استكمال خطة نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية: إنجاز نوعي وتحديات مرتقبة

لبنان 14 أيلول, 2025

في خطوة تُعدّ نوعية على صعيد ضبط الأمن وتعزيز سيادة الدولة، استكمل الجيش اللبناني أمس عمليات سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية، ضمن خطة منهجية تهدف إلى إنهاء مظاهر التسلّح غير الشرعي داخل هذه المخيمات. وقد شهدت هذه المرحلة تسلُّم الجيش اللبناني حمولة خمس شاحنات من الأسلحة من مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، وثلاث شاحنات أخرى من مخيم البداوي في طرابلس، في مؤشر واضح على جدّية التنسيق بين السلطات اللبنانية والقوى الفلسطينية المعنية لتثبيت الاستقرار وإزالة بؤر التوتر.

أما لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، التي تشرف على عملية التسليم وتقودها، فقالت إنّ السلاح الذي تم استلامه وُضع في عهدة الجيش اللبناني، معتبراً أنّ هذه العملية محطة جديدة في مسار إنهاء ملف السلاح الفلسطيني بشكل كامل، وفق خطة متدرجة تُنفَّذ بمراحل متتالية.

في هذا الإطار، أشار مصدر أمني لـ”هنا لبنان” إلى أنه من المبكّر الآن الحديث عن أنّ المخيمات الفلسطينية أصبحت “تجمعات مدنية” لافتًا إلى أنّ السلاح الذي سُلّم إلى الجيش اللبناني هو السلاح الثقيل والمتوسط العائد إلى “منظمة التحرير” وحركة “فتح”، إلّا أنّ المنظمات الأخرى كـ”حماس” و”الجهاد الإسلامي” وغيرها لم تسلّم سلاحها حتى الساعة.

ونوّه إلى أن مخيمَيْ برج البراجنة والبدّاوي، حيث تتواجد حركة فتح ومنظمة التحرير غالبًا، لم يجرِ تمشيطهما بعد وأن العملية اقتصرت على التسليم ممّا يضع الدولة اللبنانية أمام تحدّياتٍ كبيرةٍ في الأيام المقبلة.

انقسام داخل المخيمات

في سياق آخر، قال مصدر فلسطيني داخل مخيم عين الحلوة لـ”الشرق الأوسط” إنه تم تجميع السلاح في منطقة “جبل الحليب” في المخيم قبل تسليمه، لافتاً إلى أن “العملية تمت بعيداً عن الأضواء، وبتكتم شديد، تحاشياً لأي إشكالات، بعدما كانت قد سادت في الساعات الماضية أجواء من التحريض والتخوين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بثّها محسوبون على قوى التحالف والقوى الإسلامية التي انتقدت بشدة العملية”.

وأوضح المصدر أن “الناس في المخيم ينقسمون إلى قسمين؛ الأول يؤيد تسليم السلاح الثقيل وضبط الخفيف، وقسم يرفض التسليم بكل أشكاله في المرحلة الحساسة التي تمر فيها القضية الفلسطينية”.

العبرة في النتائج

في المقابل، اعتبر العميد المتقاعد هشام جابر في حديث لـ”الأنباء الإلكترونية” أنّ العملية ما زالت أقرب إلى “استعراض” يفتقر إلى الجدية، مذكّراً بأن الاتفاق جرى مع السلطة الفلسطينية التي لا تملك تأثيراً فعلياً على كل الفصائل داخل المخيمات، ولا سيما عين الحلوة الذي يضم السلاح الأثقل وصواريخ ويشهد اشتباكات بين فصائل معارضة للسلطة.

وحذر جابر من أن تبقى الخطوة شكلية، داعياً إلى انتظار انتهاء مراحل العملية ومعرفة الكميات والنوعية التي ستُسلَّم رسمياً، ليُبنى على النتائج، وإلا بقيت العملية غير مقنعة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us