صخرة الروشة تُشعل الجدل: رفض سياسي وشعبي لإضاءة المعلم بصور قياديي “الحزب”

لبنان 17 أيلول, 2025

أثار التوجه لإضاءة صخرة الروشة، أحد أبرز المعالم الرمزية في العاصمة بيروت، بصورتي السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، جدلاً واسعاً في الأوساط اللبنانية، حيث قوبلت هذه الخطوة بسيل من الاعتراضات والانتقادات على المستويين الشعبي والسياسي، وسط مخاوف من استغلال المعالم الوطنية لأغراض فئوية أو حزبية.

فكان قد كشف مسؤول وحدة الأنشطة في حزب الله الشيخ علي ضاهر، في مؤتمر صحافي خُصِّص للإعلان عن فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينين العامين لـ”حزب الله” السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، عن أنّ شعار الذكرى هذا العام سيكون: “إنا على العهد”.

وأشار إلى أنّه في 25 أيلول ستُضاء صخرة الروشة في بيروت بصورتي صفي الدين ونصر الله، بين الخامسة والسابعة مساءً، ترافقها فعاليات بحرية.

كما سيُخصص يوم تلفزيوني طويل بالمناسبة، يتخلله احتفال رسمي يُلقي خلاله الأمين العام الشيخ نعيم قاسم كلمة، إضافة إلى وقفات شعبية متزامنة في مختلف المناطق اللبنانية، عند لحظة الاغتيال تمام السادسة والدقيقة الـ21 مساءً.

في السياق، علّق النائب هاغوب ترزيان، في حديث لـ”هنا لبنان”، على إعلان “حزب الله” عزمه إضاءة صخرة الروشة في بيروت بصور الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، في 25 أيلول الجاري، قائلًا: “أي عمل لا يجمع اللبنانيين – أو على الأقل البيارتة – حوله، فمن الأفضل عدم القيام به”.

وأضاف ترزيان: “نحن لا نريد مزيدًا من التشرذم والانقسام في البلد، بل نحتاج إلى خطوات توحّد لا تفرّق”.

بدوره، أكد عضو مجلس بلدية بيروت الدكتور محمد بالوظة، لـ”هنا لبنان”، أنّ البلدية لم يتم إبلاغها أو التنسيق معها بشأن عزم “حزب الله” إضاءة صخرة الروشة في بيروت بصور الأمينين العامين لـ”حزب الله” السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، في 25 أيلول الجاري.

وأوضح أنّ بلدية بيروت لم تتلقَّ أي طلب رسمي في هذا الشأن، قائلاً: “الخبر وصلنا كما وصل إلى الجميع، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يحدث أي تواصل مباشر معنا”.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان من الممكن إضاءة معلم من معالم العاصمة دون الحصول على إذن رسمي من البلدية، قال بالوظة: “تطبيقًا لدولة القانون، يُتخذ قرار من محافظ بيروت بالتوقيف أو توجيه إنذار أو فرض غرامات معينة بحق الجهة المخالفة”.

في السياق ذاته، كتب النائب نديم الجميّل عبر منصة “أكس”: “صخرة الروشة ليست لوحة دعائية لأي حزب، ولا ساحة لاستعراضات رمزية تختزل هوية بيروت”.

وأضاف: “بيروت مدينة كل أبنائها، واملاكها العامة ليست ملكاً لأحد. فرض رموز حزب الله على الواجهة البحرية إقصاء لصوت اللبنانيين و خاصة أهل بيروت الرافضين فكرة السلاح والهيمنة. بيروت ترفض المصادرة، وترفض أن تُختزل بطائفة أو مشروع سياسي… فكيف بمن اعتدى عليها سابقاً؟”.

بدروه، أكد النائب اللواء أشرف ريفي، في بيان أن “صخرة الروشة رمز وطني جامع وليست مساحة لفئوية مرفوضة، وهي ليست مجرد معلَم طبيعي بل وجه بيروت ولبنان ورمز يعتز به كل اللبنانيين.”

وأضاف: “نرفض بشكلٍ قاطع أي محاولة لاستعمالها لترويج شعارات أو مواقف لا يقبلها أهل العاصمة ولا تعبّر عن هويتها الجامعة.

إنّ من اعتدى سابقاً على تمثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يحاول اليوم إعطاء صخرة الروشة لوناً فئوياً مرفوضاً، لكن بيروت ستبقى عصيّة على التشويه والإختزال”.

في حين كتب النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصّة “أكس”: “صخرة الروشة يجب أن تكسوها ألوان الوطن فقط، ولا يعتليها شعار آخر.”

من جهته، أشار النائب وضاح الصادق إلى أن “رفع صور الأمينَين العامَين الراحلَين ل​حزب الله​ السيد حسن نصرالله والسيد ​هاشم صفي الدين على صخرة الروشة غير مقبول من كل النواحي، فهما ليسا شخصيتين رسميتين، وترفع صورهما في مدينة يرفض معظم سكانها سياستهما، بل إن بعضهم يتهمهما بالاشتراك في قتل زعيمهم، عدا عن أن الجهة التي أرادت رفع صورهما لم تستحصل على أي ترخيص من البلدية أو الوزارة. والأنكى أن حزبهما، كما جرت عادته، يحذر من الانجرار إلى حرب أهلية، لكنه لا يفوت مناسبة إلا ويستفز البيارتة. ولا ينبغي أن ننسى أن اليوم المجيد ما زال محفوراً في ذاكرة أهل بيروت”.

واعتبر في تصريح أن “على الحكومة، التي أظهرت قوة في قراراتها، أن تمنع الحزب وغيره من أي مظاهر استفزازية، صوناً للسلم الأهلي في البلاد”.

وكان قد كتب النائب نبيل بدر عبر حسابه على “إكس”: “مع كامل الاحترام لتضحيات الشهداء وذكراهم، تبقى صخرة الروشة رمزًا لبيروت وبيروت فقط، وصورة عن لبنان بأسره… إن إحياء أي ذكرى يصبح أسمى حين يتم في فضاء يعبّر عن أصحابه، لا على معلم ارتبط بتاريخ العاصمة وهويّة الوطن الجامع”.

أما النائب فؤاد مخزومي فكتب عبر حسابه على منصّة “أكس”: “صخرة الروشة ليست مساحة للدعاية الحزبية، بل رمز وطني لبيروت الجامعة والهوية اللبنانية المتنوعة. محاولة وضع صورة أمين عام حزب الله حسن نصرالله عليها تشكّل استفزازًا لمعْلم يشكّل ذاكرة جماعية لكل اللبنانيين، وتهديدًا لوحدة العاصمة” .

 وبعد متابعة الموضوع مع محافظ مدينة بيروت ورئيس المجلس البلدي، تبيّن أنه لم يصدر أي إذن رسمي بهذا العمل، ما يزيد من خطورته”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us