واشنطن بين الاستياء والدعم… دعم مشروط للدولة اللبنانية وقلق من الغموض في ملف السلاح

على عكس ما روّجته بعض الأوساط عن “أجواء إيجابية” في واشنطن تجاه الوضع اللبناني، تبرز في الكواليس مؤشرات واضحة على تململ أميركي من المسار الذي تسلكه الأمور. هذا التململ لا يقتصر على جهة واحدة، بل تشترك فيه دوائر القرار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، إلى جانب الموفدين توم بارّاك ومورغان أورتاغوس. ويُشار إلى أن بارّاك يستعد لإنهاء مهمته اللبنانية، وسط ترجيحات بأن يخلفه في هذا الدور الجنرال ديفيد باتريوس.
وتلفت المصادر لـ”نداء الوطن”، إلى انزعاج الإدارة الإميركية، من “خجل” الجيش في الإعلان عن الإجراءات التي يقوم بها ضمن إطار تسليم السلاح. وتفسر هذه “السريّة” بأنها رسالة مخطئة لأنها تعطي الموالين لـ”حزب الله” ذريعة الإبقاء على مناصرتهم له وفق منطق “إذا لم تتحرك الدولة فلماذا علينا الوقوف ضده”؟
وفي هذا السياق، كشفت مصادر لـ”نداء الوطن” أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لم يبد أي تفهم للموقف اللبناني على عكس ما يشاع. فالاستياء الأميركي حقيقي، من منطلق رفض الإدارة الأميركية وجود مراحل غامضة في خطة تسليم السلاح، وإصرارها مع السعودية على الفصل بين تسليم السلاح والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، باعتبار أن بسط سلطة الدولة على أراضيها أولوية الأولويات.
وفي السياق، سألت مصادر عبر “الجمهورية”، عمّا سيعنيه ذلك في لبنان، خلال المرحلة المقبلة، لجهة مدى دعم الأميركيين للحكومة اللبنانية، خصوصاً في المواجهة التي تخوضها في الجنوب لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، على رغم من الموقف الإيجابي المقتضب الذي عبّر عنه وزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو تجاه لبنان، خلال لقائه الرئيس عون. وأعربت المصادر عن خشيتها من أن يكون الموقف العميق للإدارة الأميركية تجاه لبنان مشابهاً للموقف الذي أعلنه موفدها توم بارّاك قبل أيام، وأبدى فيه عتباً قاسياً على الحكومة اللبنانية، بسبب تراخيها في التعاطي مع ملف سلاح “حزب الله”. وهذا ما يمكن أن يمنح إسرائيل فرصة لإطلاق يدها في ممارسة الخروقات على لبنان.
وفي موقف جديد، قال بارّاك أمس على حسابه عبر منصة “إكس”، إنّ الولايات المتحدة “تواصل دعم مساعي لبنان لإعادة بناء دولته، وتحقيق السلام مع جيرانه، والتوصل إلى تطبيق اتفاق وقف الخروقات الموقّع في تشرين الثاني 2024، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله”.
وقال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية مسعد بولس لقناة “الجزيرة”: “إننا أكّدنا دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني إضافة إلى المساعدات السنوية”، معتبرًا “أنّ نزع السلاح وحصره في يد الدولة اللبنانية خط أحمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة المتحدة الأميركية”.
وشدّد على أنّه “يجب نزع السلاح بكامله ليس فقط من يد “حزب الله” بل من كل المنظمات وفي كل أنحاء لبنان”.