تصعيد إسرائيلي “مقلق” جنوباً… ولبنان يتحرك دبلوماسياً وسط مخاوف من توسيع “رقعة الحرب”

يشهد لبنان حالة من القلق والترقب في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، الذي أخذ منحى أكثر حدة مساء الخميس من خلال إطلاق تحذيرات وشنّ هجمات على عدد من بلدات الجنوب. وقد تواصلت الخروقات يوم الجمعة، حيث استُهدفت سيارة قرب مستشفى تبنين الحكومي، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، إضافة إلى استهداف شاحنة لنقل المياه بين بلدتي أنصار وكوثرية الرز، أدى إلى مقتل شخص، كما طال القصف سيارة أخرى قرب بلدة حاروف في قضاء النبطية.
و”لا شكّ في أن المخاوف من التصعيد عادت لتتعاظم مع التصعيد الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان”، وفق ما تقول مصادر وزارية لـ”الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن معظم الأماكن التي استُهدفت في غارات الخميس تقع في جنوب الليطاني، أي حيث وجود وانتشار الجيش اللبناني، وبالتالي “كان يُفترض على الإسرائيلي، أن يبلّغ لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، لتبلّغ بدورها الجيش اللبناني الذي تقع عليه مهمّة الكشف على المواقع وفق ما ينص عليه الاتفاق، لكن هذا لم يحصل، ولم نعلم سبب هذا التصعيد”. من هنا، تلفت المصادر إلى أنّ “لبنان سيطرح هذا الموضوع في اجتماع لجنة المراقبة الذي يُفترض أن ينعقد يوم الأحد المقبل بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، علّنا نحصل على إجابات واضحة”.
وقالت “النهار” أنّ معالم التصعيد الإسرائيلي المتواصل لعمليات القصف والغارات على منطقة جنوب الليطاني، خصوصاً في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، رسمت صورة خطيرة تتعلق بطبيعة التحديات المتنامية التي تواجهها السلطات اللبنانية السياسية والعسكرية.
ويأتي ذلك في سياق تنفيذ خطة بسط سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها. استناداً إلى المراجعة الميدانية لاستهدافات الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى بيانات الجيش الإسرائيلي حول الأهداف التي تم استهدافها، يتضح أنّ إسرائيل تسعى لإثبات استمرار الوجود المسلح لحزب الله في الجنوب، مما يضع السلطة والجيش اللبنانيين في موقف حرج ويزيد من الضغوط عليهما لتغيير طبيعة الخطة الجارية أو مواجهة المزيد من التصعيد والعمليات الإسرائيلية.
ويكتسب هذا الهدف دلالات خطيرة، خصوصاً وأنّ التصعيد الحالي يتزامن مع مجموعة مواعيد مفصلية تتزاحم جميعها في الأسبوع المقبل.
وفي السياق، أشار مصدر رسمي لـ “نداء الوطن” إلى وجود تخوف جدي من نوايا إسرائيل توسيع رقعة الحرب. ولفت إلى أنّ ما شهدته الساعات الماضية، أكبر دليل على أنّ إسرائيل لن تسحب فكرة الحرب من قاموسها، ولو كانت نواياها سليمة، لكانت ردت على الورقة اللبنانية التي أقرتها الحكومة، لكنها تستعمل أسلوب شراء الوقت وعدم التجاوب.
وأكد المصدر، أنّ لبنان ماض في خطة حصر السلاح بغض النظر عما يحصل، وهذا أمر داخلي قبل أن يكون مطلبًا خارجيًا، وحذر المصدر مما قد تحمله الأيام المقبلة إذا لم تستطع الدول وضع حد لتوسيع القصف الإسرائيلي.
مواضيع ذات صلة :
![]() غارات وتحذيرات بالإخلاء ونزوح جنوبي… تصعيد إسرائيلي يُعيد مشهد الحرب إلى الواجهة! | ![]() مصادر لـ”هنا لبنان”: بسط سلطة الدولة مستمر.. ولا مؤشرات على انسحاب إسرائيلي | ![]() سلاح “الحزب”: من “بعبع” إلى “سيكي لح لح” |