حراك دبلوماسي أميركي ومصري في لبنان: دعوات لتفعيل لجنة “الميكانيزم” ووقف الخروقات الإسرائيلية

في ظلّ التطورات الميدانية والأمنية التي يشهدها الجنوب اللبناني، تشهد الساحة اللبنانية حراكًا دبلوماسيًا لافتًا تمثّل في سلسلة زيارات لمسؤولين دوليين وعرب إلى بيروت، بهدف دعم الجهود الهادفة إلى تثبيت الاستقرار ووقف الاستهدافات الإسرائيلية.
فقد وصلت إلى بيروت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، حيث أجرت لقاءات تناولت الأوضاع العامة والخطوات المطلوبة لإعادة الهدوء إلى الجنوب.
الرئيس عون لأورتاغوس: لتفعيل عمل لجنة “الميكانيزم”
بدايةً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الموفدة الأميركية والوفد المرافق، في حضور القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت كيث هانيغان والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان.
وتناول اللقاء عرضًا للأوضاع العامة والتطورات الميدانية المتصلة بالخروق والاستهدافات الإسرائيلية اليومية على لبنان، إضافةً إلى عمل اللجنة الفنية الخماسية لمراقبة وقف النار (الميكانيزم) وتفعيل دورها.
ثم استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، الموفدة الأميركية والوفد المرافق. وتّم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة في البلاد والخطوات الواجب اعتمادها لإعادة الهدوء والاستقرار إلى منطقة الجنوب.
في هذا السياق، أكد الرئيس عون “ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم)، ولا سيما لجهة وقف الخروقات والاستهدافات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية”.
كما شدّد الرئيس عون على “ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة إلى منازلهم وترميم المتضرّر منها، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء”.
إلى ذلك، استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السراي الحكومي، أورتاغوس والوفد المرافق. وتمّ خلال اللقاء عرض عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم) ودورها، حيث شدّد الرئيس سلام على أن “هدف أي مفاوضات هو تطبيق إعلان وقف النار الصادر في تشرين الثاني الماضي، ولا سيما لجهة وقف الاستهدافات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية”.
وأضاف أنّ “من أهداف هذا المسار أيضًا الوصول إلى الإفراج عن الأسرى اللبنانيين”.
وأشار الرئيس سلام إلى أنّ “تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من خلال عقد مؤتمر دولي مخصّص لهذه الغاية”.
كما أكّد أنّ “تثبيت الاستقرار في الجنوب يستدعي أيضًا دعمًا دوليًا لعقد مؤتمرٍ للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار”.
جهود مصرية لتعزيز الاستقرار في الجنوب
وفي السياق نفسه، زار بيروت رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد، حيث جرى التأكيد على أهمية الدور المصري ودعوة لبنان إلى أي جهد عربي يساهم في وقف الاستهدافات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
في بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير حسن محمود رشاد مع وفد مرافق، في حضور المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان قهوجي.
ونقل الوزير رشاد إلى الرئيس عون في مستهل اللقاء تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتمنياته له بالتوفيق في قيادة لبنان نحو شاطئ الأمان. وتمّ خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة في المنطقة عمومًا، وفي الجنوب خصوصًا، إضافةً إلى الوضع في غزّة.
وأبدى الوزير رشاد استعداد بلاده للمساعدة على تثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الوضع الأمني المضطرب فيه، وجدّد التأكيد على دعم مصر للبنان.
وحمّل الرئيس عون الوزير رشاد تحياته إلى الرئيس السيسي، شاكرًا الدعم الذي تقدّمه جمهورية مصر العربية للبنان في المجالات كافة، ومرحبًا بأي جهد مصري للمساعدة على وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه.
عمل دؤوب وثقة بالمستقبل
على صعيد متصل، استقبل الرئيس جوزاف عون الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأكد خلال اللقاء أنّ الأمور في لبنان تسير في الطريق السليم داخليًا، وأبدى ثقةً بالمستقبل.
مواضيع ذات صلة :
الأوضاع في لبنان والمنطقة بين سلام وأبو الغيط | زيارة تعارف بين منسّى وسفير لبنان الجديد في سوريا | الرئيس عون استقبل أبو الغيط.. وتأكيد على الثقة بمستقبل لبنان |




