دعم أميركي وفرنسي متجدّد للبنان: تعزيز الجيش وتشديد على حصرية السلاح بيد الدولة

يعيش لبنان مرحلةً دقيقةً تتشابك فيها التحدّيات السياسية والاقتصادية والأمنية، وسط آمال معلّقة على تحرّك دولي يخفّف من وطأة أزماته المتراكمة. وفي هذا السياق، يبرز الدعم الأميركي والفرنسي كعامل محوري في محاولة إنقاذ البلاد من الانهيار الشامل. وبعد انتهاء قمة شرم الشيخ للسلام، تتجه الأنظار مجددًا نحو بيروت، في ظل مساعٍ حثيثة لتعزيز دعم الجيش اللبناني كمؤسسة وطنية جامعة، إلى جانب التشديد المتكرّر من العواصم الغربية على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وسحب سلاح “حزب الله” الذي يُعدّ من أبرز العقد الداخلية والخارجية في الملف اللبناني.
دعم أميركي
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال خلال كلمة ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي الإثنين: “ندعم الرئيس اللبناني في مهمته لنزع سلاح حزب الله وبناء دولة مزدهرة”.
ورأت مصادر وزارية مقرّبة من الرئاسة اللبنانية لصحيفة “الشرق الأوسط” أن موقف ترامب الداعم للرئيس عون “هو ردّ غير مباشر على كل المشكّكين بالعلاقات الأميركية – اللبنانية وحديثهم عن عدم نجاح زيارة عون إلى نيويورك”.
ترامب سيزور لبنان
في حين أكدت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة “الشرق” أن كلام الرئيس ترامب عن لبنان ودعمه الكبير للرئيس جوزاف عون يعبر عن موقف ثابت أنه لن يترك لبنان وسيتابع الاوضاع فيه، مشيرةً الى أن ترامب سيزور بيروت في الفترة المقبلة بعد الانتهاء من بناء السفارة الاميركية الجديدة، وتسلم السفير الاميركي ميشال عيسى مهامه في لبنان.
ماكرون مصمم على تنظيم مؤتمرَيْن لدعم لبنان
من جهة أخرى، يبرز الدعم الفرنسي بشكل مستمر من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يؤكد في مواقفه المتكررة التزام فرنسا الثابت بمساعدة لبنان على تجاوز أزماته السياسية والاقتصادية، والدفع نحو إصلاحات جذرية تُعيد الاستقرار إلى مؤسسات الدولة.
وكان ماكرون قد وجّه رسالةً إلى الرئيس جوزاف عون قال فيها: “نحن مصمّمون على تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان؛ الأوّل مخصّص لدعم الجيش اللبناني، والثاني للنهوض بلبنان وإعادة الإعمار فيه”.
وأضاف: “كما أحيّي القرارات الشجاعة التي اتخذتها لتحقيق حصرية السلاح في يد القوات الشرعية اللبنانية”.
كذلك، تجد مصادر “الشرق الأوسط” أنّ رسالة ماكرون “خطوة مهمّة تأكيدًا على التوجه لعقد المؤتمرين، ودعم المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الأساسية والحساسة، إلى تأمين التمويل لإعادة الإعمار، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابًا على لبنان وشعبه”.