احتفال لمناسبة الذكرى العشرين لمحاولة اغتيال مي شدياق

لبنان 26 أيلول, 2025

أقيم احتفال لمناسبة الذكرى العشرين لمحاولة اغتيال الوزيرة والإعلامية مي شدياق، بدعوة من جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية”، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، حضره النائب غسان حاصباني ممثلا رئيس الحزب، والنواب: أشرف ريفي، غياث يزبك، نزيه متى وسعيد الأسمر، الوزير السابق ريشار قيومجيان والنائب السابق ادي ابي اللمع ، الأمين العام للحزب إميل مكرزل، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والحزبية.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد “القوات اللبنانية”، ثم كلمة ترحيبية للإعلامية دنيز رحمة فخري استذكرت فيها وقائع يوم الاغتيال، وقالت: “نقص من مي يد، فاخترعت عشرين يدًا، ونقص منها رجل فمشت على عشرين رجلًا، انها تستحق وسام الصمود وتستحق أعجوبة مار شربل الذي أنقذها من الموت في ذلك اليوم من عبوات الارهاب الذي أراد إسكات صوتها”.

بدروه قال النائب ريفي: “بداية لا بد من توجيه التحية لجهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، التي يرأسها المناضل اللبناني الوطني الدكتور سمير جعجع، وله منا جميعا كل الاحترام والتقدير”.

أضاف: “بداية أيضا لا بد من توجيه التحية والتقدير والاحترام للسيدة المناضلة الوزيرة مي شدياق، التي وبحمد الله ورغم جراحها وإصاباتها البليغة، بقيت صامدة، مناضلة مثابرة على مواجهة الشر والباطل، وهي بصمودها ووطنيتها تعطي مثالا حيا لنموذج المواطن اللبناني المؤمن بقضيته وبوطنه. ولك مني ومن كل لبناني حر وشريف تحية إكبار وتقدير. نعم أيتها السيدة الوزيرة الصامدة والمكافحة، إنك تشكلين نموذجا لطائر الفينيق الذي يخرج من بين الرماد ليقول لقوى الشر والإجرام، إن إرادة الحياة عند اللبنانيين الشرفاء، أقوى من إرهابكم وإجرامكم ومشاريعكم اللاوطنية واللاعاقلة واللامنطقية”.

وتابع: “في هذه الذكرى المهيبة، أشكر جهاز التواصل في القوات اللبنانية على إحياء المناسبة، وأشدد على أن لبنان يخرج من النفق المظلم إلى فجر جديد، فليكن هذا اليوم إعلان ولادة عهد الحرية. لبنان الـ 10452 كيلومترا مربعا سيعود إلى جميع أبنائه، مسلمين ومسيحيين، ولن يكون بعد اليوم مسرحا لمطامع محور إيران. سنقف إلى جانب دولتنا كي نبني وطنا يليق بالأجيال القادمة، وطنا قويا وآمنا وعادلا”.
وقال: “كما صمد لبنان ليعيش بكرامة، هكذا أنت يا أميرة المناضلين مي شدياق، جراحك لم تكن ضعفا، بل أزهرت في جسد الوطن الجريح قوة وعزيمة لا تقهر. الشفاء كان قدرك، لكنه أيضا قدر لبنان، لأن هذا الوطن وجد ليبقى، وليكون سيدا، حرا ومستقلا، شاء من شاء وأبى من أبى. في ذكرى محاولة اغتيالك الغادرة نقول بصوت واحد: سقط المجرمون وارتفعت إرادة اللبنانيين الأحرار. لن يرهبونا، ولن يوقفوا مسيرة شعب يؤمن أن دماءه أغلى من أن تهدر في صفقات المحاور”.

اضاف: “لبنان اليوم يسير على طريق الخروج من السجن الكبير، ولم يعد الأمر سوى مسألة وقت، أما محور الجريمة والاغتيال فإلى زوال، إلى مزبلة التاريخ، وبئس المصير لمن اعتدى على الحرية”.
وتابع: “مي شدياق، أيتها المناضلة الشجاعة الرائعة، بصمودك وإيمانك بوطنك، تعلميننا أن الكلمة أقوى من الرصاصة، وأن الحق سيبقى فوق الظلم، نحن وإياك مع كل لبناني مؤمن بوطنه، سنكمل المسيرة، حتى نحقق الأهداف التي حاولوا باغتيالك أن يدفنوها. لكن من سيدفن تحت تراب لبنان هو محور الجريمة والفساد، ونحن قطعنا عهدا لا رجوع عنه: لن نتوقف حتى إسقاط هذه المنظومة”.

