمية وحدة الموقف العربي ودعم مبادرة السلام العربية”، وقال: “نحن جزء لا يتجزّأ من العالم العربي، ونرتبط بعضنا ببعض، ولمست خلال زياراتي للدول العربية دعم قادتها وشعوبها للبنان، ممّا يعطي للمسيرة التي بدأناها منذ انتخابي رئيسًا للجمهورية دفعًا إضافيًا، خصوصًا في مسيرة الإصلاح التي بدأت وسوف تستمر مهما كانت الصعوبات”.
واعتبر أن “مشاركة الوفود العربية في المؤتمرات التي تعقد في لبنان، تؤكّد الثقة التي تضعها الدول العربية الشقيقة بهذا البلد”، شارحًا لـ”الوفد البرلماني العربي” الأوضاع في لبنان، ومتوقّفًا عند “الاعتداءات الإسرائيلية المستمرّة على أراضيه، وكان آخرها القصف الذي تعرضت له اليوم منطقة جرود الهرمل في البقاع وأدّى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بالتزامن مع استمرار حملة تدمير غزّة وقتل أبنائها وصغارها، وما تتعرّض له سوريا من وقتٍ إلى آخر من قصف إسرائيلي”.
وأكد “إدانة لبنان لهذه الأعمال الإسرائيلية”، داعيًا إلى “موقفٍ عربيّ موحدٍ حيالها”.
وشكر رئيس الجمهورية “الدول العربية التي وقفت إلى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي مرّ بها، ولا تزال تبدي دعمها وتأييدها، ممّا يؤكد محبّة هذه الدول للبنان ورغبتها في أن يستعيد لبنان عافيته بسرعة ليعود كما كان شرفة العرب ومكان لقائهم”.
واعتبر أن “قيام سوق اقتصادية عربية مشتركة يحمي مصالح الدول العربية وشعوبها كافة”.
بدوره، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفدًا من البرلمان العربي برئاسة محمد أحمد اليماحي، حيث أكّد الوفد “دعم البرلمان العربي لكلّ ما يعزّز أمن لبنان واستقراره”، مُشدّدًا على “أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة خير وتقدّم للبنان وشعبه، وأنّ البرلمان العربي يواكب جهود الحكومة منذ تشكيلها، وجاهز لتقديم كل ما يلزم دعمًا لهذا الاستقرار”.
وصباح اليوم، انعقد الاجتماع العام الأول لـ”المجلس البرلماني الآسيوي – الأفريقي” في القاعة العامة لمجلس النواب برعاية رئيس المجلس نبيه بري.
وعقد الاجتماع برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي ورئيس المجلس التأسيسي محسن المندلاوي، وبمشاركة وفود برلمانية من آسيا وأفريقيا.
وفي كلمته في الاجتماع، أعلن المندلاوي تأسيس المجلس، مؤكدًا أنّه يهدف إلى “إعادة مكانة القارّتين في صنع القرار العالمي، وتعزيز مبادئ التضامن والعدالة الاجتماعية”.




