الرئيس عون يقود مبادرة تفاوضية غير مباشرة مع إسرائيل: خطوة جريئة بتأييد واسع وبعبدا تترقّب الضوء الأخضر الأميركي!

تتصدّر مبادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بدعوته إلى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، واجهة المشهد السياسي في لبنان، وسط إجماع شبه تام تقوده شخصيات أساسية في الدولة، أبرزها رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري. الأخير كان قد لعب دورًا محوريًا، إلى جانب الوسيطين الأميركيين – آموس هوكشتاين والموفد الرئاسي توم باراك – في التوصل إلى إطارين حاسمين: الأول مهّد لترسيم الحدود البحرية، والثاني أفضى إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وكلاهما تمّ بالتنسيق والتفويض من حليفه “حزب الله“.
ويتعامل مؤيدو المبادرة الرئاسية على أنها تأتي في سياق إخراج المفاوضات غير المباشرة، التي تستضيفها قيادة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة (يونيفيل) في مقر قيادتها بالناقورة بجنوب لبنان، من المراوحة والدوران في حلقة مفرغة ما زالت تعطل التوصل إلى تفاهم لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا.
وينظر مصدر وزاري بارز لـ”الشرق الأوسط” إلى المبادرة التفاوضية التي أطلقها عون، من زاوية أنه “اختار التوقيت المناسب، ليؤكد الشراكة اللبنانية في التسويات التي تُرسم للمنطقة، انطلاقاً من الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، بالتلازم مع الوضع المشتعل في جنوب لبنان، ومنه إلى مناطق أخرى، كأولوية على جدول أعمال المجتمع الدولي“.
ويؤكد لـ”الشرق الأوسط”، أنّ لجوء إسرائيل، في اليومين الأخيرين، “إلى توسيع خروقاتها، يشير إلى إصرارها على تمرير رسالة مزدوجة للبنان؛ الأولى تكمن في منع إعادة إعمار البلدات المدمرة، باستهدافها للآليات والمعدات والمواد الأولية التي تستخدم لإعمارها“.
وإذا كان من السابق لأوانه استقراء الموقف الإسرائيلي من الطرح قبل إعلانه رسميًا بعد استكمال النقاش بشأنه، فإنّ مصادر أمنية أشارت عبر “الأنباء الالكترونية” إلى مجموعة أسباب دفعت بقيادة الجيش الإسرائيلي إلى إجراء هذه التدريبات في هذا الوقت. أبرزها طمأنة سكان المنطقة الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان للعودة والعيش بأمان في المستعمرات، وإبقاء منطقة جنوب الليطاني تحت مراقبة الجيش الإسرائيلي. أما النقطة الأهم برأي المصادر الأمنية فتتمثل بحاجة الجيش الإسرائيلي إلى مثل هذه المناورات والتدريبات بعد مشاركته في أطول حرب على مدى سنتين.
وبموازاة المناورات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، تستمر إسرائيل بقصفها شبه اليومي على لبنان، وهي استهدفت خلال اليومين الماضيين المزارعين أثناء جمع محاصيل الزيتون لمنع الأهالي من الوصول إلى أرزاقهم.
وفي سياق ملف المفاوضات، علمت “نداء الوطن” أن بعبدا تنتظر أي إشارة أميركية أو حركة هذا الأسبوع، فالرئيس عون قام بخطوة إيجابية وينتظر ماذا ستكون ترجمتها في الدوائر الأميركية خصوصًا أنّ واشنطن ستكون الوسيط في أي مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، مع أنه من المبكر الحديث عن مثل هكذا خطوة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على لبنان.
وبحسب مصادر لـ”الجمهورية”، فإنّ الطرح الأخير لرئيس الجمهورية بعقد مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، آخذاً من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية نموذجاً، يحظى بقبول لدى سائر الأطراف في الداخل، كذلك الامر بالنسبة إلى الخارج، حيث وردت إشارات واضحة داعمة لمبادرة رئيس الجمهورية، واكبتها اتصالات مباشرة وغير مباشرة تشجع على المضي في هذا المسار”، من دون أن تورد المصادر عينها أي تفاصيل إضافية حول هذا الامر.
وبحسب “اللواء” مع عودة الرئيس عون مساء من روما، وبعد جولة الرئيس نواف سلام على الرئيسين عون وبري، بقي ملف التفاوض الذي أعلن عنه الرئيس عون موضع اهتمام داخلي وخارجي، حيث يرتقب أن يواصل رئيس الجمهورية اتصالاته بهذا الصدد لمعرفة التوجهات الأميركية التي تلحُّ على وجوب التفاوض مع إسرائيل ومن دون تأخير.
وفي إسرائيل، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنّ مناقشات تُجرى في الأوساط العليا اللبنانية بشأن بلورة موقف موحّد بشأن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البرية الدائمة بين البلدين.
مواضيع ذات صلة :
![]() الرئيس عون اطلع من عطية على عمل المفتشيات العامة | ![]() لقاء مرتقب بين بري والرئيس عون اليوم… وجلسة لمجلس الوزراء الخميس تركز على ملف التفاوض! | ![]() الرئيس عون للبابا: اللبنانيوّن ينتظرونك بفارغ الصبر |