وقال: “سيدتي الكريمة، تعلمين أن التضحية والصمود هو قدر الأحرار، خاصة في الأوطان التي تعيش احتلالا أو شبه إحتلال، كحالتنا في لبنان. إنه قدر الأبطال الذين يصرون على إنقاذ وطنهم، والذي كانوا يرون فيه جوهرة التاج في هذه المنطقة. تدركين أيتها السيدة الكبيرة، أن العدالة الإلهية هي عدالة حتمية، والله سبحانه وتعالى الذي أبقى فيك هذه الإرادة الصلبة، قد شاء أن تشهدي ونشهد معك سقوط رموز ورجالات إمبراطورية الإجرام والقتل والإرهاب. بتضحياتك وتضحيات كل الشهداء، وكل المصابين الشرفاء الأحرار، نخرج لبنان وطننا الحبيب وطننا النهائي، من أن يبقى معسكرا للإرهاب، ومصنعا للكبتاغون والسموم”.

اضاف: “في هذه المناسبة، وفي هذا اللقاء الوطني، أوجه التحية إلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة، وإلى مجلس الوزراء وكل من اتخذ القرار الشجاع بنزع السلاح غير الشرعي، نحن إلى جانبكم، كي تستعيد الدولة هيبتها، وليكون لنا جيش سيد على كل الأراضي اللبنانية، يطبق الدستور ويحمي القرارات الدولية”.
ختم: “أخيرا، يا مي، من جراحك شفي لبنان. وببطولة الشهداء، الأحياء منهم والأموات، اخترنا الدرب الصعب وسنصل إلى شاطئ الأمان بإذن الله. عاش لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا، لكل أبنائه ولكل أطيافه ومكوناته، وعلى أمل أن يكون فجر لبنان الجديد قريبا بإذن الله”.

استهل العميد المتقاعد خليل الحلو، كلامه بتوجيه التحية إلى اللواء ريفي “الذي قدم الحماية للكثير من الأشخاص عندما كان في مركز مسؤولية بعد الانسحاب السوري وقبله وانا واحد منهم”، كما قدم التحية لشدياق، وقال: “بالعادة عندما يتعرض المناضلون والعسكريون والمقاتلون لإصابات بليغة يغتنمون المناسبة ليتقاعدوا، انما البعض فلا يتقاعد حتى الممات والوزيرة شدياق هي من هذا النوع، وأعتقد ان أمثالها كثر ولولا ذلك لما وصلنا إلى هذه المرحلة اليوم”.

اضاف: “في فترة الاحتلال السوري وقبلها كان هناك حقبة نضالية ومواجهات انما في فترة التسعينيات اصبحنا جميعا تحت الاحتلال وبدأت الاغتيالات ليس مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انما كان هناك اغتيالات جسدية وترهيب في اقبية الأجهزة الأمنية السورية اللبنانية هناك أشخاص اختفوا وكل ذلك لمنع النضال. انما كل هذه الأمور لم تنفع واستمر النضال وبدات تظهر ثماره، إلا ان الطريق ما زال طويلا جدا. ان مجلس الوزراء اتخذ قرارا بحصر السلاح بيد الدولة انما نرى ان التنفيذ يصطدم بعقبات، نحن لا نقول انه يجب ان تكون هناك حرب اهلية انما يجب ان يكون هناك موقف واضح حينها العالم كله يقف معنا”.

وتطرق حلو إلى ما يحصل في سوريا، وقال:”لم يضعوا دستورا او يقوموا باي إصلاحات وإنما لأنهم اتخذوا موقفا واضحا نرى ان كل العالم يقف معهم. ها هو الشرع اليوم في الامم المتحدة والأموال العربية تتدفق على سوريا والقوى الغربية مهتمه به لا بل تساعده عسكريا لقمع التطرف والارهاب. نحن نتمنى ان ينجح كي ترتاح بلدنا لأنه حينما ترتاح سوريا يرتاح لبنان”.

