لبنان يواصل تحركاته في ملف المفاوضات غير المباشرة وسط دعم داخلي واسع!

تتجه الأنظار في لبنان اليوم إلى ملف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث تشير أجواء القصر الجمهوري في بعبدا إلى إمساك الجانب اللبناني بزمام هذا الملف الحيوي. ويحظى موقف الرئيس بدعمٍ شاملٍ من مختلف الأطراف المحلية. ومن المتوقع أن يتناول مجلس الوزراء في جلسته بعد ظهر اليوم في بعبدا التطورات المتعلقة بالمفاوضات، ويستعرض المواقف التي تمّ تسجيلها خلال الأيام الماضية، ولا سيما تلك المتعلقة بالموفد الأميركي توم باراك، في خطوة لتثبيت إطار واضح لهذه المفاوضات غير المباشرة.
وأفادت معلومات صحيفة “الأنباء الكويتية” بأنّ أجواء القصر الجمهوري في بعبدا، تُشير إلى إمساك الجانب اللبناني زمام الأمور في ملف المفاوضات غير المباشرة التي اقترحها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع إسرائيل.
وأشارت المعلومات أيضًا إلى أنّ رئيس الجمهورية حاز دعم كل الأطراف المحليين لموقفه، ويواصل اتصالاته الخارجية لدعم الموقف اللبناني، والذي فاجأ الجانب الإسرائيلي الطامح إلى المزيد من قبل لبنان، محدّدًا أطر المفاوضات، بحسب جهات دولية، بمشروع يتعدّى تنفيذ وقف إطلاق النار، إلى تكريس منطقة عازلة في الضفة اللبنانية من الحدود، والوصول إلى اتفاقات سلام.
من جانبها، أوضحت مصادر سياسية مطّلعة لـ”اللواء” أنّ مجلس الوزراء اليوم في القصر الجمهوري قد يتناول ما سُجل من مواقف بالنسبة لموضوع التفاوض وأشارت إلى أنّه قد يتم استعراض ما جرى في خلال الأيام الأخيرة ومنها مواقف الموفد الأميركي توم باراك.
وأكدت أنّ الجلسة لن تتخذ أي قرار في هذا الموضوع إنما قد تقاربه فضلًا عن مناقشة الوضع العام والهواجس في ضوء الحديث عن سيناريوهات سلبية تتصل بعودة الحرب.
إلى ذلك، لا يزال الوقت مبكرًا لعرض التقرير الثاني لقيادة الجيش حول خطة تطبيق حصرية السلاح.
سلام: أنا قلِق
من جهته، أكّد رئيس الحكومة نواف سلام في حديث لمجلة “باري ماتش” الفرنسية، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى الحرب كما يرى ركوب الدراجة: “إن توقّف سيسقط. ولهذا أنا قلِق من الوضع؛ فعلى الحدود مع لبنان نواجه حرب استنزاف، ليست حربًا شاملةً، لكنّها حرب تُنهك الجميع”.
وعن إمكانية حصول سلام قريب بين لبنان وإسرائيل، أكّد سلام: “فلنكن واقعيّين. سبق أن أجرينا مفاوضات مع إسرائيل، وخصوصًا بشأن ترسيم الحدود البحرية قبل عامَين. لذا، فالأمر ليس جديدًا. ما نُطالب به اليوم هو التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار الذي أُعلن في تشرين الثاني الماضي، ولم يُحترم بعد. الإسرائيليون لم ينسحبوا بالكامل، فما زالوا يحتلّون عددًا من النقاط في الجنوب ويحتجزون أسرى لبنانيين. وليكون وقف إطلاق النار فعليًا، يجب تنفيذه لا الاكتفاء بإعلانه”.