صخرة الروشة تُشعل الداخل اللبناني… اجتماع حكومي طارئ وردود فعل حادّة ضد “حزب الله”!

أثارت حادثة إضاءة صخرة الروشة موجةً من الجدل السياسي والشعبي، التي اعتُبرت خطوةً استفزازيةً تمسّ بهيبة الدولة وتخرق القوانين، في وقتٍ تحاول فيه الدولة ترسيخ صورتها القادرة على فرض النظام وممارسة سلطتها على كامل أراضيها. وفي ظلّ تصاعد ردود الفعل، سارع رئيس الحكومة نواف سلام إلى الدعوة لاجتماع وزاري طارئ في السراي، للتعامل بجدّية مع تداعيات ما جرى، ولاتخاذ موقف حاسم يُعيد الاعتبار للدولة ومؤسساتها.
تزامنًا مع التحرك الرسمي، توالت المواقف السياسية التي صوّبت بشكل مباشر على “حزب الله”، واعتبرت ما حصل محاولةً لتقويض هيبة الدولة وتكريس منطق الدويلة. فماذا جاء في تفاصيل الاجتماع الحكومي؟ وما هي أبرز المواقف السياسية الرافضة لما جرى في قلب العاصمة بيروت؟
وفي التفاصيل، دعا رئيس الحكومة نواف سلام إلى اجتماع وزاري طارئ عُقد في السراي الحكومي، لمناقشة تداعيات حادثة إضاءة صخرة الروشة التي حصلت أمس، في خطوة تعكس جدية التعامل مع الموضوع.
وأكد مراسل “هنا لبنان” أنّ الاجتماع سيُختتم ببيان وزاري سيكون حاسمًا بشأن هذه القضية، حيث من المتوقع أن يتناول تفاصيل المخالفات والمسؤوليات.
وشهد الاجتماع إجراءاتٍ أمنيةً مشددةً، حيث تم منع الصحافة من دخول السراي الحكومي لمتابعة مجريات الجلسة، مع السماح فقط لتلفزيون لبنان بنقل البيان الرسمي فور انتهاء الاجتماع.
من جهةٍ أخرى، شرع الرئيس نواف سلام منذ صباح اليوم في سلسلة اتصالات مكثفة، تهدف إلى كشف جميع الأطراف المتورّطة في إضاءة صخرة الروشة ومخالفة القوانين ذات الصلة، في إطار حرص الحكومة على تطبيق القانون وتحقيق الشفافية.
ردود فعل سياسية حادة بعد إضاءة صخرة الروشة
صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، البيان التالي: “أظهرت أحداث صخرة الروشة، أمس، أنّ “حزب الله” لم يتعلّم شيئًا من كل ما جرى، ولم يأخذ عبرًا ودروسًا من المآسي التي أوقع لبنان واللبنانيين فيها. إنّ الإصبع الذي ارتفع أمس على صخرة الروشة، ارتفع في وجه من؟
فالخروقات الإسرائيلية على لبنان لا تُعدّ ولا تُحصى، فهل ارتفع هذا الإصبع لمواجهتها؟ أم ارتفع في مواجهة أكثرية سكان بيروت واللبنانيين عمومًا؟ إنّ ما جرى على صخرة الروشة يشكّل نقطةً سوداء إضافيةً في سجل “حزب الله”، إذ في الوقت الذي تعمل أكثرية اللبنانيين، ممثَّلةً بحكومة الرئيس نواف سلام التي نالت ثقة مجلس النواب مرتَيْن خلال ستة أشهر، على إقناع اللبنانيين أولًا، والعرب ثانيًا، والعالم ثالثًا، بأنّ لبنان ليس أرضًا سائبةً وأن هناك إمكانيةً فعليةً لقيام دولة حقيقية فيه، يُصرّ الحزب على إظهار العكس، لا عبر ردّ الخروقات الإسرائيلية، بل عبر إثبات جديد أمام العالم أجمع أنّه لا مكان لدولة فعلية في لبنان.