اضاف: “إذا كان الموقف الرسمي في لبنان واضحًا حينها تكون لدينا حظوظ أوفر للانتهاء من هذه المشكلة. اما بالنسبة للمستقبل، فإن النضال لا يتوقف، وكل شخص يمكن ان يناضل من مكانه ويستطيع ان يؤثر على الرأي العام اكثر من من هم في المراكز”، وميز حلو “بين صفة الادارة وصفة القيادة التي هي التأثير في الرأي العام”، مشيرا إلى ان “الوزيرة مي شدياق اثرت وتؤثر وستؤثر على الرأي العام. اليوم نحن نتذكر ما اصابها ونتذكر الشهداء الذين سقطوا خلال ثورة الارز وما قبلها وبعدها”.

وختم موجها التحية لأرواح الشهداء “الذين توحدوا بشهادتهم والأحياء الذين توحدوا لا ليتواجهوا بل ليواجهوا الاحتلال السوري السابق والهيمنة الإيرانية التي ما تزال تسعى للسيطرة على لبنان وأعتقد أننا في نهاية المطاف سنربح المعركة”.

بدوره قال النائب حاصباني: “شرفني الدكتور سمير جعجع وكلفني بهذه المهمة العزيزة جدا على قلبي. أقف أمامكم اليوم وقلبي يختلج بين ألم الماضي وفخر الحاضر، لأننا نجتمع لنحتفل بذاكرة امرأة لم تنكس، بل صارت رمزا للصمود والإصرار. قبل عشرين عاما في 25 أيلول 2005 تعرضت صديقتي وزميلتي الدكتورة مي شدياق لمحاولة اغتيال عبر تفجير سيارتها، أدت إلى فقدانها ساقها اليسرى وذراعها. هي وقفت أمام الموت وجها لوجه، فلم تخرج من المعركة بل دخلت منها أكثر قوة وإيمانا بمهمتنا المشتركة”.
اضاف: “مي، يا من علمتنا كيف نواجه الخوف بابتسامة لا تنطفئ، كنت دائما أكثر من زميلة. كنت صوت الذين لا صوت لهم، وضمير مهنة تحببت إليها. في لحظة حاولوا أن يطفئوا نورك، فإذا به يزداد وهجا. لم تكن الجراح التي حملتها جسدا فحسب، بل أصبحت دروسا تعلمتها الأجيال، درسا في الشجاعة، درسا في الإنقاذ من اليأس، درسا في أن قيمنا لا تطفأ بدم ولا بتخويف ولا بتفجير”.

تابع: “أتذكر كيف اجتمع الكل حولك، وكيف تحول الخوف إلى قرار أنك ستعودين إلى الساحة، إلى قلب الوطن. وعَدت وعُدت لأن قضيتك كانت أكبر منك ومني ومن كل واحد فينا. وعدت لأن الحقيقة كانت أمانة في عنقك، ولأننا عرفنا منذ البداية أن الإذعان للخوف هو أول خطوة نحو خسارة الحرية نفسها. استحقت لقب الإعلامية الحقيقية، والقيادية الفكرية، والسياسية المخضرمة، والمناضلة الوفية للقضية. مي شدياق لم تكن إعلامية عادية، بل أيقونة صلبة واجهت محاولات الإلغاء والإسكات. حاولوا إخفات صوتها الإعلامي، لكنها عادت أكثر حضورا، كمحركة للسياسة والمجتمع، مدربة أجيال الشباب، ومتابعة أبحاثها، وبشيرة بانفتاح واستنارة في الفكر السياسي والإعلامي. وحين سعوا إلى تشويه صورتها واضطهادها، برزت كوزيرة إصلاحية قلبت مفاهيم الإدارة العامة، وأعادت تعريف معنى الحوكمة والشفافية وطرحت استراتيجية متكاملة ومتطورة للرقمنة”.
أردف: “تحدت مي شدياق الموت وغلبته، فجعلتنا نستحضر خطبة الفصح للقديس يوحنا الذهبي الفم حيث قال: «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا جحيم؟». تحدت الموت وغلبته، وشياطين العالم لم تقو عليها. ذهب نظام الأسد وبقيت هي، تزول أدواته وتتفكك منظومته، وهي حاضرة باقية، شاهدة على أن إرادة الحياة أقوى من أداة الموت. النساء والرجال الذين يجرؤون على قول الحقيقة هم هدف دائم، لكن من يملك قلبا مثل قلبك لن ينهزم. عادت مي بشجاعة غير مألوفة لتعلمنا أن الجرح يمكن أن يتحول إلى وسام، وأن الإعاقة يمكن أن تكون بداية فصل جديد من العطاء. لم تطلب التعاطف بل طلبت الالتزام التزاما لمواصلة العمل من أجل وطن أفضل، أكثر عدلا، أكثر شفافية”.
تابع: “إلى من نسي أو تحايل على ذكرى هذا اليوم: لا نذكر محاولة الاغتيال كي نغوص في الحزن، بل لنستذكر قيمة الواجب والشجاعة. لا نحتفل بالألم بقدر ما نقدر نصر الإرادة على الرعب. في هذا اليوم نكرم ليس فقط امرأة تعرضت لهجوم، بل نكرم فكرة أن الكلمة الحرة والحق العام لم تخلق لتدفن في بطون الخوف”.

