حراك ديبلوماسي مكثّف في بيروت: رسائل أميركية ومصرية

تتوالى زيارات الوفود الديبلوماسية والأمنية إلى لبنان، حاملة قلقها وتحذيراتها من مخاطر المراوحة أو الإنزلاق في متاهة المواجهة خاصة بعد دخول إتفاق غزة حيز التنفيذ وإلغاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل.
وكانت قد وصلت أمس المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت قادمة من إسرائيل عقب جولة قامت بها على الحدود الجنوبية للبنان، حيث تشارك في اجتماع لجنة الميكانيزم يوم غد الأربعاء بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون، على أن يزور المبعوث الأميركي توم باراك لبنان بداية تشرين الثاني المقبل، بالتزامن مع وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى لبنان.
وفي هذا الإطار، تأتي زيارة رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت لتحمل دلالات بالغة الأهمية، ويرى مراقبون أنّ في زيارة اللواء رشاد رسائل بالغة الأهمية، فإما ستكون على شكل تطمينات أو تحذيرات تتناسب مع ما أعلنه السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عقب زيارته رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.
وبعد أورتاغوس، وصل إلى بيروت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بهدف تأكيد وقوف الجامعة العربية مع الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة.
مصادر مطلعة، أفادت لـ”الأنباء الإلكترونية” بأنّ الرسالة الأميركية التي تحملها أورتاغوس، والنصائح التي سيقدمها المسؤول المصري، تتخطى ملف حصرية السلاح لتشمل إيجاد آلية للتفاوض مع إسرائيل في زمن غير بعيد، ما يعني أنّ المهلة المحددة لاتخاذ إجراءات ملموسة قد تكون أسابيع وليست أشهر.
في السياق، أشارت “نداء الوطن” إلى أنّ “ما يحصل مع أورتاغوس والسفير المصري علاء موسى الذي جال أمس على الرئيسين عون وسلام هو محاولة لمنح لبنان الفرصة الأخيرة لتجنيبه حربًا إسرائيلية جديدة”.
في حين قال مصدر وزاري لـ”الشرق الأوسط” إن رشاد لا يحمل أفكاراً جاهزة وإنّ مهمته تتلخص في استكشاف الموقف اللبناني لتقدير ما إذا كانت الأبواب مفتوحة أمام قيام القيادة المصرية بوساطة على غرار الوساطة في غزة.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنّ الحركة الدبلوماسية التي يشهدها لبنان في هذه الفترة هدفها الأول والأخير الإستفسار عن الوضع اللبناني والإحاطة بالتطورات في ظل ارتفاع منسوب التوتر في الجنوب بعد تكثيف الضربات الإسرائيلية، ولفتت إلى أنّ لبنان الرسمي لم يعد عن المبدأ الذي اعتمده بالنسبة إلى بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، مشيرة إلى أنه لا بد من انتظار ما تحمله الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس معها من رسائل.
وسط ذلك، لم تزل زيارة البابا لاوون الـ14 قائمة، ووزع لبنان جدول الزيارة، وأعلن المكتب التابع للكرسي الرسولي عند الساعة الثانية عشرة ظهر أمس بتوقيت روما (الواحدة ظهراً بتوقيت بيروت) البرنامج الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم بها الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول 2025، لمدة ثلاثة أيام، آتياً من تركيا، بعد المشاركة في إحتفالات الذكرى 1700 سنة لإنعقاد مجمع نيقية المسكوني.