لكن هذا كلّه لن يمرّ، إذ إنّ دولة فعلية بدأت تتشكّل في لبنان خلال الأشهر الماضية، ولن يقف شيء في وجه اكتمال قيامها. لقد حاول الرئيس نواف سلام، قبل أحداث الأمس، تفادي ما حصل، ومنع تكريس الانطباع لدى اللبنانيين والخارج بأنّ الدولة غائبة. فأصدر التعاميم اللازمة، والتزمت الإدارات المدنية المعنية، وبالأخص محافظ بيروت، حيث استُدعي منظمو التجمع وأُعطي لهم ترخيص قانونيّ وفق ما تقتضيه أوضاع بيروت ولبنان. إلّا أنّ “حزب الله” ضرب عرض الحائط بالضوابط المحدَّدة في هذا الترخيص.
والأسوأ من ذلك أنّ الأجهزة الأمنية، أمس، تصرّفت وكأنّ لا علاقة لها بالقوانين ولا بتطبيقها، وكأنها مجرّد عابر سبيل لا ناقة لها ولا جمل بما يحدث.
إننا، أولًا، نحيّي رئيس الحكومة على مساعيه المستمرّة لقيام الدولة المنشودة، ونتمنى عليه أن يواصل جهوده، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف، آخذين في الاعتبار أنّ التاريخ يتقدّم دائمًا إلى الأمام ولا يعود إلى الوراء.
والمطلوب الآن من الأجهزة الأمنية والقضائية استدعاء المسؤولين قانونًا عن الترخيص المعطى للتجمّع والتحقيق معهم، لتبيان من يقف وراء خرق شروط الترخيص، سواء لناحية المشاركين غير المصرَّح بهم، أو لناحية قطع الطرقات، أو لناحية إضاءة صخرة الروشة بشعارات وصور حزبية.
كما أنّ المطلوب من الوزراء الأمنيين المعنيين إجراء التحقيقات الداخلية اللازمة، كلٌّ في وزارته، لتحديد المسؤوليات وسدّ الثغرات.
إن الشعب اللبناني يتوق منذ زمن إلى قيام دولة القانون، ولقد بدأت هذه الدولة بالفعل، ولذلك، نحن كقوات لبنانية، ومع كل المخلصين في هذا البلد، لن نتهاون أبدًا مع أي محاولة لعرقلة قيام دولة القانون.
وعليه، فإن اللبنانيين جميعًا مدعوون اليوم للوقوف خلف حكومتهم ورئيسها في سعيهم الدؤوب لقيام الدولة المنشودة”.
بدوره، رأى رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوّض أنّ “ما حصل أمس الخميس من إضاءة لصخرة الروشة ليس تكريمًا لشهداء سقطوا، إنّما 7 أيار سياسي بوجه الدولة ومؤسساتها وأهل بيروت وكرامتهم”، معتبرًا أنّ “هذا الأمر يؤكّد أن سلاح حزب الله غير موجّه ضدّ إسرائيل”.
وأضاف معوّض في حديث للـmtv: “الأزمة اليوم هي مع حزب مسلّح يوجّه سلاحه نحو الداخل، والمطلوب حزم أكبر من قبل الدولة”.
كما لفت إلى أنّ “وفيق صفا يحاول أن يقوم بمخالفات داخل الدولة”، مشدّدًا على “أنّنا حريصون على السلم الأهلي، وعنوانه واحد وهو تطبيق القوانين والدستور”.
من جانبه، كتب رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض عبر “أكس”: “وأخيرًا، انتصرت الميليشيا على صخرة الروشة كما انتصرت على أهالي الجنوب بشرًا وحجرًا، لذا صفّقوا لمقاومةٍ على الدولة، فالانتصارات لم تبدأ مع اغتيال الحريري ولن تنتهي بغزوة بيروت. صفّقوا لمقاومةٍ فاتحةٍ على حسابها دكّانة تتعامل مع دولة أجنبية، حيث أكلها وشربها وماليّتها من إيران، على ما قال نصر الله يومًا: أغنانا الله بإيران عن أي فلس في العالم… لسنا محتاجين. أمّا حكومتنا، فلا كلام لها ومعها إزاء ما حصل من كسر شوكتها، وسنترقّب إجراءاتها لنَبني على سلوكياتها المقتضى السياسي”.
وفي تعليق على ما شهدته صخرة الروشة، كتب الصحافي بديع قرحاني عبر حسابه على منصة “إكس”: “الغباء أكبر أنواع الخيانة”.