واستذكر كيف تعرف على شدياق منذ سنوات بعد الحادثة، “حيث أنقذتني في سيارتها الرباعية الدفع من ثلوج عيون السيمان وترافقنا إلى الطريق حيث تبادلنا سير الحياة، ومنذ ذلك الحين عملنا كفريق في مشاريع كثيرة، أولها مؤسسة مي شدياق التي أصبحت شعاعا لنور المعرفة والفكر في ظلمة الجهل. كصديق ورفيق درب، أقول لك، مي: شكرا. شكرا لأنك أعطيتنا درسا عمليا في معنى المرافقة والمقاومة. شكرا لأنك جعلت من ألمك منبرا للحق ومن خسارتك منبرا للأمل. لقد كنا معك حين احتاجك الوطن، وها نحن اليوم معك أكثر من أي وقت مضى؛ لأن صمودك علمنا أن نكون أصحاب مسؤولية، لا متفرجين”.

وقال: “لكل من سأل يوما: ما الذي تغير؟ أقول لهم ما تغير هو أننا اليوم أكثر وعيا، أكثر استعدادا لمواجهة كل شكل من أشكال العنف ضد حرية التعبير والعمل العام. ما تغير أيضا هو أننا أدركنا أن العدالة لا تأتي من لحظة احتفال واحدة، بل من عمل متواصل، من مؤسسات قوية وخطاب وطني واحد لا يسمح بخنق صوت حر.”

ختم: “أرفع إليك يدي على عهد جديد: عهد أن نبقي ذاكرتك وقصتك نبراسا. عهد أن نعلم الشباب أن التضحية ليست هدرا، وأن الجرأة على القول والحقيقة هي السبيل لبناء مجتمع غير خائف. عهد أن نعمل حتى تصبح محاولات الصمت والفزع مجرد صفحات سوداء في تاريخ ننسى سببها. مي، أعطيت لنا درسا قاسيا وجميلا معا، قاسيا لأنك تحملين ألم الجراح، وجميلا لأنك اخترت أن تحولي هذا الألم إلى قوة للجميع. فلتبق خطواتك ثابتة على طريق الحق، ولتبق كلمتك منارة لا ينطفئ نورها. رحم الله كل روح ضحت من أجل الحقيقة، وأطال الله عمر كأي شدياق وشهدائنا الأحياء، وحمى كل من يحاول حمل مشعلها. وإلى الأمام، من أجل حرية التعبير، من أجل كرامة المواطن، ومن أجل وطن تستحقه مي وكل من ناضلوا ويناضلون”.

واستشهد رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، بما كتبه الدكتور أنطوان دويهي اذ قال: “بينما تشهد بلاد الارز الحرب الأخطر في تاريخها، هناك جملة لطالما رددها الأهالي منذ اندلاع الحروب في العام 1975، لا تخافوا لبنان هو وقف الله ولا احد يقوى عليه. فمن كان يتوقع ان يخرج لبنان في العام 2005 من بوتقة الوجود العسكري السوري”.

أضاف: “من كان يتوقع ان يخرج لبنان في العام 2025 من بوتقة الوجود العسكري الإيراني ممثلا بحزب الله؟ من كان يتوقع ان تتحقق عدالة السماء على الأرض خلال عشرين عاما فقط؟ فمن اغتالنا وحاول اغتيالنا خرج من الجغرافيا والحياة. يضحك كثيرا من يضحك اخيرا، لقد انتصرنا وقد هزموا. انتصر المشروع اللبناني وهزم المشروع الإيراني. انتصر المشروع الانساني وهزم المشروع الارهابي. انتصرت ثقافة الحياة وهزمت ثقافة الموت. انتصر الخير. وهزم الشر. انتصر المشروع الحضاري وهزم المشروع الظلامي”.

ثم كانت كلمة لشدياق قالت فيها: “عشرون عاما على ذاك الخامس والعشرين من أيلول يوم انقضوا علي بحقدهم الفاجر وإجرامهم الكافر ففجروا جسدي سعيًا للقضاء على كلمتي. ومنذ ذاك التاريخ أحمل في جسدي الممزق بصمات “داعشيتهم”وأعيش جلجلة اوجاع لا تستكين، آلام مرهقة، كافرة، جشعة، لا تشبع من عذاباتي وتتلذذ بتنغيص حياتي فكانت عمليات جراحية مؤلمة تخطت الأربعين، وإعادة تأهيل صعبة أنهكت أطرافي، ومضاعفات أفقدتني المناعة فأسفرت عن مرض منهك لم يستطع هو أيضا النيل مني، إلى أن كان حادث باب الفندق في باريس الذي كاد ينهش ما تبقى من عظامي. تجارب طبية قاسية لم تكسرني، أرادوه تاريخ وفاتي فكان الولادة الثانية لحياتي”.

أضافت: “لكن الاصح أن عزمي زاد عزيمة، وارادتي أزهرت صلابة، والتزامي تعمد بالدم. حكما أضعف أحيانا، أتنهد أوجاعا، لكن ما أن أتذكر أن الرب اراد أن أسير على خطاه، ودعاني لأحمل الصليب بفرح وأحوله الى علامة رجاء، حتى أنتفض على ذاتي وأتمرد على اوجاعي متسلحة بكلمة “مع آلامك يا يسوع”.
‏‎تابعت: “هذا ما دفعني لتأسيس مؤسسة مي شدياق، إنها أبعد من إثبات الذات، ومن اعتناق حب الحياة، إنها فعل إيمان بأن الشر مهما تجبر لا ينتصر على الخير الساكن في الإنسان، إنها فعل رجاء بأن الإرادة أقوى من الصعوبات أو أي مأساة”.

وقالت: “عشرون مرة مر الخامس والعشرون من أيلول لكن هذا العام نكهته مختلفة. فنظام الأسد المجرم الذي تفنن في قهرنا وقمعنا وقتلنا،وفي استباحة وطننا، وسرقة أحلامنا وأعمارنا، والذي نكل وفجر وإغتال ونهب ثروات بلادنا والأموال، فر مهرولا الى مزبلة التاريخ، ذليلا، مرذولا، منبوذا ولكن سيناله القضاء وانا من اكثر الداعين إلى ان يحاكم هو والده حافظ الأسد، امام محكمة دولية، عليهما ان يدفعا ثمن كل افعالهما التي ارتكباها في حق الشعب السوري وحقنا جميعا كلبنانيين. ان محور ممانعتهم، الذي جعل من لبنان ساحة مستباحة وصندوق بريد كرمى لطهران. ها هو يترنح وفي طريقه الى خبر كان. أما حزب الله، وبعيدا عن الشماتة التي لطالما مارسها في حق السياديين، وعن تنمره الذي احترفه وجمهوره في حق أوجاعي، فهو اليوم يحصد ما جنت يداه. هذا ليس شماتة بل قراءة لواقع دارت فيه الأيام ولم توفر أحدا بل أوجعتنا جميعا. هذه هي الحقيقة بلا مبالغة أو محاباة. انهزم خياره، إنهار مشروعه، انكشف خطابه، ورغم ذلك يواصل الانكار، ويصر على أخذ لبنان الى الانتحار. يكابر بسلاح أصبح من الماضي، لا أفق له ولا مستقبل. لكنه لن يرحم ولم يردع. لذا خير لحزب الله ان يتخلى عن مغامراته وارتباطاته، وهو الذي يدرك جيدا، أن كسب الوقت والهروب الى الامام، لن يجديا نفعا. خير له أن يكف عن مسلسل استفزاز اللبنانيين، وآخر حلقاته، إضاءة بكل وقاحة، عن انارة صخرة الروشة بأمينيه العامين الراحلين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. بعدما ذكر أنه تراجع في آخر لحظة واكتفى بتجمع أمام الصخرة. ولكن عادت المعلومات لتذكر ان الرئيس بري مستاء من انقلاب حزب الله على قراره، كيف مع هذه الافعال ان يندمل الجرح والفتيل كاد ينفجر. وها هي الاخبار تقول بأنهم شكوا علم المقاومة الإسلامية – علم حزب الله فرع ايران على الصخرة. ولكن نسوا ان على صخرة الروشة يقوم البعض بالانتحار ، وها هم اليوم يكملون بمسيرة الانتحار. مثل هذا اليوم تحديدا، قسموني إلى قسمين واليوم هم وضعوا على صخرة الروشة صورتين بينما أنا ما زلت واقفة على رجل واحدة فيما هما تحت الارض”.

‏‎اضافت: “حزب الله المهزوم يستمر بعنجهيته، ولكن البيارتة واللبنانيين سئموا من ممارساته. يستفزهم عوض أن يعتذر عن 7 أيار الذي يعتبره يوما مجيدا. يستفزهم عوض أن يكفر عن اغتياله الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الذي اعتبر كوادره الذين أدانتهم المحكمة الدولية بالاغتيال ” أشرف الناس وطوباويين!”وقاحة ما بعدها وقاحة. يستفزهم عوض أن يخجل من رهاناته الخاطئة وأكذوبة “وحدة الساحات” التي اقحمت لبنان في مستنقع الدم والدمار. يقدس سلاحه ويعتبر أنه سلاح الله ويهدد ويتوعد. لكن مهلا، في عز جبروته لم نهبه في خضم اغتيالاته لم نهادنه، في ذروة فائض قوته لم نسكت عن ارتكاباته. ولى زمن 7 أيار ولا احد يريد حربا أهلية! وإن تجرأ على استخدام سلاحه في الداخل، يرسم بيديه نهايته حينها”.

تابعت:” لذا الأجدى به أن يتعظ. حقه ان يكون لاعبا سياسيا في لبنان، من دون منة من أحد، لا لاعبا بأمن لبنان واستقراره. وحجمه يستمده من صناديق الاقتراع لا صناديق الرصاص. مسيرة العبور الى الدولة انطلقت، بين حدي خطاب القسم للرئيس جوزاف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، وعلى وقع المتغيرات المفصلية التي تعيشها المنطقة بعد السابع من اكتوبر. فإما أن ينضم فنتشارك جميعا في بناء الدولة، وترسيخ استقرار وإزدهار الوطن، وإما يتقهقهر في شرنقة إيديولوجياته وارتباطاته. هذه المسيرة دفعنا ثمنها غاليا، دفعنا البشير وكل شهداء المقاومة اللبنانية، دفعنا شهداء ثورة الأرز وانا دفعت من جسدي جسدا. هذه المسيرة كانت طليعية بها القوات اللبنانية التي نجتمع اليوم بدعوة من دائرتها الإعلامية. في الحقيقة الشكر ليس في مكانه بل الحب والتقدير لها ولنضالها في ساحات الكلمة”.

ختمت: “لا قهر يستمر ولا ظلم يبقى ولا فوقية تدوم. تضحياتنا ستثمر لا محال، ولبنان سيبقى رمز الفرح والازدهار وستعود العدالة وسننعم بالاستقرار وسنترسخ موطنا فريدا للحرية والتعددية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us